تألّق عهداوي وصحوة أنصارية والصفاء والساحل في دائرة الشكوك

اختلفت قراءات المتابعين لنتائج الدور ربع النهائي لكأس لبنان في كرة القدم، فالبعض رأى فيها صورة لما ستكون عليه مستويات الفرق في إياب الدوري، فيما قرأها البعض الآخر من زاوية الخصوصية التي تميّز مباريات الكأس، مفضلاً عدم المغالاة وانتظار انطلاق دور الإياب للحكم على الأداء.

فريقان أثارا علامات استفهام حول أدائهما، هما الصفاء وشباب الساحل، فمتصدر الدوري سقط بشكلٍ «دراماتيكي» أمام الأنصار 0-2، ولقي الثاني هزيمة قاسية على يد العهد 1-3، والفريقان سبق لهما وأن تخطيا خصميهما في الدوري، الأمر الذي طرح سؤالين بديهين: الأول، هو هل بدأ العدّ العكسي لتراجع مستوى الصفاء، بعدما خطف الأضواء في الدوري؟ والثاني هو: هل نفذ وقود شباب الساحل بعدما لعب دور «الحصان الأسود» في ذهاب الدوري؟

ويؤخذ بعين الاعتبار في مباراة الصفاء مع الأنصار، الأهمية التي كان يوليها «الأخضر» لمنافسات كأس لبنان، بوصفه مجالاً رحباً لتعويض إخفاقه في الدوري، حيث أصبح بحاجة إلى معجزة لإحراز اللقب. ومن هنا جاء الأداء القوي للاعبي الأنصار الذين تحلوا بروح قتالية عالية، غابت عنهم في مباريات الدوري.

ومن المؤكد أن المدير الفني للأنصار جمال طه سيبني على مباراة الصفاء، للانطلاق في رحلة استعادة الفريق لتوازنه، وصولاً إلى الظهور بصورة مشرّفة في إياب الدوري، تختلف عن أداء فريقه في الذهاب حيث ابتعد «الأخضر» كثيراً عن صورة الفريق المنافس، فتراجع إلى المركز السادس في الترتيب بنهاية هذا الدور.

أما الساحل، فتابع مع العهد مسلسل عروضه المهزوزة، والذي بدأ بنهاية الذهاب حين مني بخسارة مؤلمة على يد طرابلس 1-3، الأمر الذي أثار القلق في نفوس إداريي وجماهير الفريق.

واللافت في أداء «الأزرق» هو غياب هدافه النيجيري موسى كبيرو، عن مستواه، وعجزه عن فك الشيفرة الدفاعية للعهد، وذلك من دون أن يلقى المساندة المطلوبة من زملائه.

من جهته، واصل العهد تصفية حساباته مع منافسيه، فثأر من شباب الساحل بسهولة، بعد أن أبعد النبي شيت في دور الستة عشر، بفوزه عليه بهدفين دون رد. والفريقان هما الوحيدان اللذان فازا عليه في ذهاب الدوري.

أما المؤسف في مباريات هذا الدور، فهو الشغب الذي رافق مباراة الأنصار مع الصفاء حيث تحول ملعب برج حمود والشوارع المحيطة به إلى حلبات للمصارعة والاشتباكات استعملت فيه العبوات الفارغة والحجارة، علماً أن المباراة لم تخل منذ بدايتها من بعض الإشكالات في المنصة الرئيسية ازدادت وبشكلٍ حاد على خلفية مطالبة الصفاء بركلة جزاء في الدقيقة 52 فتلاسن بعض الإداريين والمشجعين، ثم عملت القوى الأمنية الموجودة على تطويقه وإبعاد المسببين بها، لكن الأمور عادت وتأججت خارج الملعب إذ تراشق مناصرو الفريقين بالعبوات الفارغة والحجارة ما أسفر عن جرح البعض بإصابات طفيفة.

وأعادت مباريات الكأس مجدداً إلى دائرة الضوء أزمة التحكيم، بعد تكرار الأخطاء الفاضحة في بعض المباريات، الأمر الذي يطرح ضرورة إيجاد حلول شافية ونهائية من الاتحاد، حتى لو كانت الاستعانة بحكام أجانب، فسمعة الكرة اللبنانية وسلامة المباريات المقبلة أصبحا على المحكّ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى