عراقجي لـ«العالم»: الوصول إلى اتفاق على البرنامج النووي يحتاج إلى قرارات سياسية صعبة وإرادة

اعتبر مساعد الخارجية وكبير المفاوضين النوويين في إيران عباس عراقجي: «أن الوصول إلى اتفاق شامل حول البرنامج النووي الإيراني بين إيران ومجموعة 5+1 يحتاج إلى قرارات سياسية صعبة وإرادة حقيقية»، وأعرب عن أمله بأن «يتمكن وزراء الخارجية في اجتماعهم اليوم أمس من اتخاذها»، مؤكداً: «أن الأسبوع المقبل سيشهد مفاوضات شاقة ومعقدة وصعبة».

وقال عراقجي: «الوقت يمر سريعاً، لكننا لسنا في ظروف تمكننا من تحديد ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق أم لا، مازال الوقت مبكراً، والخلافات مازالت قائمة حول مواضيع مهمة، ونحن نسعى إلى تقريب وجهات النظر، وتقديم حلول لها». وأضاف: «نحن نأمل في أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق، لكن لا يمكن القطع بذلك الآن»، مشيراً إلى أن «الخلافات قائمة في كل المواضيع المهمة، ولم نتمكن من تقليل الهوة فيها، وطبعاً جرى تقليل الخلافات في بعض المواضيع، وفي بعضها قُدمت حلول واقتراحات مختلفة، لكن الأمور الأساسية مازالت موضع جدال وبحث».

وأشار عراقجي إلى أن «موضوع نسبة وحجم التخصيب والعقوبات، والجدول الزمني لإعادة الملف الإيراني إلى مساره الطبيعي خارج مجلس الأمن هي من ضمن مواضيع الخلاف، إضافة إلى موضوع مفاعل آراك وموقع فردو، وغير ذلك»، مبيناً أنه «قُدمت مقترحات وحلول في بعضها، وفي بعض آخر لم تُقدم أي مقترحات وخيارات للحل».

وأوضح مساعد وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين: «أن المقترحات التي تقدم بها كل طرف، لم يقبل بها الطرف الآخر»، مشيراً في ما يتعلق بنسبة وحجم التخصيب إلى أن «الموقف الإيراني واضح ومنطقي، وبناء على توجيهات سماحة القائد فإن الأساس في ذلك هو حاجة البلاد الحقيقية إلى تشعيل مفاعلات الطاقة الكهروذرية في البلاد، ولا بد من توفير ذلك، وعلى هذا الأساس يجب أن توضع المعايير اللازمة في البرنامج النووي الإيراني».

ونوه عراقجي إلى أن وقود مفاعل بوشهر وخلال السنوات المقبلة يجري توفيره من قبل روسيا، ولذلك فإن إيران ليست على عجلة من أمرها لنيل أهدافها في هذا المجال، وهي قد وضعت أفقاً لها وتسير نحوه، على مدى 5 سنوات المقبلة»، مشيراً إلى أن «هذه من أصعب المواضيع التي يجرى التفاوض حولها، ولم نتمكن من الوصول إلى اتفاق حتى الآن». وأوضح: «الأسبوع المقبل لدينا عمل شاق ومقعد وتفصيلي، إذ تُناقش حتى تفاصيل الأمور التي يجرى الاتفاق عليها، وننتظر الآن الاتفاق على المواضيع الأساسية، ونأمل أن تساعد زيارة وزراء الخارجية إلى فيينا في ذلك».

وتابع عراقجي: كثير من المواضيع هذه تحتاج إلى اتخاذ قرارات سياسية صعبة، ونأمل أن يكون الوزراء على استعداد لاتخاذ هذه القرارات، ومن ثم سنواصل المحادثات». وأشار إلى أنه «نظراً إلى المفاوضات الكثيرة على مستوى الخبراء، يجب على الوزراء أن يتخذوا القرارات السياسية الصعبة، لإيجاد حل واتخاذ قرارات تؤدي بالمفاوضات إلى نتيجة، وهذا هو ما يتوقعه حتى الجانب الآخر، وإذا لم يتم ذلك فإن الأمور ستتعقد، ويمكن ألا تصل المفاوضات إلى نتيجة حتى العشرين من الشهر الجاري».

وقال عراقجي: «هناك إمكان لتمديد المفاوضات لمدة أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة إذا ما استشعرنا بحصول تقدم في المفاوضات»، مشيراً إلى أنه «إذا شعرنا بأن لا فائدة من تمديد فترة المفاوضات فلن نعمد إلى ذلك». مؤكداً: «أن لقاء ثنائياً سيعقد بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأميركي جون كيري الذي وصل فيينا»، مشيراً إلى أن «موضوع المفاوضات في فيينا هو الموضوع النووي».

واعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني «أن مواضيع العراق والعدوان «الإسرائيلي» على غزة المثير للقلق، حيث تُرتكب هذه الجرائم أمام مرأى ومسمع العالم، لها أهمية كبيرة جداً لدى إيران»، مشيراً إلى «أننا وإلى جانب مواصلة المفاوضات النووية، فإن الوزير محمد جواد ظريف سيتابع هذه المواضيع عن كثب، كذلك إن وزارة الخارجية أيضاً تتخذ الإجراءات اللازمة، لكن في فيينا نتابع فقط الموضوع النووي، وليس من موضع آخر على جدول أعمالنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى