ردود دولية على إطلاق صاروخ كوري شمالي
أعلنت بيونغ يانغ أمس أنها نجحت في إطلاق صاروخ تمكن من وضع قمر صناعي في المدار، ما أثار ردود فعل دولية تراوحت بين التنديد والأسف والمناشدة باحترام القانون الدولي.
وأعلن التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي أن إطلاق صاروخ بعيد المدى، والذي أمر به الزعيم كيم جونغ أون لوضع قمر صناعي على المدار تم بنجاح كامل، مشيراً إلى أن القمر يكمل دورة حول الأرض كل 94 دقيقة، مؤكداً أن بيونع يانغ ستواصل إطلاق أقمار صناعية في المستقبل.
وبحسب معطيات سيول أطلق الصاروخ من قاعدة على الساحل الغربي لكوريا الشمالية. وقال موقع مجلس الوزراء الياباني على الانترنت إن أجزاء الصاروخ الكوري الشمالي سقطت على بعد 150 كيلومتراً غرب شبه الجزيرة الكورية في البحر الأصفر، وعلى بعد 250 كيلومتراً جنوب غربي شبه الجزيرة الكورية في بحر الصين الشرقي، وعلى بعد 200 كيلومتر جنوب اليابان في المحيط الهادئ.
وقالت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية إنه تم عثر على ما يعتقد أنه قطعة من صاروخ أطلقته كوريا الشمالية في وقت سابق يوم الأحد، حيث سيساعد العثور على أجزاء من أخرى في توفير معلومات عن البرنامج الصاروخي الكوري الشمالي.
في غضون ذلك، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ وحثها على «وقف سلوكها الاستفزازي»، كما أجرى مجلس الأمن الدولي أمس مشاورات مغلقة بناء على طلب من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.
وجاء في بيان المكتب الصحافي للأمم المتحدة «من المؤسف أن كوريا الشمالية قد أجرت إطلاقا للصاروخ باستخدام تكنولوجيا بالستية في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، على الرغم من نداءات المجتمع الدولي ضد هذا العمل».
وأضاف البيان: «أن الأمين العام يكرر الدعوة لكوريا الشمالية لوقف الأعمال الاستفزازية والعودة إلى الامتثال لالتزاماتها الدولية».
بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان صادر عنها الأحد أن كوريا الشمالية حينما أطلقت صاروخها الأخير إنما انتقصت من احترام القانون الدولي بشكل صارخ، وتجاهلت المناشدات الدولية.
وجاء في بيان الخارجية «مما لا شك فيه أن مثل هذه الممارسات تفضي إلى تأزيم جدي للوضع في شبه الجزيرة الكورية وفي عموم شمال شرق آسيا».
هذه الممارسات إنما تصب في صالح من يراهنون على سياسة التحالفات ومضاعفة المواجهات المسلحة وتلحق ضرراً بالغاً بأمن بلدان المنطقة وأمن كوريا الشمالية بالدرجة الأولى». وأضافت: «نناشد قيادة كوريا الشمالية أن تفكر فيما إذا كانت تصب سياسة مواجهة المجتمع الدولي بأسره في صالح بلادها».
من جهتها، أبدت وزارة الخارجية الصينية أسفها وقالت متحدثة باسم الوزارة إن «الصين تبدي أسفها لإصرار كوريا الشمالية على استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية للقيام بعملية إطلاق رغم اعتراض المجتمع الدولي الواسع النطاق».
وعبرت طوكيو عن احتجاجها على الإطلاق وأعلنت أنها تدرس إمكانية تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات ضد بيونغ يانغ، وفي الوقت نفسه عبرت عن الرغبة بالتعاون في هذه القضية مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وروسيا والصين.
واعتبرت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بعيد المدى «عملاً استفزازياً لا يغتفر» ودعت مجلس الأمن الدولي إلى الموافقة بسرعة على عقوبات قوية. وقالت إن كوريا الشمالية تحاول تحقيق تقدم في قدراتها الصاروخية بغية إطالة عمر نظامها.
