موزاييك
لقطة 1
حين استيقظ الطرواديون ووجودوا الحصان خارج أسوار المدينة طلب باريس من والده الملك أن يحرقه لأنه شك في أمره، لكن بعض مستشاريه قالوا له إنّ الحصان هبة من الآلهة وعدم إدخاله سيغضبها. وكي لا تغضب الآلهة أدخل الطرواديون عدوّهم إلى عقر دارهم، لكن أبولو لم يحرّك ساكناً لإنقاذ طفل بريء واحد أو امرأة أو كهل، من براثن الموت الذي كان يحيق بهم.
هكذا كان يستمتع بمشهد النيران تمتزج مع الدماء، وهكذا انتصر العقل الإغريقي على الخرافة الدينية الطروادية!
لقطة 2
في معركة الترموبايلي طلب القائد الإغريقي ليونيداس من حرس الآلهة دعمه في حربه مع الفرس الذين كانوا يطمعون في استعمار إسبارطة، لكنهم رفضوا وحذّروه أن يمس بالجنود الفرس تكريماً لاحتفال دينيّ كان يُقام على على شرف أبولو، ما اضطر ليونيداس لأن يختار 300 من خيرة جنوده لخوض الحرب التي خسروا فيها لاحقاً وماتوا جنباً إلى جنب مع قائدهم ليونيداس.
وهكذا أبولو لم يتدخل لينقذ جندياً واحداً أو ليحرس وجود إسبارطة، هو الذي أضاعه من تعلّقوا بوهم الخرافة الدينية لكي يبرّروا خيانتهم.
لقطة 3
ثمة شيء انتصر في الروايتين، القصيدة :
جاء في الإلياذة على لسان أوديسيوس في وداعه لأخيليس: إذا كان للتاريخ أن يذكُرني فقولوا إنني مشيت بين العمالقة. الرجال يذبلون مثل حنطة الشتاء لكن هذه الأسماء لن تموت. قولوا إنني عشت في زمن هكتور مروّض الخيول، قولوا إنني عشت في زمن أخيلس.
لم يبقَ من معركة الترموبايلي سوى وصية ليونيداس:
تذكّرونا
تذكّروا لماذا متنا
لا نريد أسماء أو صفاتٍ، لا نُصب تذكارية ولا أناشيد، لا قصائد حرب ولا أغاني عن الشجاعة
أمنيتي صغيرة وأملي كبير
فقط تذكّرونا
كراسيا عوض