مواقف ندّدت بتفجير الإحساء الإجرامي: اعتقال المتورّطين لن يكفي إذا لم تغلق مدارس الفتنة
صدرت أمس، مواقف وبيانات ندّدت بالتفجير الإجرامي الذي استهدف مسجداً في الإحساء في المملكة العربية السعودية وأوقع شهداء وجرحى من المصلين، ورأت أن اعتقال المتورطين لن يكفي إذا لم تغلق مدارس الفتنة وتلغى مناهج الإلغاء والتكفير.
وفي هذا السياق، دان رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي الإجرامي وأكد أن المملكة، رغم الاستهداف اللئيم والمتكرر، ستبقى عصية على الإرهاب وفي مقدمة المكافحين من أجل خلاص الأمة العربية وشعوبها من التطرف والإرهاب .
وأبرق مستنكرا الهجوم الإرهابي ومعزياً بالضحايا، إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، والسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري.
واعتبر تجمع العلماء المسلمين ، في بيان، أن العمل الإجرامي الذي قام به بعض التكفيريين والذي استهدف مصلين آمنين في بيت الله وفي يوم هو من أعظم الأيام عند الله وهو يوم الجمعة، يدل على خروج هذه الجماعة التي تقوم بهذه الأعمال عن الدين بل عن القيم الإنسانية مطلقاً .
وإذ قال استنكر التجمع هذا العمل الإجرامي الجبان، أكد أن هؤلاء المجرمين الذين قاموا بهذا العمل الجبان قد تم تحريضهم وتعبئتهم من قبل الجهات الدينية المدعومة من الحكومة السعودية وعليه يجب أن يخرج من هذه الحكومة موقف واضح من هذه المناهج كي يتم القضاء على هذا النهج المدمّر للسعودية قبل غيرها وإن المعالجات باعتقال المتورطين لن يكفي إذا لم تغلق مدارس الفتنة وتلغى مناهج الإلغاء والتكفير .
وطالب التجمّع علماء السعودية بأن يُعلنوا وبصراحة موقفهم من هذه الأعمال ومن الذين يقومون بها ، متسائلين هل هذه الأعمال مقبولة شرعاً أم محرّمة؟ وهل هؤلاء مجرمون أم شهداء؟! ، معتبراً أن السكوت هو مشاركة في الجريمة .
ودعا الحواضر العلمية في قم والنجف والأزهر والسعودية لإعلان موقف شرعي واضح من هذه الأعمال ومن الذين يقومون بها، وإلى عقد لقاء وحدوي بين هذه الحواضر لاتخاذ مواقف واضحة وإعلان ميثاق شرف إسلامي يحدد الثوابت المجمع عليها بين المذاهب الإسلامية وعدم تعرّض أتباع أي مذهب لمعتقدات ومقدسات المذهب الآخر وإبداء الرأي الواضح من التكفير كمنهج في الدعوة واستخدام القتل والذبح وسيلة لنشر الإسلام .
ودعا أهل منطقة الإحساء للتعامل بحكمة وموضوعية مع الحدث وعدم الانجرار إلى الفتنة التي يخطط لها مَن دفع بهؤلاء للقيام إلى هذا العمل الإجرامي وحسبهم ما جرى على أئمتهم وصبروا حفظاً لوحدة الأمة وصوناً للدين . وختم: للشهداء الرحمة ولأهلهم الصبر والسلوان وللجرحى الشفاء العاجل .
وأصدر العلامة السيد علي فضل الله بياناً دان فيه التفجير الإرهابي الذي يأتي ضمن سلسلة من التفجيرات الإرهابية التي استهدفت أكثر من مسجد في السعودية .
ورأى أن هذه الأعمال تهدف إلى بث الفرقة بين المسلمين داخل هذا البلد، وإلى تعميق الهوة بينهم، من أجل إثارة فتنة مذهبية تُعدّ من أولويات مشروع الجماعات الإرهابية، بعدما بات واضحاً أنها تتغذى على الفتنة المذهبية وتعمل لإشعالها .
وتقدّم بالعزاء من أهالي الشهداء، وبالدعاء لله لشفاء الجرحى، مثمناً وعي أهلنا في المنطقة الشرقية، والوعي الذي عهدناه دائما، والذي سيفوت الفرصة على كل العابثين بالاستقرار، وسيمنعهم من أن يجدوا أرضاً خصبة لهم .
لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية
وشدد لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية على ضرورة وقف الدعم والتمويل عن المجموعات الإجرامية، ووقف القنوات الفضائية التحريضية التي تبث سمومها وأفكارها الشاذة وتحض على اللجوء إلى أعمال العنف والإجرام .
وأشارت حركة الأمة» في بيان إلى أن «استهداف المساجد ودور العبادة والاعتداء على الآمنين، عمل إجرامي لمجموعات تكفيرية لا تقيم حرمة لبيوت الله، وما هدفهم إلا ضرب وحدة شعوب أمتنا خدمة لمشاريع العدو الصهيو أميركي».
ورأت جبهة العمل الإسلامي في لبنان، بشخص منسقها العام الشيخ الدكتور زهير الجعيد أن العقلية التكفيرية التي تضرب أطنابها اليوم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، هي عقلية مستوردة لا تمت إلى الدين الإسلامي الحنيف بصلة وتهدف بشكل جوهري وأساسي إلى زرع الفتنة الطائفية والمذهبية بين المسلمين، خصوصاً بين السنة والشيعة في الوقت الذي يجب علينا فيه جميعاً الوقوف صفا واحداً وفي خندق واحد لمواجهة الخطر الصهيوني المحدق بالأمة جمعاء .
ورأى إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني أن هذا العمل الجبان المدان لا يمكن مواجهته إلا بالخطاب الوحدوي الجامع، ولأن الخطاب المذهبي التحريضي يعطي دفعاً لهؤلاء المجرمين القتلة للقيام بجرائمهم التي يعارضها الإسلام .
وختم داعياً العلماء وبخاصة السنة إلى مواجهة خطر داعش والتحذير منها ومن مخططاتها الإجرامية التي تهدف إلى زرع الفتنة والشقاق بين أبناء الدين الواحد .