اقلبوا الطاولة
إلى ممثّل بلدي الغالي الدكتور بشار الجعفري
إلى ممثّلي البلاد الصديقة
اقلبوا تلك الطاولة، ولا تأبهوا إن كان هناك برتوكول أو لباقة. فأولئك البربريون الهمجيون لا يفقهون أصول المعاملة، غادرهم الانتماء للوطن منذ أن سكنوا فنادق اسطنبول الفارهة. منذ أن تباهوا بصهيونيتهم وعمالتهم موعودين بمناصب الحكم والرئاسة.
اقلبوا تلك الطاولة، فالميدان ممتلئ بالهمم الثائرة والدماء الطاهرة، أقوى الخطابات وأكثر اللهجات بلاغة، وأصدق من أيّ رسالة.
اقلبوا تلك الطاولة حتى لا يضيّع الأسياد وقتهم مع أولئك الصعاليك. فالمال معبودهم، والإرهاب هويتهم، والغدر والنفاق سلاحهم، والإجرام عقيدتهم.
اقلبوا الطاولة فالحلّ واضح وضوح الشمس رغم ازدحام الضباب والغيوم الماطرة، والشمس أشرقت فتية في نبّل والزهراء وأضاءت ليالي سورية الكاحلة. فجر منبلج بأعظم ولادة، ونعوة الموت علّقت على أبواب المؤامرة، وتدلّت عناقيد الفرح من أعماق الجراح النازفة. نقطة التحوّل بدأت رحلتها وانطلقت من قاموس الجهابذة، نقطة قلبت الموازين وبدلت المفاعيل ثورة في تاريخ العروبة والأصالة، ثورة في تاريخ المقاومة.
انتهت الحفلة التنكرية وسقطت الأقنعة ولا حاجة للاستعانة بأهل الرثاء على معابر الذلّ الواهمة.
لا حرف جرّ للماضي، ولا مضافاً إليه للمستقبل. فالخونة طاب لهم النوم في فراش العربان، والنصر صار حكاية ثانية. بسواعد الشرفاء، وبسالة الجنود دروع الأمان، ومعبر السلام بخطاهم الثابتة.
اقلبوا الطاولة فالمعركة ميدان وساحة، وليست حواراً وطاولة!
سناء أسعد