نادر: النصر سيكون خاتمة حربنا ضدّ الإرهاب والفوضى الأميركية المدمّرة

شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي عماطور ـ الشوف والقرى المجاورة، في مأتم مهيب، الرفيق المناضل نديم مسعود عبد الصمد أبو فادي ، وشارك في التشييع إلى جانب عائلة الراحل، وفد مركزيّ من قيادة الحزب تقدّمه رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، مدير الدائرة الإعلامية العميد معن حمية، رئيس لجنة تاريخ الحزب لبيب ناصيف، مديرالدائرة الإذاعية كمال نادر، إضافة إلى منفذ عام الشوف د. نسيب أبو ضرغم وأعضاء هيئة المنفذية وعدد من المسؤولين.

كما شارك في التشييع القاضي سليمان غانم، رئيس بلدية عماطور ذوقان عبد الصمد، عدد من رجال الدين وممثّلي الأحزاب والفاعليات وجمع كبير من القوميين والمواطنين.

وألقيت خلال التشييع كلمات أشادت بمزايا الراحل ومسيرته النضالية، واستحضرت الكلمات «يوم عماطور» الذي أعلنه باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية الزعيم أنطون سعاده عام 1937.

كلمة العائلة

تحدّث بِاسم عائلة الراحل مرحّباً ومعرّفاً وشاكراً، عبد الله عبد الصمد فقال:«يا أبا فادي… يا عمّي نديم، تحضرني اليوم أخبار عنك مشرّفة وذكريات، تجتاحني بسمتك التي كانت تهزّ برج الهموم، بل يأسرني نضالك في سبيل أمتك وشعبك ودروب الشرف.

إنني أراك كلّ القيم، فأنت الفارس الذي اعتلى جواد الصبر في معمعة المصائب وسطّر بطولات جليّة من إيمان. وأنت الوالد المرهف المتفاني وسيّد التضحيات.

أنت سيف المبادئ والقيم السامية، وفي الزمن العصيب تعرف قيمة المبادئ. أنت البطل المناضل الذي ما غرّه مال ولا منصب ولا انتظر مكافأة إلا النصر لأمته.

نسيت جراحك، أو تناسيتها كي لا تأسر فيك المارد التوّاق إلى الفضيلة والعطاء. أغمضت عينيك فانكفأت عن الشذى البسمات، ورحلت فاهتزّ صرح الرجال.

ماذا أقول فيك ومهما قلت أجتزئ، فما الكلام إلا باقة ورد هزيلة أدمعها الغياب».

وختم كلمته متوجّهاً بالشكر إلى المعزّين.

كلمة البلدة

وألقى كلمة عماطور منصور أبو شقرا استهلها بالقول:

«مناضل شغل الساحات ما جحدا

وألهم المنتدى فكراً ومعتقدا

من يخسر الابن، والعفو الكبير سما

في أصغريه، لنال المجد والخُلدا».

وقال: «صامتاً كان يعمل، مؤمناً صادقاً بحق الإنسان بالحياة الكريمة. وهكذا عرفناه في عماطور مثال الصدق والإنسانية، رجلاً من خيرة الرجال، يصعب وصف مناقبه. فالرجل الكبير يجعلك تقف صاغراً مندهشاً أمام مواقفه ومعاني وجهه وردود فعله.

الكبير يبقى كبيراً في محنه، عزيز النفس متعفّفاً، مبتسماً والحزن يعصره، صلباً والجهد يهدّه. هذا أقلّ ما كنّا نراه فيك يا أبا فادي. أيها المناضل في حزب عريق، أعطيته فقدّر عطاءك. إنّ عماطور التي كانت محبّة بك في حياتك الزاخرة بالقيم، تودّعك بحرقة الأمّ على ولدها الحبيب لأنّك بعطائك لم تشب، وببعدك لم تغب، وبرحيلك اليوم ثق أنك لن تُنسى.

أبو غانم

ثم ألقى فايز أبو غانم كلمة تحدّث فيها عن مزيا الراحل، وعن سيرته وعن إنسانيته وأخلاقيته، مشيراً إلى أنّ أبا فادي كان إنساناً متسامحاً بكلّ ما للكلمة من معنى، ومذكّراً بالحادثة التي أودت بحياة أحد أبنائه نتيجة صدمه قضاءً وقدراً من قبل أحد الأشخاص، فلجأ الصادم إلى منزل أبي فادي محتمياً، فعفى عنه.

