الحنين يشرق من الليل

أنا في المهحر يا أمُّ أحنُّ

ملء آمالي شياطين وجنّ

أذكر المكدس والزاروب

أفضى عن صبية

لم تزل حولي وفيّة

اتركوني

فيدي قد أكلتها يد أمّي

ومحتني بيديها كلَّ رسم

فدعوني… تأكل الدرب بقايا قدمي

فدعوني… يشرب البحر ولكن بفمي

كملت كانَ وكانت ناقصة

وتنادى الشُعرا

وامّحى التاريخ

بعتُها الأرض… بأرضٍ راقصة

كم سنبكي البشر… وإلى المريخ

وتأمَّل… إنَّ روما رَجِعَت

بلَعَت… برقةَ وطرابلس حتى الحَجَر

أين طارق… والنّمارِق؟!

أين موسى بن نصير؟

رجِعَت باريس بالمقصلة

في الجزائر

رجعت لندن بلفورَ بِاسمِ الفتنة

في فلسطين الحرائر

يا بلادي… يا بلادي… يا بلادي

أنا أجترُّ مدادي

شَعَّ حبري من رقادي

أين قلبي

كلّه نارٌ تلظَّى!

نابضٌ نفطاً وغيظا

ملأوا شعبي من الدونما

وفي كلّ مكان

نفث الشيطان

نفث الشيطان حتى في دمانا سرطان!

فدعونا

قد ربحنا الجائزة

صار شاميّ

ألف شامٍ فائزة

وكفينيقٍ شآميّ أطير

من جثاميني… وأحياناً أسير

أين أمّي

أين همّي… وحنيني؟

أنا في المهجر يا أمّاه أبكي

وأمامي وردةٌ قد ذكّرتني بورودِ النهر

وورائي رحلةٌ قد ذكّرتني بخفايا سفري

كلّ شيء راح يشكو من بكاء الضحكات

ويميني حلفت أن يساري تركتها

للصوص الأزمات

أتراني أمسي ضيَّعتُ

من الشام صراطه

وأنا اليوم… فُراطه

أشرق الليل من الفجر العماء

بشموعٍ وبخورٍ وتراتيل دعاء

إنه «فصحكِ» يا أمّ السلام

وسأبكي مطرا

وسأبكي نَهرا

وأصلّي كلّ وقتٍ سحرا

سحر أحمد علي الحارة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى