من يستعمل «حزب الله» لتعليق الدروس في فرنسا؟
بعد سلسلة التهديدات المصوّرة التي يأخذ فيها مقاتلو تنظيم «داعش» الإرهابي أدوار البطولة فيتوعدون البلدان الغربية بشن هجمات ستزهق أكبر عدد من الأرواح، جاء عصر الحسابات الالكترونية والإنذارات الخاطئة، إذ أخلت السلطات الفرنسية منذ أواخر الشهر الفائت عشرات المدراس في مختلف أنحاء البلاد بعد تلقي اتصالات كاذبة بوجود قنابل فيها أو باستعداد أحدهم لارتكاب مجزرة.
ولم تكن فرنسا ضحية السيناريو هذا وحدها، إذ تلقّت مدارس في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا واسكتلندا وأستراليا وحتى اليابان تهديدات مماثلة من الخارج منذ نهاية كانون الثاني الماضي، وعلى رغم أنّها أُخذت على محمل الجد، فأُخليت الأماكن ولكن من دون العثور على أي قنبلة.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «لوموند» على موقعها الإلكتروني أنّ من يجرون الاتصالات التحذيرية يحرصون على إبقاء هوياتهم مجهولة، متسائلة عما إذا كانت جهة واحدة مسؤولة عنها.
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أنّ السلطات الفرنسية أغلقت حساباً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يحمل اسم «فرقة الإخلاء» تبنى غالبية هذه التهديدات على أراضيها.
وفي ما يتعلّق بالدوافع، اعتبرت الصحيفة أنها «مبهمة»، إذ يضع الحساب صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويستخدم علم «حزب الله» كخلفية، وسبق أن عبّر عن كراهيته للإداراة الأميركية والسلطة من جهة، وعن حبّه التسبب بالفوضى من جهة ثانية.
ورأت الصحيفة أنّ هذه العناصر مجتمعة تذكِّر بحساب قرصنة آخر يُطلق على نفسه تسمية «لولزسك» اكتسب شعبية في بداية عام 2010 .
وفي حديث إلى موقع «ماشابل» الأميركي، كشف عضو في المجموعة عن التحضير لسلسلة جديدة من «التهديدات بوجود قنابل»، إلاّ أنّ هذه المرة ستطال «أوروبا كلّها»، مؤكداً أنّهم لايخافون لأنّ المسؤولين عن إجراء الاتصالات يوجدون في إيران وروسيا وسرقوا حساباً يشبه «سكايب» ويتمتع بخصائص تضمن حمايتهم.
وكشفت الصحيفة أنّ المجموعة المسؤولة عنه تتألف من 6 أشخاص يعيش كلّ واحد منهم في بلد، وسيستمرون في تقديم خدمات «تعليق الدروس» و«تشتيت انتباه الشرطة» مجاناً على أنّ يتقاضوا كلفة تتراوح بين 5 إلى 50 دولاراً مقابل إخلاء «إخلاء مدرسة أو مدرج» منذ بداية آذار.
يُشار إلى أنّ هذا النوع من الاتصالات والإنذرات الكاذبة سواء بوجود قنابل وبقدوم شخص سينفذ عملية إطلاق نار جماعية ليست بجديدة، ويلجأ بعض روّاد الانترنت إليها لإيقاع رجال الشرطة في الفخ لا أكثر.