سلام يرأس اجتماعاً تحضيرياً لمؤتمر لندن وكاغ تزور مخيّمات النازحين في البقاع

ترأس رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية، اجتماعاً تحضيرياً ضمّ ممثلين عن الدول والمنظمات والهيئات المنظمة لمؤتمر «مساعدة سورية والمنطقة» حول النازحين السوريين، الذي تستضيفه العاصمة البريطانية في الرابع من الشهر الحالي.

حضر الاجتماع وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، سفير بريطانيا هيوغو شورتر، سفير ألمانيا مارتن هوت، سفير النروج بيتر سمبني، المنسق المقيم لأنشطة الامم المتحدة ومنسق الشؤون الانسانية فيليب لازاريني وحنين السيد ممثلة المدير الاقليمي للبنك الدولي.

من جهة أخرى، زارت منسقة الأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ منطقة البقاع أمس وجالت في مخيمات النازحين السوريين في البقاعين الأوسط والغربي يرافقها وفد من موظفي الأمم المتحدة الكبار في بيروت واطّلعت على أوضاع هذه المخيمات وحاجات النازحين.

ثم عقدت لقاء مع النواب: جمال الجراح، جوزف معلوف، إيلي ماروني وشانت جنجنيان في فندق «قادري الكبير» في زحلة، جرى خلاله تداول «أوضاع النازحين السوريين في مخيماتهم بين سهل زحلة والبقاع الغربي، والأوضاع المأسوية التي يعانونها، خصوصاً في فصل الشتاء، والضغط الكبير على البنية التحتية للبلدات المجاورة لهذه المخيمات وضرورة المساعدات والدعم المادي لهم في سبيل توفير الخدمات».

وأوضحت كاغ أنّ لقاءها والنواب هو «للاستماع منهم إلى ما تعانيه منطقتهم جراء النزوح السوري الكثيف إليها لكونها منطقة حدودية، خصوصاً أنّ الأمم المتحدة في صدد زيادة الدعم المالي لدول جوار سورية ومنها لبنان ومساعدة اللاجئين والدولة اللبنانية وإداراتها المحلية وتوفير مساعدات حياتية وغذائية وتجهيز المخيمات بكلّ حاجاتها».

من جهة أخرى، أكد وزير العمل سجعان قزي «أنّ ربط المساعدات الدولية بتأمين العمل للنازحين قضية أساسية بالنسبة للشعب اللبناني الذي يعاني من البطالة بنسبة 25 في المئة ومنهم 36 في المئة في عمر الشباب».

وقال قزي في تصريح للوكالة الوطنية للإعلام: «الإخوة السوريون موجودون في سوق العمل في لبنان من دون منّة من أحد، لا من العرب أو الغرب أو الشرق أو الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية. نحن بحاجة إليهم، وعلينا أن نعطيهم إجازات العمل في القطاعات التي يعملون بها، لكن أن يشترط المجتمع الدولي ودول المانحين في لندن إعطاء المساعدات للبنان شرط قبوله إدخال النازحين إلى سوق العمل فهذا أمر نحن نرفضه. فبدلاً من أن تأتي المساعدات إلى لبنان لأنه استقبل مليوناً وسبعمئة ألف سوري، رغم كلّ مشاكله، ينادي المجتمع الدولي بعدم إعطاء المساعدات إلا إذا تمّ إدخال النازحين إلى سوق العمل».

ضاف: «بعد سنة أو سنتين سيقولون لن نقدم المساعدات إلا إذا تمّ توطين النازحين. علينا قطع الطريق أمام هذا الأمر منذ البداية. لسنا بحاجة لأن يتوسط المجتمع الدولي لتوظيف السوريين الذين يعملون في لبنان منذ عقود وعقود. أهلاً وسهلاً بهم، ووزارة العمل تعطيهم إجازات العمل بكل ترحاب في القطاعات التي تحتاج إلى اليد العاملة السورية، ولكن موضوع النازحين موضوع خاص. فبدلاً من أن يبحث المجتمع الدولي في كيفية توظيف النازحين السورين في لبنان الأحرى به أن يبحث في وضع برنامج لإعادتهم إلى سورية، وعلى الحكومة اللبنانية أن تكون متيقظة».

وأكد قزي «أنّ سياسة العمل في لبنان ترسمها وزارة العمل تحديداً وليس أي وزارة أخرى، لا وزارة الخارجية ولا رئاسة الحكومة وهذا أمر واضح. كما أنّ على الحكومة اللبنانية أن تتخذ الموقف الذي يفرضه مثل هذا التدبير الدولي. نحن حتى الآن نقول لن نعيد النازحين السوريين بل يجب أن نُعيد النظر في هذا القرار».

شورتر يلتقي الإعلاميين

وفي مقرّ السفارة البريطانية في بيروت، اجتمع سفير بريطانيا هيوغو شورتر إلى الوفد الإعلامي إلى مؤتمر «مساعدة سورية والمنطقة» الذي سيعقد بعد غد الخميس في العاصمة البريطانية لندن.

وتناول الحوار بين شورتر وأعضاء الوفد الأهداف الرئيسية من انعقاد المؤتمر وملف النزوح السوري.

ورداً على سؤال عن مخاوف اللبنانيين من توطين النازحين السوريين، قال شورتر: «أتفهم هذه المخاوف، لكنّ هدف المؤتمر هو مساعدة النازحين السوريين في المنطقة إلى حين تمكنهم من العودة بأمان إلى بلادهم عندما تصبح الظروف مؤاتية، والحؤول دون توطينهم الدائم. وهذه ستكون رسالة واضحة من المشاركين في مؤتمر لندن».

وأكد أنه «إلى حين تمكنهم من العودة إلى بلادهم، هناك شراكة طويلة الأمد بين لبنان والدول المانحة لتأمين الفرص الاقتصادية والتعليم للاجئين والمجتمعات المضيفة والاستجابة لحاجاتهم الإنسانية».

وعن فرص الحلّ السياسي في سورية، قال شورتر: «هناك عملية سياسية تحصل الآن، وقد يكون هذا المسار الأفضل لإتمام الحلّ السياسي منذ خمس سنوات حتى اليوم، ونريد إعطاء هذه الفرصة أفضل الجهود لإنجاحها، لأنه في النهاية لا بدّ أن يكون الحلّ سياسياً».

وعما إذا كـان المجتمـع الدولـي يهـدف من خـلال المؤتمـر إلـى منـع تدفق النازحين إلى أوروبا، قال السفير البريطانـي: «إنّ اهتمام بريطانيا بالأزمة ليس جديداً أو مفاجئاً، بل يعود إلى بدايـة الأزمــة عام 2011. لقد قامت المملكة المتحدة بدعم الدول في المنطقـة منذ بدء الأزمة، وهي ثاني أكبر الدول المانحة الثنائية بعد الولايـات المتحـدة الأميـركيـة».

مؤسّسة عامل

ويشارك الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية والمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، في مؤتمر المانحين الدوليين في لندن والذي سيتخلله اجتماع مع ممثلي منظمات المجتمع المدني في 3 شباط واجتماعاً مع الحكومات في اليوم التالي.

وسيلقي مهنا خلال المؤتمر يطالب فيها بالسعي لإيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية، والتزام الدول بدعم النازحين والتضامن معهم عبر فتح الحدود، وتوظيف الأموال الممنوحة في حمايتهم ودعمهم بدلاً من صرفها على الأمور الإدارية، والانتقال من نهج الطوارئ إلى التنمية الذي بدأت عامل بتنفيذه مع النازحين منذ سنوات.

كما سيشرح مهنا حول ظروف الكارثة التي يترقبها لبنان المثقل بأزماته منذ 5 سنوات في حال لم تتم مساعدته دوليا لتحمل هذا العبء ، حيث يحتضن أكثر من ثلث سكانه نازحين أي مليون ونصف نازح مسجل فيما ترفض أوروبا وبما يتنافى مع قوانينها استقبال النازحين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى