وجدته… وجدتُني!

زرتُ متحفاً للأحجار الكريمة، ولم أرَ بريق عينيه. قلّبت صفحات كتب الحبّ القديمة، ولم أتنفّس عطره. مرّرت أناملي على سطح مياه البحر، ولم أشعر برقّة وجنتيه. وقفت تحت خيوط الشمس الحارقة، ولم أشعر بناره. بحثت في كلّ زاويةٍ من ذاكرتي، علّني أجده في خيالي، علّني أراه في أحلامي.

يئست… فعدّلت مسار البحث. أغمضت عينَيّ وشرّعت قلبي الضال على مصراعيه. وإذ بابتسامةٍ خجولةٍ، بريئةٍ، رقيقةٍ، حنون ترتسم على شفتيّ. لا… هذه ليست ابتسامتي. إنها له… نعم له! سرقتها من زاويةٍ في ذاكرتي وطبعتها على وجهي.

وما هي إلّا لحظات، حتى أحسست بحرقة أصابعه على جيدي، تترك آثاراً تخترق عنقي حتّى وريدي. أردت بشدّةٍ أن أصحو من هذا التنويم، أن أبرأ من هذا الإدمان. ولكن ما عساي أفعل وعيناي ترفضان أن تفتح وقلبي عاجز عن إغلاق مصراعيه؟

فجأةً، رأيت أمام عينيّ المقفلتين ملاكاً ينبئني بأن من أبحث عنه لا يشبه أحداً… فريدٌ بحنانه، في قلبه فيضٌ من الإحساس وفي نظرته قوة ناعمة وسحرٌ ملكيّ. في الحال فتحت عينيّ لأسأل الملاك أين قد أجده. لكن الملاك كان قد اختفى. فانتابني فضول أكبر. لذا، عدت إلى حالة التنويم وفكّرت كثيراً بأدقّ تفاصيله. عندئذٍ اكتشفت أين أجده… هرعت إلى مكتبتي الصغيرة وبحثت في كتب التاريخ… وما أسعد تلك اللحظة عندما وجدت اسمه في قائمة آلهة الإغريق!

منى يمّين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى