«انستغرام» يكسر الصورة النمطية لرجل الدين في إيران

في محاولة لكسر الحواجز النمطية، ظهر رجال دين إيرانيون وهم يشاركون طالبات المدارس لعبة كرة القدم، ويلتقطون صورا لأشجار أعياد الميلاد ويرسلون التهاني للمسيحيين، وهم يقومون بإعداد الشاي، وهي صور نادراً ما نشاهدها عن رجال الدين في إيران.

وتعود تلك الصور لطلبة المعهد الديني في إيران الذين ينتهجون أسلوباً بسيطاً في الحياة، وقرروا إنشاء صفحة على انستغرام لتسليط الضوء على جوانب جديدة وغير مألوفة في حياة رجال الدين الإيرانيين.

وحققت الصفحة التي تحمل عنوان «الطلبة اليوم « نجاحاً واسعاً، إذ فاق عدد متابعيها أكثر من 13 ألف متابع.

وشاع مفهوم الرجل التقليدي الذي يحظى باحترام المجتمع بعد الثورة الإسلامية عام 1979 التي أطاحت بحكم الشاه، وتركت بصمة قوية في نفوس الإيرانيين آنذاك. إلا أن هذا الإعجاب بدأ بالتلاشي بعدما شعر الإيرانيون يرون أن رجال الدين لا يطبقون ما يعلمونه للناس.

فعندما نتحدث عن رجال الدين الإيرانيين، عادة ما يتبادر إلى أذهان الكثير منا صورة شخص متحمس وهو يلقي خطاباً دينياً أمام جموع غفيرة تردد هتافات ضد «الإمبريالية الغربية» .

وكان الطالب مسعود زارعيان من مدينة مشهد، أول من دشن الصفحة في محاولة لتغيير الصورة النمطية عن رجال الدين وإبراز دورهم في الحياة المعاصرة.

ويقول زارعيان إن الصفحة تعكس الصورة الحقيقية للحياة الاجتماعية لرجال الدين في إيران اليوم.

ويحاول زارعيان أن يوفق بين صور علماء الدين البارزين وآيات الله لقب يسند لمن يبلغ درجة الاجتهاد في العلوم الدينية في إيران والحكايات التي تروى عنهم لاستلهام الدروس منها.

فعلى سبيل المثال، يظهر في واحدة من أكثر الصور انتشاراً رجل دين بجوار شجرة عيد الميلاد برفقة امرأة. وقد وضعها زريان ليتمنى للمسيحيين عيد ميلاد سعيدا.

وقد أثارت بعض الصور الجدل حول ظهور رجال الدين في الملأ وهم يقومون بأعمال لم يألفها عنهم الناس.

وتساءل البعض عن الدوافع من وراء الصفحة. وعلق أحدهم بالقول على صورة تظهر أحد رجال الدين وهم يشاركون الأطفال لعبة كرة القدم: «هل هذا النوع من العمل يأتي من الطبيعة الإنسانية أو رحمة أو هو نوع من التظاهر للتأثير في الناس ولفت انتباههم؟».

ولا يعتبر زارعيان استعمال الانستغرام لتسليط الضوء على الفروق الدقيقة في حياة رجال الدين أمراً غريباً، إذ يحظى الانستغرام بشعبية كبيرة في إيران خاصة أن السلطات حظرت موقعي فايسبوك وتويتر في البلاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى