مونودراما صغيرة

أنا كورس نفسي

سأكمن لي عند أطراف أوردتي

أهدّج الدمعة وأنزلها على الستارة في مشهدي اللانهائي

موفورة هي الخرافة على أصابعي

لأكتم هذه التلة في جبين ذكراي

وأمتطي ضراعة السفوح

أنا كورس نفسي

ألملمها من بعثرة الطرق

ومن نقاوة الرماد

هيّأت ما تبقى منّي لأبقى مهيّأ تماماً

لتبدّل المعنى

كأن أغفر للموسيقى صلواتها

وأضلّ كسيزيف موقّع

من جملة إلى جملة

كأن تطيش جثة في رصاصة عابرة

أو يختلي سجّان بزنزانته

أو يعبر رغيف من أحشائه

أو على الأقل

أن تطلّ حديقة من أمعاء خريفها

أنا كورس نفسي

وحشتي تتمدّد في الزحام

وعيناي عراء أبدي

لصورة لم تكتمل

حيث صباح لم يمت جيداً

وجائحة

تبسط شفتيها بالوصيد

وكون ندم

أنا كورس نفسي

صافحتُ جثتي أمس

عرفت أنبياء تقاطيعها

ورسل أصابعها

ومزامير خطاها

لمست مجرّات حنينها

وسوالف أنجمها

وصفصاف أقمارها

فطاردتها حتى حواس مسامها

وأيقنت أنني

وقعت ـ ربما ـ في كمين

عبدالله السمطي

شاعر مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى