تلفزيون لبنان
عشيّة انعقاد الجلسة الخامسة والثلاثين لمحاولة انتخاب رئيس لجمهورية لبنان، لا مؤشّرات على اكتمال نصابها، ومصير جلسة الغد اليوم لن يكون أفضل من سابقاتها.
رئيس مجلس النواب نبيه برّي استبعد اكتمال النصاب في الجلسة البرلمانية، وقال: لا جديد في هذا الشأن، ولينزل المرشحون الثلاثة إلى المجلس. أمّا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام فقد لفتَ إلى أنّ الصراع السياسي في لبنان، يضعف الدولة ويمهّد لدويلات صغيرة في داخله.
أمّا «حزب الله» فكان قد أكّد من الرابية مقاطعة الجلسة، إلى حين توافر الظروف الملائمة لتأمين النصاب، لانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية.
ومن بكركي، البطريرك الراعي توجّه في عِظة الأحد إلى الكتل النيابية بالقول: احزموا أمركم بسرعة، لأنّ البلد في طريق الانهيار.
النائبة بهية الحريري من جهتها، أكّدت أنّ ملء الشغور الرئاسي «سيبقى أولوية بالنسبة إلينا، لأنّه مهما تحقّق سيبقى هناك خلل كبير إذا بقيت الدولة بلا رأس». كلامها ورد قُبيل جلسة غد اليوم ، وكذلك قبل أسبوع من ذكرى الرابع عشر من شباط، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، والتي ستحمل مزيداً من المؤشّرات هذه السنة، إن من حيث المشاركة أو من حيث المواقف.
في أيّ حال، الأسبوع الطالع حافل بالتطورات السياسية. رئيس الحكومة تمام سلام يُلقي كلمة لبنان في مؤتمر الأمن الدولي الذي سينعقد في جنيف.
في الغضون، القضايا العالقة وما تتطلّبه من تمويل، ومنها: تثبيت متطوّعي الدفاع المدني ومسألة ترحيل النفايات، إضافةً إلى مسألة سماحة، تنتظر جلستي مجلس الوزراء الأربعاء والخميس المقبلين. والخميس المقبل أيضاً تنعقد جلسة حوار جديدة بين تيار «المستقبل» و«حزب الله».
الأردن نفى وجود خطط للدخول إلى سورية، قائلاً: إنّ لا قرار من هذا النوع. فيما رصد بين دمشق وطهران وموسكو ثبات عسكري سياسي – دبلوماسي على قاعدة أن لا تراجع عن الحرب ضدّ الإرهاب في سوريا.
«المنار»
لا تزال المنطقة مشغولة بإنجازات الجيش السوري السريعة في حلب، فيما الحسابات مشدودة إلى مرحلة ما بعد تحرير نُبُّل والزهراء ورتيان وماير.
الصورة الأكثر اجتذاباً للمراقبة تأتي من اتّساعات الحدود السورية – التركية. هناك تتقلّص المسافات بين العلم السوري المرفوع على أرض الانتصارات في الريف الشمالي، والمعابر التي خلطت عبرها أنقرة أوراق الجغرافيا الحلبية، وخطّطت للتقسيم الديموغرافي والسياسي طويل الأمد.
لا عودة إلى الوراء، وما أنجزه الجيش السوري وحلفاؤه سيُستكمل بإنجازات أخرى، الموقف لنائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الذي دعا بعض اللبنانيين إلى عدم تضييع مزيد من الوقت ورمي التّهم على الآخرين بالتعطيل في ملف الرئاسة، مؤكّداً أنّ تعاون الأفرقاء الفاعلين هو الحل.
وعشيّة جلسة انتخاب الرئيس في مجلس النوّاب، لا مشهد جديداً متوقعاً، ولا نصاب كاملاً يراه المتابعون. ليبقى السؤال عن المرحلة المقبلة، وعن التفاهم على تفعيل التشريع النيابي، كما جرى الأمر في الاتفاق على تحريك عجلة الحكومة.+
«او تي في»
أقفل الأسبوع الحالي على سقوط أحلام وتبديد أوهام في سورية. الروسي في الجو، والسوري وحلفاؤه على الأرض. سورية الدولة تتقدّم على سورية الدويلات. والمشروع التكفيري يتراجع أمام الشرعية السورية.
