«المجلس الشرعي»: انتخاب رئيس للجمهورية المدخل لمعالجة التعطيل

عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، جلسة في دار الفتوى برئاسة مُفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي أطلع أعضاء المجلس على نتائج مؤتمر «حقوق الأقليّات الدينية في الديار الإسلامية»، الذي شارك فيه بمدينة مراكّش بالمغرب.

وقد أعرب المجلس عن ارتياحه لنتائج المؤتمر الذي اعتمد على «صحيفة المدينة»، لتأكيد الحريات الدينية واحترام التعدّد، وبالتالي احترام حقوق الجماعات غير الإسلامية في الدول التي يُشكّل المسلمون أكثرية سكانها.

وصدر عن المجلس بيان تلاه عضو المجلس بسام برغوت، انتقد فيه المجتمعون «ظاهرة تبادل الاتهامات بين عدد من الوزراء في الحكومة اللبنانية بعدم احترام التوازنات الطائفية في التعيينات الإدارية»، مُعربين عن خوفهم من «تحويل الاهتمام عن قضية الشلّل الإداري وتعطيل عمل مؤسّسات الدولة إلى الاهتمام بأمور خلافية كان يمكن معالجتها في الإطار الإداري الرسمي».

ودعوا المسؤولين إلى «تحمّل مسؤولياتهم الوطنية في حماية لبنان الدولة والكيان والرسالة من التحدّيات الخطيرة التي يواجهها، والتي تشكِّل خطراً على مستقبله»، مناشدين المسؤولين في الدولة «إيلاء الأوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية المتردّية اهتماماً استثنائياً لما لهذا التردّي من نتائج سلبية خطيرة».

ورأى المجتمعون «أنّ انتخاب رئيس للجمهورية يشكِّل المدخل الحقيقي والعملي لمعالجة كل هذه القضايا، وفي مقدمها قضية الإخفاقات السياسية وتعطيل عملية اتخاذ القرارات الحكومية، وإقرار التشريعات البرلمانية»، مشدّدين على «أهمية إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في مواعيدها، وعلى وجوب احترام جميع الاستحقاقات، والتقيّد بالأصول والقواعد القانونية والدستورية».

وأشادوا بـ«العملية العسكرية الموفّقة التي قام بها الجيش اللبناني في عرسال لقطع الطريق أمام أي محاولة لاستدراج الفتنة إلى لبنان، وبالموقف الوطني المشرِّف لأهالي بلدة عرسال في التصدّي للإرهاب والتعاون مع الجيش اللبناني للمحافظة على سيادة لبنان وأمنه واستقراره».

ونوّهوا بنتائج المؤتمر الدولي في لندن لدعم سورية، معتبرين «أنّ الدعم الحقيقي الذي تحتاج إليه سورية والمنطقة يكون بوقف آلة القتل والتدمير والتهجير والتجويع، ومساعدتها على الخروج من النفق الدموي المظلم الذي تعاني منه منذ أكثر من أربع سنوات»، لافتين إلى «أنّ الدعم الدولي للحدّ من الهجرة شيء، والدعم الدولي لتحقيق حل سياسي شيء آخر»، مؤكّدين «وجوب المحافظة على وحدة سورية».

على صعيدٍ آخر، رعى المُفتي دريان حفل تكريم متطوّعي حملة «طلع البدر علينا» في مسجد محمد الأمين وسط بيروت، بحضور رؤساء وممثّلي الجمعيات والهيئات الإسلامية والأهلية، التي شاركت في افتتاح المهرجان الكبير، الذي أُقيم بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.

وألقى دريان كلمة جاء فيها: «نحن جزء أساسي من تكوينات هذا الوطن، ونحن المسلمين في لبنان، لن نتخلّى أبداً عن دورنا في تعزيز مسار الدولة، وفي حفظ واستقرار الأمن في لبنان».

وأضاف: «لن يفيدنا أبداً ما يُعطى من تبريرات لتأخير هذا الاستحقاق، ونأمل من كل المسؤولين العمل على إزالة المعوقات التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية لأنّ رئيس الجمهورية رمز وحدة هذا الوطن، والمؤتمن على الدستور وعلى سير مؤسسات الدولة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى