لا أكراد في مفاوضات «جنيف 3» لحلّ الأزمة في سورية
سلّطت الصحف الغربية الصادرة أمس في معظمها على مفاوضات «جنيف 3» الخاصة بحلّ الأزمة السورية، مركّزةً على مسألة تمثيل «المعارضين»، وأيضاً الأكراد.
وفي هذا الصدد، تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى وفود الأطراف السورية المشاركة في المفاوضات، مشيرة إلى عدم دعوة الأكراد بسبب الضغوط التركية. وقالت الصحيفة إنّ قائمة بأسماء أعضاء الوفود المشارِكة في هذا اللقاء حدّدت عملياً. فبحسب تصريحات هيثم منّاع الرئيس المناوب لـ«المجلس الديمقراطي السوري المعارض»، ستتمثل «المعارضة» في جنيف بوفدين. أما ممثل «حزب الاتحاد الديمقراطي السوري» عبد السلام علي، فقد أعلن أن حرمان الأكراد السوريين من حضور المفاوضات كان نتيجة الضغوط التركية. وهذا يؤكد بصورة غير مباشرة ما صرّح به سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا في مؤتمره الصحافي السنوي، إذ قال: «في الآونة الأخيرة نسمع عن شكوك من طرف أحد أعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية في شأن دعوة الأكراد إلى لقاء جنيف أم عدم دعوتهم، وبالذات دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي. أعتقد أننا لن نحصل على النتائج المرجوة من دون مشاركة الأكراد في المفاوضات، وبالذات على التسوية السلمية النهائية للأزمة السورية. لأن نسبة الأكراد في سورية تصل إلى 15 في المئة من السكان».
أما صحيفة «إندبندنت» البريطانية فنشرت تقريراً لباتريك كوبيرن قال فيه إنه مع بدء محادثات السلام في جنيف، فإن هناك أملاً في إنهاء الصراع الدائر في سورية، يقع في أيدي أقوى الدول في العالم. وأشار إلى أن عدداً من التنظيمات المشاركة في الصراع في سورية لن تشارك في مؤتمر جنيف ومنها: «تنظيم داعش» و«جبهة النصرة» وأكراد سورية.
من ناحيتها، نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً لإريكا سالمون قالت فيه إن جلب أطراف «المعارضة السورية» للجلوس إلى طاولة محادثات سلام لم يكن أمراً سهلاً للغاية. وأفادت أنّ الدبلوماسيين يرون أن محادثات جنيف تعدّ خطوة إيجابية حتى ولو منيت بالفشل.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: المفاوضات السورية… من دون الأكراد إنما مع الإرهابيين!
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى وفود الأطراف السورية المشاركة في مفاوضات جنيف لتسوية الأزمة السورية، مشيرة إلى عدم دعوة الأكراد بسبب الضغوطات التركية.
وجاء في المقال: يلتقي اليوم ممثلو الحكومة السورية و«المعارضة» في جنيف، من دون الأكراد الذين لم تتم دعوتهم لحضور اللقاء بسبب الضغوطات التركية. ولكن مع هذا، لا يمكن التقليل من أهمية هذا اللقاء، لأنه يشكل مقدمة لجولة مفاوضات جديدة، بهدف وضع نهاية للحرب في سورية.
وقد حدّدت عملياً قائمة بأسماء أعضاء الوفود المشارِكة في هذا اللقاء. فبحسب تصريحات هيثم منّاع الرئيس المناوب لـ«المجلس الديمقراطي السوري المعارض»، ستتمثل «المعارضة» في جنيف بوفدين.
أما ممثل «حزب الاتحاد الديمقراطي السوري» عبد السلام علي، فقد أعلن أن حرمان الأكراد السوريين من حضور المفاوضات كان نتيجة الضغوط التركية. وهذا يؤكد بصورة غير مباشرة ما صرّح به سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا في مؤتمره الصحافي السنوي، إذ قال: «في الآونة الأخيرة نسمع عن شكوك من طرف أحد أعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية في شأن دعوة الأكراد إلى لقاء جنيف أم عدم دعوتهم، وبالذات دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي. أعتقد أننا لن نحصل على النتائج المرجوة من دون مشاركة الأكراد في المفاوضات، وبالذات على التسوية السلمية النهائية للأزمة السورية. لأن نسبة الأكراد في سورية تصل إلى 15 في المئة من السكان».
وبحسب مصادر أخرى تبلغ نسبة الأكراد 9 في المئة من سكان سورية. وإن رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو أعلن عن دعمه مشاركة الأكراد السوريين في المفاوضات ولكنه ضدّ دعوة «حزب الاتحاد الديمقراطي».
يقول رئيس معهد الدين والسياسة آلِكسندر إيغناتينكو: «أنا واثق من أن غياب الأكراد سببه الضغوطات التركية الممارسة على منظّمي لقاء جنيف، وأعتقد أنّ هذا خطأ. لأن الأتراك لم يحصلوا بهذا الشكل على شريك في المفاوضات، بل حصلوا على خصم لدود».
وبحسب قول عبد السلام علي، تمت دعوة ممثلي مجموعتَي «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» اللتين عارضت موسكو بشدّة دعوتهما إلى هذه المفاوضات.
صحيفة «وول ستريت جورنال» كتبت تقول إنه من غير المستبعد مع هذا أن يقاطع بعضها اللقاء، لأن المجموعات «المعارضة» التي مقرّها باريس قدّمت شروطاً جديدة، من ضمنها الإصرار على وقف هجمات الجيش السوري على المناطق التي تسيطر عليها «المعارضة». وكانت «المعارضة» قد أعلنت شرطين لمشاركتها في لقاء جنيف: رفع الحصار عن المدن ووقف غارات الطيران الروسي. فردّ لافروف على ذلك بأن بداية المفاوضات بين الأطراف السورية يجب أن تكون من دون شروط مسبقة. وقد وافقت «المعارضة» على ذلك في نهاية المطاف.
يشارك في المفاوضات بحسب قول ستيفان دي ميستورا الممثل الخاص للأمم المتحدة، المجموعات «المعارضة» المدعومة من الرياض. كما أكد وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أن المفاوض الأساسي من جانب المعارضة يجب ان يكون المجلس الأعلى المدعوم من السعودية. ويضمّ الوفد المدعوم من الرياض ممثلين عن 35 مجموعة «معارِضة» بين «معتدلة» وراديكالية.
وسيرأس وزير خارجية سورية وليد المعلّم الوفد الحكومي السوري إلى مفاوضات جنيف، بحسب قول نائب وزير خارجية روسيا غينادي غاتيلوف، بدعوة من دي ميستورا. كما يأمل غاتيلوف أن يشارك الأكراد في الجولة المقبلة من المفاوضات.
وأضاف غاتيلوف أنه لا ينتظر انفراجاً تاماً من هذا اللقاء، ولكن له أهمية كبيرة. «فهذا اللقاء سيكون بداية لمفاوضات طويلة. ولهذا اللقاء أهمية لأن غالبية الأطراف السورية مستعدة لتسوية الأزمة السورية سلمياً عن طريق التفاوض، وللتخلّي عن استخدام القوّة».
من جانبه، قال نائب وزير خارجية إيران حسين عبد اللهيان الذي يزور موسكو، إنه من المهم عدم مشاركة «الإرهابيين بأقنعة جديدة» في هذه المفاوضات. كما انتقد المملكة السعودية لدعوتها الإرهابيين للمشاركة في المفاوضات. وعبّر عن أمله بأن يكون لقاء جنيف بداية لجولة جديدة في اجتماع فيينا الموسع المقرر يوم 11 شباط المقبل، الذي سيشارك فيه ممثلو روسيا وبريطانيا وألمانيا ومصر وإيران وقطر ولبنان والمملكة السعودية والولايات المتحدة وتركيا وفرنسا.
