ورد وشوك
كتبت له تقول:
اشتقت لك ياولدي، اشتقت لقبلة أقطفها من عنقك بها أتحسّس نبض شريانك، فأحمد الله على قوة قلبك الذي تحمّل الغربة والغياب.
اشتقت لأصابعي أدسّها في خصلات شعرك أمشّطه بها كما كنت أفعل في ماضي الزمان، فتستكين في حجري كقطة تبحث عن الأمان.
اشتقت لك يا ولدي، اشتقت لضعفك وطلب مساعدتي عندما كنت أنا الأقدر! أم تراني هنا اشتقت لقوتك بما أنني اليوم أنا الأضعف؟ لا أدري يا ولدي، كلّ ما أعرفه أنني اشتقت لنفسي، لشبابي، لذاتي، لبعضي. اشتقت لك يا ولدي، فهل أنت بشوقي تحفل؟
عندئذٍ، انهمر دمعه مدراراً لدرجة ما عاد يستطيع قراءة اسم المرسلة. أتلك التي حملته وهناً على وهن وهو جنين، وأرضعته مع الحليب حبّها وحنانها؟ أم تلك التي درج على أرضها وشبّ في أحضانها وأكل من خيراتها؟
المهم أنّ الرسالة وصلته، وعليه وحده تقع مسؤولية الردّ واتخاذ القرار!
اشتقت لك يا ولدي!
رشا مارديني