فرنسا تؤكد لكاسترو أنها «الشريك الأول» لكوبا وتدعو أوباما إلى رفع الحظر التجاري عنها
دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عقب لقائه الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الرئيس الأميركي إلى رفع الحظر التجاري المفروض على كوبا، وكاسترو يثمّن الموقف الفرنسي، داعياً إلى تعزيز العلاقات معها في العديد من المجالات.
وكان الرئيسان عقدا لقاء في قصر الايليزيه، تلاه بعد ساعة توقيع عشرة عقود تقريبا وبيان مشترك للصحافيين. واختتمت هذه القمة الفرنسية الكوبية بـ«عشاء رسمي».
ويواصل كاسترو لقاءاته مع رئيسي مجلس النواب والشيوخ ورئيس الحكومة مانويل فالس ورئيسة بلدية باريس ان ايدالغو.
وأفاد مصدر من الايليزيه أن فرنسا انتهزت فرصة الزيارة، لتأكيد أنها «الشريك الاول» سياسياً واقتصادياً لكوبا.
وتقوم شركات فرنسية كبرى عدة بالاستثمار في كوبا في مقدمها «برنو-بيكار» التي تنتج مشروب «روم هافانا كلوب» وشركة «اكور» في مجال السياحة و«بويغ» في مجال البناء والإعمار و«الكاتيل-لوسان» في الاتصالات و«توتال» و«الستوم» في الطاقة.
وكان الرئيس الكوبي بدأ أول من أمس زيارة دولة تستمر يومين لفرنسا، وحظي كاسترو باستقبال رسمي حيث زُيّن قوس النصر في جادة الشانزيليزيه بألوان كوبا. وتشكل هذه الزيارة مرحلة جديدة في عملية تطبيع العلاقات مع أوروبا، وهي الزيارة الرسمية الأولى لرئيس دولة كوبية لفرنسا منذ الزيارة التي قام بها الرئيس الأسبق فيدل كاسترو شقيق الرئيس الكوبي الحالي قبل 21 سنة.
وتعتبر زيارة كاسترو مؤشرا على تحسن العلاقات بين الجزيرة الكوبية والقوى الكبرى، في أعقاب عودة العلاقات الدبلوماسية العام الماضي مع العدو التاريخي الولايات المتحدة.
وكان مسؤولون فرنسيون قد أكدوا عند إعلان هذه الزيارة في 19 كانون الثاني الماضي، أنها ستشكل «مرحلة جديدة في تعزيز العلاقات بين البلدين».
وقال مصدر من الإليزيه إن فرنسا تعتزم انتهاز فرصة الزيارة للتأكيد على أنها «الشريك الأول» سياسياً واقتصادياً لـكوبا.
وقد صاغت فرنسا مؤخراً اتفاقاً بين نادي باريس للدائنين الدوليين لشطب 8.5 مليار دولار من الديون الكوبية.
ويمكن أن توافق الآن على تخفيف أكبر للديون، ما يمكن كوبا من الوصول بشكل أكبر إلى الأسواق المالية الدولية.
وتضطلع باريس بدور في تعزيز العلاقات السياسية بين كوبا وأوروبا. كما ترى باريس في كوبا «عاملاً أساسياً لإعادة إطلاق علاقاتها» مع دول أميركا اللاتينية، حيث يعتزم هولاند القيام بجولة تشمل البيرو والأرجنتين وأورغواي في أواخر شباط الحالي.
وبدأت هافانا في أواخر 2014 تقاربا تاريخياً مع عدوتها الولايات المتحدة تكرست بإعادة فتح السفارات في البلدين الصيف الماضي.
ومنذ نيسان 2014 تخوض كوبا محادثات مع الاتحاد الأوروبي لتحديد «إطار للحوار السياسي والتعاون» بهدف طي صفحة الخلافات القديمة بشأن حقوق الإنسان.
يذكر أنه في أيار 2015 كان هولاند أول رئيس دول غربية يزور كوبا منذ الثورة الشيوعية التي أطاحت بنظام فولغينسيو باتيستا في 1959.