وفي لبنان، يُفتح الأسبوع الطالع على جلسة 8 شباط بنسختها الـ35. «المستقبل» لا يُعلن موقفاً رسمياً، وبرّي يُعلن موقفاً مبدئياً، و«حزب الله» يُعلن موقفاً نهائياً. و«القوات» تؤكّد التمسّك بخيارها وقرارها. و«التيار الوطني الحر» مرشّحه معلوم. و«المردة» لا يسحب ترشيح رئيسه، وجنبلاط يغرّد لإميل رحمة على «تويتر»، علّه يكون مخرج الطوارئ وطوق النجاة لقارب الرئاسة برأيه.
لكن غداً اليوم جلسة بلا نصاب ولا انتخاب. في وقت تسجّل الوحدة المسيحية علامة مضيئة في زمن التفكّك. ويصمد تحالف «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» في أزمنة الفتنة. عشرة أعوام على العبور إلى الوطن من مار مخايل. وعشر سنوات على أمل العبور إلى الدولة من ساحة الشهداء، يؤمل منها أن تؤدّي إلى ردّ الاعتبار إلى الشراكة الحقيقية مع الأصليين والأصيلين وليس الوكلاء أو البدلاء.
وحدة مسيحية – مسيحية وإسلامية – مسيحية، لا يكون سعد الحريري ومن يمثّل سعد الحريري إلّا في صلبها، بهدف تمدّد التفاهم للانتهاء من تمديد الشغور.
«أن بي أن»
لا جديد حول الاستحقاق الرئاسي. المشهد يكرّر نفسه غداً اليوم ، بعدم اكتمال النصاب في جلسة الانتخاب، رغم وجود ثلاثة مرشّحين دعاهم الرئيس نبيه برّي للنزول إلى المجلس النيابي ولينجح من ينجح.
دعوات تتكرّر، وسط تحذيرات وصلت إلى حدّ حديث البطريرك بشارة الراعي عن أنّ البلاد في طريق الانهيار، ما يستوجب حزم الكتل السياسية لأمرها بأسرع ما يمكن.
جلسة غداً اليوم ينتظرها حزب «الكتائب» للحكم على تفاهم معراب: غداً اليوم سيسأل الكتائبيون: أين الالتزام ببنود التفاهم؟، وكيف تحضر «القوات» الجلسة ويغيب «التيار الوطني الحر»؟.
من سينتقد نوّاب «القوات» غداً اليوم ؟. هل يتجرّؤون على تسمية المتغيّبين بالمعطّلين، كما جرت العادة؟
مقاطعة الجلسات النيابية حق ديمقراطي للنوّاب، وإن كانت جلسة الانتخاب لها المنحى الوطني.
استحقاقات الأسبوع المقبل حافلة، وإن كان العنوان الأمني أطلّ من طرابلس اليوم أمس ، لكن الجيش اللبناني كان بالمرصاد، فمنع تفجيرات عبوتين ناسفتين. فيما الاهتمامات الداخلية والخارجية ترصد المتغيّرات الإقليمية انطلاقاً من الساحة السورية.
الجيش السوري يقترب من الحدود التركية تدريجياً، ويُعيد المناطق إلى حضن الدولة، ولا يقف عند حدود المواقف التصعيدية، ولا الحملات الإعلامية. وإن كانت برزت التناقضات حول ما حُكي عن تدخّلات عسكرية تركية – عربية.
«ام تي في»
لا تضيّعوا البوصلة، ولا تغرقوا في لعبة الـ»بوانتاج»: من يؤيّد العماد عون من الكتل والنوّاب، ومن يؤيّد سليمان فرنجية؟ وهل تنعقد جلسة انتخاب الرئيس الاثنين أو يطير نصابها؟ «حزب الله» حسمها في الرابية أمس، هو يدعم العماد عون مرشحاً لا رئيساً إلى أن يحين موعد الرئاسة، فالاستحقاق المستحق منذ ثمانية عشر شهراً لم يستحقّ بحسب روزنامته، ولبنان الثمرة الناضجة التي حان قطافها، بحسب الرئيس برّي، هي حصرم بمقاييس «حزب الله»، نقطة على السطر.
في الانتظار تغرق الجمهورية في صراعات جانبية مرهقة، المسيحيون يبحثون عن مواقعهم السليبة في الدولة. الحكومة تبحث عن حفنة من الليرات في البنزين، إن هي أرضت بها الدفاع المدني قامت قيامة المطالبين بسلسلة الرتب والرواتب المغيّبة، وبين الاثنين سجالات فوق جبال النفايات، تُرحّل أم تطمر؟
توازياً، الجيش يستجدي الذخيرة لمحاربة الإرهاب ولمواجهة «داعش»، في وقت عثرت إحدى دورياته على عبوتين في ساحة النجمة في طرابلس وفكّكتهما.
«ال بي سي»
الجلسة الخامسة والثلاثون لانتخاب رئيس جديد للجمهورية المقرّرة غداً اليوم ، ستنضم إلى الجلسات الأربع والثلاثين التي سبقتها. «حزب الله» كان قد أطلق رصاصة الرحمة على الجلسة بإعلانه عدم حضورها، فكان هذا الإعلان بمثابة كلمة السر، إلى أنّ الجلسة لن تكتمل.
النائب وليد جنبلاط كان قد غرّد نهاراً، ناعياً الجلسة، فتحدّث عن الوحي ودفتر الشروط للأعاجم والنظام السوري التابع، من دون أن يغفل إضافة اسم النائب إميل رحمة إلى لائحة المرشّحين الثلاثة المعلنين.
وهكذا دخل الاستحقاق الرئاسي مجدّداً في دائرة المأزق. والأسبوع الذي يبدأ بعدم اكتمال نصاب جلسة الانتخاب، هل ينتهي باكتمال النصاب السياسي في ذكرى 14 شباط؟ هذه السنة الأوراق السياسية خُلطت، أسماء اقتربت وأسماء ابتعدت، وتبقى كلمة الرئيس سعد الحريري محط إثارة، هل يرشّح رسمياً رئيس تيار «المردة»، وفي حضوره أو في غيابه؟
«الجديد»
في اثنين الرماد، تذكّر يا إنسان أنّ جلسة الانتخاب الرئاسية غداً اليوم من التراب وإلى التراب السياسي تعود. رئيسها نبيه برّي أدّى طقوساً دينية على أكمل وجه، فأرجأ موعد الجلسة حتى الواحدة من بعد الظهر، كي يتسنّى للنوّاب المسيحيين حضور القداس، على اعتبار أنّه ومتى تعمّق إيمانهم انتهى انقسامهم.
لكن ليس بالصلاة وحدها يُنتخب الرئيس، فكيف سيحضر النوّاب جلسة لن يشارك فيها لا الأصل ولا الفرع؟ فميشال عون أول الغائبين لتعذّر الأصوات المؤهلة لبعبدا. سليمان فرنجية يغيب لأنّه يمتلك أصواتاً عددياً ويفتقدها ميثاقياً، ولن يدخل في حرب مع الحلفاء الذين نصفهم يدعم عون ونصفهم الآخر يتجنّب كأسه المرة.
وعلى قاعدة أنّ الرئيس لنا، تمضي الثامن من آذار إلى الانكفاء عن الانتخاب غداً اليوم ، ريثما يقضي الله أمراً كان مفعولا. لكن يكفيها أنّها قبل تعطيل الجلسة، عطّلت خطة بظلال إسرائيلية، ظاهرها ترشيحان مستهجنان، وباطنها عزل «حزب الله» عن بطانته المسيحية.
وكل ما ستجنيه جلسة الغد اليوم ، هو إضافة الرقم واحد بعد الرابع والثلاثين، محصول المتساقطات من الجلسات. وعليه فإنّ الغد سيشهد على رئيس من رماد، وعلى تركيب أول العدّاد لجلسات لن تُنهك إلّا الصحافيين ورجال الأمن، والمواطنين الممنوعين من العبور إلى المدينة.
عجز الرئاسة أسنده الزعيم وليد جنبلاط إلى انتظار الوحي وفق دفتر شروط الأعاجم والنظام السوري، والفولكور المرافق لتغطية الإخراج إلى أن يُفرض الاستفتاء لشخص واحد دون منازع، كما قال. وعلّق جنبلاط على هدم التراث بحيث اختفت بناية من تراث بيروت في ليلة ما فيها ضو قمر. وقال إنّ أصحاب الأيادي البيضاء في هذه الجريمة هم جهاد العرب وشركاؤه.
وما بين الرئاسة والتراث ومرشّح جنبلاط التراثي هنري حلو، فإنّ زعيم «الحزب التقدمي»، لن يستخدم بيضة قبّانه غداً اليوم لانتفاء الحاجة مرحلياً. أمّا هجومه على جهاد العرب، فقد تتبدّل معالمه بعد دخول العرب معركة جهاد جديدة في البر السوري. ومن هناك ستتّضح ملامح الوحي الأعجمي الروسي – الأميركي والخليجي. فإذا كانت الـ»سوخوي» قد رسمت واقعاً سياسياً وجغرافياً جديداً، فإنّ معركة البر السوري قد تستنزف دولاً خليجية وتضع قواتها، الأصلية منها والمرتزقة، على حدّ الانزلاق في وحول يصعب الخروج منها.