صحافة عبريّة
أُعلِن أمس عن حركة «إسرائيلية» جديدة تسمى «إنقاذ القدس اليهودية»، لفصل 28 قرية عن مدينة القدس، بهدف تهويد المدينة.
وتتذرّع الحركة التي أسّسها الوزير وعضو «الكنيست السابق» حاييم رامون، ويدعمها رئيس «المعسكر الصهيوني» المعارض، إسحق هرتزوغ، أنها تهدف إلى حماية المستوطنين في القدس عقب الهبّة الشعبية الفلسطينية.
وذكرت صحيفة «معاريف» العبرية أمس الجمعة، أن عدداً من السياسيين والأمنيين «الإسرائيليين» السابقين انضموا إلى الحملة، بينهم الوزيران السابقان مائير شيطريت وعامي أيالون، والجنرالان في الاحتياط عاموس يارون وعميرام ليفين، والمفتش العام السابق للشرطة «الإسرائيلية» أرييه عاميت، وقائد منطقة الشمال في الشرطة «الإسرائيلية» إبان هبّة تشرين الأول عام 2000، أليك رون، وأعضاء «كنيست» سابقون ومنسيون، مثل حغاي ميروم ونيسيم زفيلي والأديب إيلي عمير.
وجاء في وثيقة تأسيس هذه الحركة أن «هذه القرى وسكانها ستعود لتكون جزءاً من الضفة الغربية بمكانة المناطق B أو C. وقطع الصلة هذا سيسمع، قبل كل شيء، بزيادة أمن سكان مدينة القدس من خلال إقامة جدار فاصل أمني، يفصل بين القدس وهذه القرى مثل الجدار الذي أقيم في الضفة الغربية»، وفق زعم الحركة.
واعتبرت الوثيقة أن هذه الخطوة ستسمح للجيش «الإسرائيلي» وقوات الأمن بالعمل في هذه القرى مثلما تعمل في مناطق الضفة. واليوم مسموح للشرطة فقط العمل فيها.
وتقول هذه الحركة إن 200 ألف فلسطيني في القدس الشرقية لن يبقوا بمكانة «مقيمين دائمين» في القدس ولن يكون لديهم الحق بالتصويت لبلدية القدس. وقطع الصلة هذا سيغيّر التوازن الديمغرافي في القدس، وسيكون 80 في المئة من سكانها مستوطنين.
وتابعت الوثيقة أن خطوة كهذه ستوفر على «إسرائيل» ما بين 2 3 مليار «شيكل» سنوياً، يتم دفعها لسكان القدس الشرقية من خلال مخصّصات التأمين الوطني والخدمات الصحية والبلدية والحكومية الأخرى.
وقال رامون مؤخراً إن القرى الفلسطينية التي ضُمّت في الماضي إلى القدس تحوّلت إلى 40 في المئة من المدينة. 60 في المئة من الأولاد حتى سن 18 سنة هم فلسطينيون. وادّعى أنه حصل على نتائج استطلاع دلّ على أن 70 في المئة من اليهود في «إسرائيل» يؤيدون الانفصال عن الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية.
نتنياهو يتوعّد!
زار بنيامين نتنياهو أول من أمس الخميس، المجنّدة التي أصيبت في عملية القدس، رافيت ميراشفيلي، وذلك في مشفى «هداسا».
واعتبر نتنياهو أن «رافيت عملت بالتعاون مع زميلاتها ومع قائد القوة، بطريقة بطولية وبرباطة جأش. وقاموا بصدّ كارثة كبيرة جداً. شجاعتها أثارت انطباعي، وكذلك موقفها، وإصرارها وعائلتها».
وشرحت ميراشفيلي لنتنياهو مجريات العملية التي نفّذت في القدس يوم الأربعاء الماضي ووقائعها، والتي نفّذها ثلاثة فلسطينيين من قباطيا في جنين، والذين قُتلوا بنيران القوّات «الإسرائيلية».
وعلّق نتنياهو: «نبذل مجهوداً كبيراً جداً ضدّ الإرهاب. قباطية محاصرة، الجيش الإسرائيلي يقوم بالتّعاون مع جهاز الأمن العام شاباك بحملة اعتقالات واسعة، قمنا بسحب عدد كبير جداً من تراخيص العمل في إسرائيل. بالأمس، أخبرني المستشار القضائي للحكومة أنّه أضاف عدداً من بيوت المخرّبين المعدّة للهدم وللإغلاق، وهذا مجرّد جزء من مجهودنا لمكافحة الإرهاب. وبمقدورنا التغلّب عليه. هذا سيتطلّب وقتاً، هذا نضال متواصل».