«إندبندنت»: الصراع الدائر في سورية يقع في أيدي أقوى الدول في العالم
كتب باتريك كوبيرن في صحيفة «إندبندنت» البريطانية تقريراً تناول فيه محادثات السلام التي تعقد في جنيف في محاولة لحلّ الأزمة التي تعصف بسورية. وقال كوبيرن إنه مع بدء محادثات السلام في جنيف، فإن هناك أملاً في إنهاء الصراع الدائر في سورية، يقع في أيدي أقوى الدول في العالم.
وأضاف كوبيرن أنه من المقرّر بدء محادثات السلام بين الحكومة السورية و«المعارضة» في جنيف بعد سلسلة من الاحتجاجات حول من يحضر ومن لا يحضر هذه المحادثات.
وأشار كاتب التقرير إلى أن عدداً من التنظيمات المشاركة في الصراع في سورية لن تشارك في مؤتمر جنيف ومنها: «تنظيم داعش» و«جبهة النصرة» وأكراد سورية.
وختم كوبيرن بالقول إن توظيف أقوى بلدين في العالم إمكانياتهما العسكرية يعطيهما نفوذاً متزيداً على الأرض.
«فايننشال تايمز»: «المعارضة السورية» تشكّك في الضغوط الأميركية على محادثات جنيف
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً لإريكا سالمون بعنوان «المعارضة السورية تشكّك في الضغوط الأميركية في شأن محادثات السلام»، وقالت فيه إن جلب أطراف «المعارضة السورية» للجلوس على طاولة محادثات سلام لم يكن أمراً سهلاً للغاية.
وأفادت الكاتبة أنّ الدبلوماسيين يرون أن المحادثات التي كان من المقرر أن تبدأ أمس في جنيف، تعدّ خطوة إيجابية حتى ولو منيت بالفشل. وأضافت أنّ سياسة الدفع العدوانية التي ينتهجها وزير الخارجية الأميركية جون كيري وستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية لدفع عجلة مفاوضات السلام في أسرع وقت ممكن، بدأت تخلق حالة من الانشقاقات وفقدان الثقة في صفوف «المعارضة».
وأشارت الكاتبة إلى أن ممثّلي «المعارضة» الذين يقاتلون لإنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد يقولون إنهم يواجهون ضغوطاً من السوريين، فهناك من يريد حضورهم مؤتمر «جنيف 3» من أجل التوصل إلى حلّ لمعاناة الشعب من جرّاء الحرب الدائرة في بلدهم، بينما يرى آخرون أنه يجب ألا يحضروا المؤتمر إلا بعد توقف كل أشكال العنف التي أودت بحياة 250 ألف سوري وكذلك بفكّ الحصار عن «القرى المحاصرة».
وأوضحت الكاتبة أنّ بعض الناشطين المعارضين لحضور المؤتمر، أنشأوا حملة على الإنترنت تدعوهم إلى عدم حضور مؤتمر جنيف الثالث كما أطلقوا «هاشتاغ: كيري الشبّيح».
ونقلت الكاتبة عن المحللة لينا الخطيب قولها إن «المعارضة السورية» بين الحجر والرحى، فإن شاركوا في المحادثات قبل ضمان الأمم المتحدة تدابير بناء ثقة، فإن ذلك سوف يؤذيهم، وفي حال لم يشاركوا في المؤتمر، فإنه سينظر إليهم على أنهم يعرقلون تحقيق السلام.
«لوموند»: ماهي مصادر تمويل «داعش»؟
كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية، أنّ تنظيم «داعش» المتطرّف، يملك أصولاً تقدّر بـ2000 مليار ثريليونين دولار، مشيرة إلى أن ميزانية التنظيم أضخم بكثير من ميزانية تنظيم «طالبان»، التي تقدّر بما بين 32 و320 مليون دولار، ومن ميزانية حزب الله اللبناني والمقدّرة بما بين 160 و363 مليون دولار أميركي.
وذكرت الصحيفة أنّ التنظيم يقوم باستعباد الأقليات، خصوصاً النساء، من الإيزيديات والشيعة والآشوريات، من أجل بيعهن بمقابل مادي يتراوح ما بين 40 و165 دولاراً.
التنظيم المتطرّف يموّل نفسه كذلك عن طريق ما جناه من عمليات الفدية، تقدّمها العائلات والأقارب والحكومات ومؤسسات التأمين مقابل فكّ أسر الرهائن، وتقدّر تلك المبالغ بنحو 10 ملايين دولار في الشهر.
تنظيم «داعش» يفرض ضرائب ورسوماً جبائية على المناطق التي استولى عليها، والتي تقدّر مداخيلها بنحو 300 مليون دولار سنوياً.
وأوردت «لوموند» أنّ التنظيم يعتمد على سلة من الضرائب المحلية، والتي تفرض على الشاحنات والقوافل الإنسانية، مشيرة إلى أنّ «بنك الرقة» في سورية، أوكِلَ اِليه استخلاص مبلغ 20 دولار من التجار كل شهرين.
التنظيم يفرض رسوماً شهرية على المدارس والجامعات، فوفق إحصاءات مديرية الأبحاث التابعة للكونغرس الأميركي، فإن الرسوم تلك، تصل إلى 22 دولاراً للمدارس الابتدائية، و43 دولاراً للمدارس الثانوية، و65 دولاراً للجامعات.
يستولي تنظيم «داعش» على عشرات الحقول النفطية، والتي تنتج ما يناهز 44 ألف برميل في سورية، و4 آلاف في العراق، وعلى رغم أنه يبيعها بأثمان بخسة تقدر بنحو 30 دولاراً للبرميل الواحد، فإن التنظيم حقق ثروة بفضل الذهب الأسود، تقدّر بحسب الصحيفة بـ1.4 مليون دولار في اليوم، أي ما يناهز 500 مليون دولار في السنة.
وعلاوة على الموارد النفطية، للتنظيم مداخيل أخرى موازية للتمويل، من قبيل استحواذه على مناجم الفوسفات وآبار الغاز الطبيعي، ومصانع الإسمنت، بما فيها مصنع «لافارج» الفرنسي.
نهب البنوك، من بين مصادر تمويل «داعش»، فبحسب «لوموند»، إن التنظيم قام بالاستحواذ على 450 مليون دولار، من أموال البنوك والموارد المالية للبنك المركزي العراقي عام 2014.
على رغم أنّ «داعش» يحرّم الفنّ، والتعامل مع القطع الأثرية، على اعتبارها مجرد «أوثان»، فإنه لا تجد غضاضة ولا اعتراضاً في بيعها. فوفق ما أوردته «لوموند» نقلاً عن أرقام صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، فإن التنظيم استطاع أن يجني ما يناهز 100 مليون دولار من خلال بيعه تحفاً فنية وقطعاً أثرية استولى عليها في مناطق تحت نفوذه في العراق وسورية.
وأوردت «لوموند» أن تقارير خزينة الولايات المتحدة الأميركية رصدت السنة الماضي عدداً لا يستهان به من التحذيرات على المعاملات المالية، والتي تؤشر إلى عمليات تبييض للأموال، قد تكون محسوبة على تنظيم «داعش». وذكرت أن «داعش» يستفيد من دعم مالي من الخارج، مشيرة في هذا الصدد إلى ما صرّح به الرئيس العراقي السابق نوري المالكي عام 2014، باتهامه المملكة العربية السعودية بدعمها المادي والمعنوي للتنظيم المتطرّف.
من جانب آخر، أوضحت الصحيفة أن فرنسا لا تتّهم حكومات بعينها بتمويلها الإرهاب، مشيرة إلى ما صرّح به رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، إذ أكّد أنه لا يشكك ولا يجادل في قدرة بعض البلدان المجاورة للمنطقة على مكافحة «داعش»، لكنه في المقابل، تساءل عن تمويلات خاصة من مؤيدين ومناصرين، صادرة من تلك البلدان.