معصوم يدعو إلى حل المشكلات وبرزاني يصف محادثاته والعبادي بالإيجابية
دعا رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم، حكومتي بغداد وأربيل إلى التوصل لتفاهمات مشتركة من أجل حل القضايا العالقة بين الجانبين، وفيما طالب رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان برزاني الحكومة الاتحادية بتحمل مسؤوليتها إزاء أزمة النازحين التي «ترهق كاهل» الإقليم، وصف المحادثات التي أجراها اليوم مع رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ«الإيجابية».
وقال معصوم في بيان صدر على هامش استقباله وفد حكومة إقليم كردستان برئاسة برزاني، وتلقت «السومرية نيوز» نسخة منه: «إنه يجب تعزيز التواصل وتنشيط الزيارات بين بغداد وأربيل من أجل التغلب على المشكلات وحل القضايا العالقة».
وأضاف معصوم: أن «الوصول إلى حلول وتفاهمات مشتركة لمجمل المشاكل الموجودة سيصب في مصلحة الجانبين»، مؤكداً في الوقت ذاته «مساندته لكل الجهود التي تبذل لحل الاختلافات بين الطرفين».
من جانبه، وصف نجيرفان برزاني نتائج محادثات وفد الإقليم مع العبادي بـ«الإيجابية»، مشدداً على «أهمية مواصلة هذه الاجتماعات لتضييق الخلافات وتوسيع رقعة التعاون والتنسيق حول جميع القضايا بين الجانبين».
ودعا برزاني إلى «الأخذ بعين الاعتبار أن الإقليم يحتضن أعداداً هائلة من النازحين والمهجرين وهو ما يشكل عبئاً اقتصادياً ومالياً على الإقليم، فضلاً عن الضغوط الخدمية والإنسانية التي يتحملها الإقليم»، منوهاًً إلى أن «على الحكومة الفيدرالية تحمل مسؤولياتها في هذه الأزمة التي ترهق كاهل الإقليم على المستويين الاقتصادي والمالي».
وكان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن، أول من أمس، عن توصل الأخير إلى اتفاق مع الوفد الكردي الذي وصل اليوم إلى بغداد يقضي بتبني برنامج إصلاح اقتصادي لتقليل الاعتماد على النفط، مشيراً إلى قرب وضع خطة لتعظيم الموارد من خلال الالتزام بالتعرفة الجمركية وضريبة الدخل.
ميدانياً، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق، مقتل 79 إرهابياً وتدمير 48 عبوة ناسفة وأربع عجلات مفخخة و13 وكراً تابعة لجماعة «داعش» الإرهابية في مناطق متفرقة من البلاد خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبحسب «السومرية نيوز»، قالت خلية الإعلام الحربي في بيان، إن «القطعات أثناء تقدمها في منطقة السجارية قامت بمعالجة مجموعة من الأهداف للعناصر الإرهابية، حيث تم قتل 30 إرهابياً مع تدمير 4 رشاشات أحادية و10 أوكار تتجمع فيها العصابات الإرهابية وتم رفع 7 عبوات ناسفة»، موضحة أن «طيران الجيش نفذ 8 طلعات قتالية أسفرت عن قتل 14 إرهابياً ضمنهم قناصان وتدمير 3 أوكار للإرهابيين وتجمعين وشفل مفخخ».
وأضافت الخلية أن «قطعات الفرقة 14 نفذت عملية تطهير منطقة البو شجل وبإسناد من طيران الجيش والقوة الجوية وطيران التحالف الدولي وكتائب الإسناد المدفعي والصاروخي وكانت النتائج قتل 15 إرهابياً وتدمير عجلة مفخخة وقتل من فيها ومعالجة 41 عبوة ناسفة»، مشيرة الى أن «فرقة التدخل السريع الأولى وخلال عملية تطهير منطقة النعيمية وجسر التفاحة تمكنت من قتل 5 إرهابيين مع تدمير كدس عتاد».
وتابعت القيادة أنه «بالتنسيق مع طيران الجيش تم قتل 15 إرهابياً وتدمير عجلة حوضية مفخخة في منطقة الأعيوج بصلاح الدين»، لافتة الى أنه «تم نقل قوة من قطعات عمليات الفرات الأوسط جواً لتنفيذ واجب مداهمة وتفتيش قرب جسر الروضة-منطقة الرحالية على الحدود الفاصلة مع قيادة عمليات الأنبار غرباً، وأسفرت عن تفكيك وتدمير 4 براميل كبيرة سعة 1000 لتر تحتوي على مادة C4 وTNT تحت قناطر طريق الرحالية جسر ثعيلبة جسر الروضة، كما تم تدمير وإحراق عجلتين».
ويشهد العراق وضعاً أمنياً استثنائياً، إذ تواصل القوات الأمنية بمشاركة الحشد الشعبي، العمليات العسكرية لطرد مسلحي «داعش» من المناطق التي ينتشرون فيها، فيما أعربت دول عدة دعمها للعراق في حربه ضد الإرهاب.
أفاد مصدر أمني في كركوك، أمس، بأن «القائد العسكري» لمناطق جنوب غربي المحافظة في تنظيم «داعش» وأربعة قياديين آخرين قتلوا بقصف للتحالف الدولي في أطراف الحويجة.
وقال المصدر في حديث إلى «السومرية نيوز»، إن «خمسة من قادة تنظيم داعش، بينهم القيادي المعروف بالملا شوان ابو هارون، قتلوا بقصف لطائرة مسيرة تابعة للتحالف الدولي في أطراف قضاء الحويجة، 55 كم جنوب غربي كركوك »، موضحاً أن «القصف استهدف موقعاً يستخدمه داعش لعقد اجتماعات قادة التنظيم وهو أشبه بغرفة عمليات إدارة جنوب غرب كركوك».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «الملا شوان، وهو من سكنة أربيل يعتبر بمثابة القائد العسكري لمناطق جنوب غربي كركوك»، من دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل.
من جهة أخرى، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، ميليشيات عراقية ضمتها الحكومة إلى الجيش بقتل وخطف مدنيين مطلع الشهر الجاري، في ممارسات تقترب إلى مستوى «جرائم حرب».
واتهمت المنظمة ميليشيات باختطاف وقتل العشرات من المقيمين في بلدة تقع وسط العراق وهدم منازل ومساجد في أعقاب تفجيرات مطلع الشهر الجاري التي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنهما. واستندت المنظمة في معلوماتها على إفادات من السكان المحليين.
وقال نائب رئيس المنظمة في الشرق الأوسط جو ستروك «مرة ثانية يدفع المدنيون ثمن فشل العراق في ضبط الميليشيات الخارجة عن السيطرة».
واعتبرت المنظمة أن «قتل المدنيين والقيام بأعمال السلب، والتدمير غير المبرر للممتلكات خلال الصراعات المسلحة، هو انتهاك خطير للقانون الدولي».
واعتمد العراق على الميليشيات في عام 2014 لمواجهة مخاطر تنظيم داعش الذي استولى على مساحات شاسعة في شمال وغرب البلاد، ولعبت تلك الميليشيات دوراً كبيراً لوقف تقدم الإرهابيين واستعادة الأراضي. لكن بعض هذه الفصائل نفذت انتهاكات خلال الصراع ما أدى إلى زعزعة الثقة بالحكومة وأضر بجهودها لتأكيد سيطرتها على المناطق المستعادة من سيطرة الإرهابيين.