ويستشفّ من أقوال نتنياهو نية التصعيد ضدّ الفلسطينيين عموماً، عبر توسيع حملات الاعتقالات، فرض حصار على بلدات وتشديد القبضة القانونية ضدّ الفلسطينيين.
«إسرائيل» تقرّ بانتصار مزارعي لبنان عليها في مزارع شبعا
ما تزال قضية مزارع شبعا ورقة صراع تستخدمها «إسرائيل» لتكون على الطاولة في أيّ تسويات سياسية قادمة مع سورية أو لبنان، أو مع الاثنتين معاً، فيما لا تنفّك الحكومة اللبنانية وحزب الله يؤكّدان على لبنانيتها ووجوب انسحاب «إسرائيل» منها بموجب قرار الأمم المتحدة، وحتى حدوث تطورات جديدة بين سورية و«إسرائيل»، تبقى القضية معلّقة لاستخدامها كورقة صراع ربمّا تكون رابحة.
يشار إلى أنّه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 من 13 آب 2006، والذي أمر بوقف العمليات القتالية بين حزب الله و«إسرائيل»، أي وضع أوزار حرب لبنان الثانية، دعا مجلس الأمن الدولي كل من «إسرائيل» ولبنان إلى احترام الخط الأزرق الذي تم ترسيمه في أيار من عام 2000.
مع ذلك، طلب مجلس الأمن من الأمين العام للأمم المتحدة بحث قضية مزارع شبعا واقتراحات لحل المشكلة، في غضون ذلك، أقرّت «إسرائيل»، أمس، بانتصار اللبنانيين في معركة جرف الأشجار وقطعها في منطقة زبدين في مزارع شبعا، وبأنّ يدهم كانت هي العليا في هذه الجولة التي تقرّر في أعقابها وقف أعمال التحصين والجرف التي كان يقوم الجيش «الإسرائيلي» بتنفيذها قرب السياج في منطقة المزارع، والهادفة إلى إيجاد حائل يمنع حزب الله من تنفيذ عمليات مستقبلية ضدّ الوحدات العسكرية «الإسرائيلية» المنتشرة في المنطقة.
وفي تقرير لـ«القناة الأولى الرسمية في التلفزيون الإسرائيلي»، بُثّ في النشرة المسائية يوم الأربعاء الماضي، جاء أنّ الجيش «الإسرائيلي» بعد تظاهرات اللبنانيين في المزارع يجد صعوبة في استكمال العائق على أجزاء من الحدود مع لبنان، وهو ما يشكّل نقاط احتكاك مقبلة بين «إسرائيل» ولبنان.
ولفت التلفزيون إلى أنّ الجيش «الإسرائيلي» كان قد باشر بناء العائق الجديد الذي يشمل أيضاً تعرية المنطقة القريبة من الأشجار لتسهيل عملية الرصد والتعقب ومنع شنّ عمليات من الجانب اللبناني.
وبحسب تقرير «التلفزيون الإسرائيلي»، عمد اللبنانيون في الأيام الأخيرة إلى التظاهر ضدّ الإجراءات الوقائية «الإسرائيلية» في عددٍ من النقاط على الحدود اللبنانية، بتوجيه وقيادة من عناصر حزب الله، ما دفع قوات الأمم المتحدة «يونيفيل»، إلى الانتشار في المنطقة وإقامة حواجز لمنع الاحتكاك بين الطرفين. وأضاف التقرير «الإسرائيلي» أنّه في اليومين الماضيين، توقفت الآليات «الإسرائيلية» عن العمل، في مقابل توقف التظاهرات اللبنانية في الجانب الثاني من الحدود. وكان عشرات من أصحاب الأراضي في المزارع قد اندفعوا للدفاع عن أراضيهم وممتلكاتهم ضد الاعتداءات «الإسرائيلية» عليها.
واجتاز المتظاهرون السياج الشائك في محور زبدين، رافضين الإجراءات والتعديات «الإسرائيلية» على أملاكهم، وتحديداً اقتلاع الأشجار وجرفها من أراضيهم. وفي أعقاب خرق المنطقة التي تعلنها «إسرائيل» منطقة عسكرية، دفعت بمدرّعاتها للتمركز في وجه المتظاهرين وهدّدت بإطلاق النار عليهم، إلّا أنهم واصلوا تحرّكهم إلى حين الاتفاق مع الجيش اللبناني و«يونيفيل» على الانسحاب، بعد عقد مؤتمر صحافي، كشفوا خلاله حقيقة الاعتداءات والخروق «الإسرائيلية».