أما الولايات المتحدة فتعهدت باتخاذ كل التدابير اللازمة للدفاع عن نفسها وحلفائها ودعت المجتمع الدولي إلى إثبات أن «التصرفات الطائشة لا بد أن تكون لها عواقب وخيمة».
وتوعّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن الولايات المتحدة ستعمل مع مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات مهمة لمحاسبة كوريا الشمالية على إطلاق الصاروخ، ووصف الإطلاق بأنه «انتهاك صارخ» لقرارات الأمم المتحدة بشأن استخدام كوريا الشمالية تكنولوجيا الصواريخ البالستية.
في غضون ذلك، قال فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني إن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ طويل المدى يعد انتهاكاً واضحاً ومتعمداً لقرارات مجلس الأمن الدولي.
و أشار هاموند في بيان «أدين بشدة اختبار كوريا الشمالية لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية. هذا انتهاك واضح ومتعمد لعدد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ما تقوم به كوريا الشمالية ما زال يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي».
وأضاف وزير الخارجية البريطاني: «وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على اتخاذ إجراءات ضد أي عمليات إطلاق أو تجارب نووية أخرى. وسنجتمع الآن مع شركائنا في نيويورك للاتفاق على رد جماعي».
وكانت كوريا الشمالية أخطرت وكالات الأمم المتحدة بعزمها على إطلاق صاروخ يحمل قمراً صناعياً لرصد الأرض، ما أثار اعتراض حكومات ترى في الإطلاق اختباراً لصاروخ بعيد المدى.
الى ذلك، اتفق الجانبان الكوري الجنوبي والأميركي على بدء مفاوضات رسمية حول نشر منظومة الدفاع الصاروخ الأميركي «ثاد» في كوريا الجنوبية رداً على» استفزازات كوريا الشمالية».
وقال مدير قسم السياسات الدفاعية في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ريو جيه سونغ في مؤتمر صحافي أمس إن سيول وواشنطن تتفقان في الرأي على أن الاستفزازات الكورية الشمالية مثل التجربة النووية وإطلاق الصاروخ البعيد المدى مؤخراً، تشكل تهديداً للسلام والأمن في كوريا الجنوبية وآسيا والمحيط الهادئ.
وأعلن ريو أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قررتا بدء المفاوضات الرسمية حول نشر نظام «ثاد» في كوريا الجنوبية كجزء من إجراءات تعزيز الجاهزية الدفاعية لمواجهة التهديدات المتزايدة من قبل كوريا الشمالية، مشيراً إلى أن هذا القرار جاء بموجب اقتراح قائد القوات الأميركية في سيول الجنرال كورتيس سكاباروتي.
وبحسب الحكومة الكورية الجنوبية، فقد أبلغت سيول روسيا والصين ببدء المفاوضات مع الولايات المتحدة حول نشر منظومة الدفاع الصاروخي قبل إعلانها رسمياً.
بينما عبّرت بكين تعليقاً على إطلاق الصاروخ عن قلق جدي وأشارت خارجيتها إلى أن موقف الصين واضح وهو أن على كل البلدان الساعية إلى ضمان أمنها أن تأخذ في الاعتبار أمن البلدان الأخرى وكذلك السلم والاستقرار في المنطقة.
على صعيد آخر تجري كوريا الجنوبية والولايات المتحدة هذا العام أكبر مناورات في تاريخ تدريباتهما المشتركة.
وصرح ممثل هيئة الأركان المشتركة للجمهورية الكورية كيم يون هون أن المناورات ستكون رداً على التجارب النووية وإطلاق الصاروخ البعيد المدى من قبل كوريا الشمالية.
إلى ذلك أعلنت استخبارات كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية تعد لتجربة نووية خامسة، وكانت بيونغ يانغ أجرت تجارب نووية في أعوام 2006 و2009 و2013 وأعلنت في الـ6 من كانون الثاني الماضي عن نجاحها في اختبار القنبلة الهيدروجينية.