غندور: لبنان دولة مغانم تتقاسمها الطبقة الحاكمة
قال رئيس «اللقاء الإسلامي الوحدوي» عمر عبد القادر غندور في بيان أمس: « بعد هذه الأزمات السياسية المتعاقبة تاريخياً على لبنان، وأبرزها اليوم أزمة انتخاب رئيس الجمهورية التي مضى عليها أكثر من سنة ونصف، من دون أن يتمكّن النوّاب من تحرير أنفسهم من حساباتهم الخاصة ومن ارتباطاتهم بالقوى الطائفية القابضة على السلطة السياسية باسم الشعب اللبناني، ومع ذلك يعلو صراخهم بالشكوى والتذمّر من تدخّلات الدول الخارجية القريبة والبعيدة، ويرون العلّة في التدخّلات ولا يرونها بارتهاناتهم لهذا وذاك».
أضاف: «وما أزمة انتخاب رئيس الجمهورية إلّا تتمّة لبقية الأزمات في الحكومة والإدارة والمؤسسات، ولم يعرف لبنان منذ ما قبل العهد الاستقلالي إلى اليوم حلّاً واحداً لواحدة من أزماته، بل تسويات على حساب الحل الجذري، وآخرها أزمة النفايات على سبيل المثال لا الحصر.
أمّا أولئك السُّذَّج الذين يقولون إنّ أزمة لبنان سببها سلاح حزب الله أو الانحياز إلى هذه الدولة أو تلك، أو الوجود الفلسطيني في يوم من الأيام، أو الامتداد الناصري في زمن الرئيس جمال عبد الناصر 1958 يبقى كلاماً سخيفاً، لأنّ لبنان لم يقم يوماً على أُسُس وطنية، بل على بليَّة الطائفية السياسية، منذ نشأته العام 1920 إلى الاستقلال الوطني 1943 إلى اتّفاق الطائف الذي أوقف الحرب الأهلية العام 1989 إلى تسوية الدوحة 2008، حيث تمّ توزيع المناصب الحكومية والبرلمانية بين الزعامات الطائفية على حساب الخيار الوطني اللبناني كمشروع استراتيجي حاضن للجميع، والإبقاء على صيغة الدولة المغانمية للسلطة الريعية، و توزيع الحصص والأنصبة الطائفية والمذهبية على الطبقة السياسية، وتعطيل الانتخابات إلى ما شاء الله. وهذا البرلمان الممدّد له والقابع على صدور اللبنانيين منذ العام 2009».
وختم غندور: «وعبثاً، يحصل اللبنانيون على وطن حقيقي إلّا بتغليب الخيار الوطني وليس الطائفي والمذهبي، وحلول الجماعة الوطنية مكان الجماعة الطائفية المحتكرة، وتأكيد نهائية الدولة الوطنية خارج اعتبارات القيد الطائفي».