وألقى ناصيف ناصيف كلمة أصدقاء الفقيد، وفيها تحدّث عن مناقبية الراحل ومسيرته النضالية.

كلمة المنفذية

وألقى منفذ عام الشوف الدكتور نسيب أبو ضرغم كلمة تحدّث فيها عن مزايا الرفيق أبي فادي، وعن تاريخه النضالي مستعيداً محطات من تاريخ عماطور، لا سيما «يوم عماطور».

كلمة المركز

كلمة مركز الحزب ألقاها مدير الدائرة الإذاعية كمال نادر وقال فيها: إنّ نديم عبد الصمد بقامته المديدة كان جبلاً قُدّ من هذا الجبل الشامخ، وكان مجموعةً من الفضائل والقيم الأخلاقية والنظامية وقدوة للحزبيين وللناس، تميّز بالعطاء اللامحدود في الزمان والمكان، وفي كلّ المسؤوليات التي تحمّلها.

وأشار إلى أنّ للحزب في عماطور ذكريات خالدة، وهذه البلدة دخل اسمها في تاريخ الحزب السري القومي الاجتماعي منذ عام 1937، يوم عقد الزعيم أنطون سعاده مصالحة تاريخية بين عائلتين كبيرتين من عائلاتها، وأنهى بذلك خلافاً مزمناً أرخى بثقله على الحالة الاجتماعية في المنطقة. كما دخل «يوم عماطور» في تاريخ الحزب والوطن عندما جرت مواجهة بينه وبين السلطة الانتدابية التي أرادت منع الزعيم من إقامة مهرجان فيها عام 1938، فلم يتراجع ولم يذعن للقمع، بل استعدّ عسكرياً وشعبياً، وعندما حضرت قوات السلطة إلى عماطور وجدت أنها مطوّقة من التلال وسطوح المنازل وغير قادرة على خوض مواجهة عسكرية مع الحزب، فانسحبت وحقّق الحزب القومي نقطة متقدّمة في المواجهة لتثبيت وجوده ومعنويات شعبه، فأضيف هذا اليوم إلى «يوم بكفيا» الذي كان قد شهد مواجهة مماثلة حصلت عام 1937.

وقال نادر إنّ الحزب القومي لم تكن له دولةٌ أو طائفة تحميانه، فبنى قوّته واستمراره على الإيمان العميق بعقيدته المبنية على العقل والمنطق العلمي وعلى الرجولة والبطولة وعلى التنظيم الدقيق والمتين، ونجح في تثبيت وجوده على رغم المِحن والنكبات، واستمرّ إلى اليوم في ساحات الصراع يقاتل ويقدّم التضحيات الغالية لأجل صون الوطن وتحقيق النهضة.

وتطرّق نادر إلى الأوضاع العامة فقال إنّ الدول العربية لم تحسن أن تتضامن في سبيل حفظ أمنها وثرواتها، بل حصل العكس. وها نحن في دول الهلال الخصيب قد دفعنا أثماناً باهظة بسبب المؤامرات، وهي أثمان تفوق بكثير كلّما دفعناه خلال الصراع الطويل مع العدو الصهيوني. ولو أنّ دول النفط دفعت للبنان جزءاً من المليارات التي صرفتها على تخريب سورية والعراق لكنّا سددنا الدين العام. علماً أنّ لبنان ليس فقيراً، وكلّ ما نريده أن يرفعوا أيديهم عنه وألا يعيقوا استخراج النفط والغاز المعروفَين والمستكشفَين منذ عام 1970، ولميكن مسموحاً له أن يستخرجهما كي لا يؤثر على مصالح الشركات الكبرى وبعض الدول العربية.

وأكد نادر أنّ النصر سيكون خاتمة صراعنا الطويل، وستخرج الأمة السورية بكل كياناتها منتصرة على الإرهاب وعلى الفوضى الأميركية المدمّرة، وسنبني وضعاً جديداً مختلفاً عن كلّ التاريخ السياسي العربي القديم والحديث.

وفي ختام كلمته، قدّم نادر التعازي بِاسم الوفد المركزي وبِاسم قيادة الحزب إلى عائلة الفقيد وأهالي عماطور ومنفذية الشوف.

وكان الوفد المركزي والقوميون الاجتماعيون قد أدّوا التحية الحزبية للرفيق الراحل نديم عبد الصمد قبل أن يوارى جثمانه الثرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى