مرارة الغربة

قالت له: لم أشعر يوماً بمرارة مثل هذه اللحظة. ولم أتذوّق وجع الغربة إلا يوم عشقت الحياة لأجلك. استوطن حبّك قلبي، تناغم مع نبضاته، يراقصه فرحاً ويبكيه حزناً. ورغم استحالة ما يحمعنا، إلا أنه لا يريد غيرك أنت.

قال لها: كما الحياة هو الحبّ. فليس كلّ ما في الحياة جميلاً. وليس كلّ ما نختاره صحيحاً.

فقالت له: أنا بحاجة إلى حنانك أكثر من أيّ وقت مضى فلا تومئ لي يا حبيبي حتى أبتعد عنك. إن لم يكن خياري صحيحاً في حبّك فهو جمال الحياة ومتعتها رغم كلّ أوجاع الغربة.

فقال لها: الحياة تستهلك معظم أوقاتنا، وتستنفد كلّ طاقاتنا، وتبخل علينا في الأفراح وما أكرمها في الأحزان، تلاقيها الأرواح بشوق وكأنها كانت على موعد معنا ونحن لها في انتظار.

قالت له: لماذا تحاول رمي أثقال الحياة بيني وبينك، وأنا عاشقة أتعب قلبي الهوى. مشتاقة إليك يا حبيبي وقد ذبلت روحي من شدّة البعد. فالحياة بحر مليء بالألغاز، والغوص في أعماقه يجعلك تتعب أكثر!

فقال لها: تعالي إليّ يا حضناً مليئاً بالدفء حتى أغمرك، وأبكي وأبوح لك بعذاباتي وهمومي، فقد تعبت الصبر ولم أعد أتحمّل.

قالت له: أنا كلّي ملكك، وأنت طفلي المدلّل، سأكون أمانك وسلامك يا حبيبي. وسأرسم لك الحياة كوكباً ولا أجمل!

سناء أسعد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى