صحافة عبريّة
قالت وسائل إعلام «إسرائيلية» إن مؤتمر «حزب العمل» صادق الليلة الماضية على البرنامج السياسي لرئيسه إسحق هرتزوع، والذي يدعو إلى الانفصال عن الفلسطينيين تدريجياً وتسليمهم مناطق مصنفة «ب»، إلى أن يكون بالإمكان تحقيق حل الدولتين وفق نقلته وسائل الإعلام «الإسرائيلية».
وقال هرتزوغ أمام المؤتمر إن الانفصال كفيل لوحده بالحفاظ على غالبية يهودية في الدولة وتعزيز الأمن على حد قوله. وطالب هرتزوغ بضرورة بقاء الجيش «الإسرائيلي» في المنطقة بكاملها وعدم الإنسحاب منها لاستخلاص العِبر من الانفصال عن قطاع غزة وفق قول هرتزوغ.
57 في المئة من «الإسرائيليين» يؤيدون طرد النواب العرب من «الكنيست»
أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية مدى عنصرية «الإسرائيليين» وتطرّفهم، حيث أيّد 57 في المئة منهم طرد النواب العرب من «الكنيست». وأعرب 35 في المئة من المستطلعة آراؤهم عن اعتقادهم بأنه يجب تقديمهم إلى المحاكمة.
ورأى 8 في المئة فقط منهم أن النواب العرب تصرّفوا في إطار منصبهم.
ويتعرض النواب العرب في «الكنيست» لهجمة شرسة من قبل الحكومة «الإسرائيلية» والأحزاب والكتل البرلمانية الأخرى في «الكنيست» من جرّاء مواقفهم الرافضة للعنصرية «الإسرائيلية».
وطلب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو من مستشاره القانوني أفيخاي ميندلبليت، قبل يومين فحص إمكانية اتخاذ إجراءات من ضمنها رفع الحصانة البرلمانية عن ثلاثة نواب عرب في «الكنيست» من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، بسبب لقائهم عائلات منفّذي عمليات ضدّ الجيش «الإسرائيلي» والمستوطنين. وذكرت «الإذاعة الإسرائيلية» أن نتنياهو اتفق مع رئيس «الكنيست» يولي ادلشتاين، أمس، خلال مكالمة هاتفية على تقديم شكوى شخصية إلى «لجنة السلوك والآداب البرلمانية» ضد النواب الثلاثة وهم: جمال زحالقة وحنين زعبي وباسل غطاس.
من جهته، أكد «حزب التجمع» أنه لن يرضخ للتحريض الذي يشنه نتنياهو والوزير نفتالي بينيت ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا» آفيغادور ليبرمان ولن يغيّر موقفه قيد أنملة. وأوضح التجمع أن الاجتماع عقد بناء على دعوة العائلات لمطالبة وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان بإعادة جثامين أفرادها التي تحتجزها السلطات «الإسرائيلية».
واعتبر التجمع أن عدم إعادة الجثامين عمل انتقامي ويمسّ بالمشاعر الدينية والإنسانية للعائلات.
واشنطن تبلّغ «تل أبيب» رفضها زيادة المعونات العسكرية
كُشف النقاب أمس الاثنين في «تل أبيب» عن أنّه بعد ثلاث جولات من المفاوضات بين أميركا و«إسرائيل» حول رزمة المعونات الأميركية للدولة العبرية، وصلت المفاوضات إلى طريقٍ مسدودٍ، وأدّت إلى ازدياد حدّة التوتّر بين الجانبين.
وقالت صحيفة «هاآرتس» العبرية، نقلاً عن مصادر في واشنطن و«تل أبيب» إنّ كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية أبلغوا الطرف «الإسرائيلي» بأنّه لن يحصل على معونات أكثر وأكبر إذا أراد رئيس الوزراء الانتظار حتى يتّم انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، وطلبوا منه التوقيع على الاتفاق بين البلدين، وحذّر المسؤولون أنّه بسبب المشاكل الاقتصادية التي تعصف بالولايات المتحدة، فإنّه لن يتّم زيادة المعونات للدولة العبرية.
وبحسب مراسل الشؤون السياسية في «هاآرتس»، فقد أكّد مسؤولون كبار في إدارة الرئيس أوباما على أنّ «إسرائيل» تحصل على خمسين في المئة من المساعدات التي تقدّمها أميركا لجميع دول العالم. وكانت حزمة المساعدات الأمنية الأميركية لـ«إسرائيل»، لمواجهة تهديدات ما بعد الاتفاق النووي الإيراني، دخلت مرحلة النقاش الجدي بين الجانبين.
وزير الحرب «الإسرائيلي» موشيه يعالون وضع الطلبات أمام الطاولة في واشنطن، والكرة الآن في الملعب الأميركي، مع خشية «إسرائيلية» من توجه الإدارة إلى تغليب الأسلحة الدفاعية على الهجومية.
يجب ألا يقلق بان كي مون من كلمة «وقح»!
كتب عودة بشارات في صحيفة «هاآرتس» العبرية:
منحت «يديعوت أحرونوت» أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وصف «وقح» بعدما قال إن طبيعة الإنسان هي مقاومة الاحتلال. بدأ الشخص يتعرّق خوفاً من اعتباره لاسامياً وما يعنيه ذلك بالنسبة إلى مستقبله المهني. فليطمئن، ففي «إسرائيل»، الوقاحة ليست كلمة نابية. بل العكس، إنها مصدر للفخر، والوقاحة «الإسرائيلية» متصدرة في العالم.
مع ذلك، إن صفة «وقح» يجب عدم منحها لبان كي مون بل «لطبيعة الانسان» الذي يتجرأ على مقاومة الاحتلال. يمكن فهم طبيعة الانسان وهو يقاوم الاحتلال البريطاني، الفرنسي أو الهولندي، لكن لا الاحتلال «الإسرائيلي». الوقاحة «الإسرائيلية» لا تتحمل مع يتواقح معها.
يتبيّن في المقابل انه بحسب المؤسّسة هنا، فإن طبيعة الانسان تختلف من قومية إلى قومية. فقد قرّروا في الشرطة أن طبيعة العربي أن يكون قاتلاً. حينما تمت زيارة بيت أمين شعبان الذي هو الضحية الثالثة لنشأت ملحم كانت الفرضية التلقائية أن شعبان هو شريك في جريمة نشأت. وبعدما تبيّن أن العكس هو الصحيح، قامت الشرطة بإشراك العائلة بالمعلومات التي لديها وتبيّن في حينه أن الساعة الذكية التي لبسها المقتول قد سرقت. لو كانت الشرطة تفترض أن طبيعة العربي يمكن أن يكون ضحية لكان ذلك ساعدها في اللحظات المصيرية، وكان يمكن إنهاء القضية من دون بلبلة دولة كاملة ومن دون التحريض ضدّ العرب وتعريض حياة المواطنين للخطر. إذا كانت طبيعة الانسان تتحدّد بناء على مهنته فإن طبيعة المسؤولين عن الأمن الداخلي هنا هي السذاجة. الشرطة تريد محاربة الجريمة في الشارع العربي، لكنها لا تستطيع فعل ذلك من دون تعاون السكان. إن المطلوب من العرب ـ من أجل إثبات المواطنة الحسنة ـ إلقاء القبض على المجرمين وتسليمهم إلى الشرطة وعدم نسيان أخذ الفاتورة عند التسليم.
يا للسذاجة. في هذه الدولة التي يلفظ فيها الاطفال الصغار كلمة «أمن» قبل «ماما» و«بابا»، لا تستطيع الشرطة محاربة الجريمة في الوسط العربي.
وبعد ذلك يأتي وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان وبوقاحة يطلب الاعتماد للشرطة حتى قبل أن تشمّر عن ذراعها لمحاربة الجريمة، حيث يطلب من أعضاء «الكنيست» العرب أن يمنحوا الشرطة الغطاء. والعرب الذين لديهم الخبرة يخافون من أنه إذا تم تشجيع الشرطة التي يدها سهلة على الزناد بدلاً من 13 عربي قتلوا في تشرين الاول 2000 من دون وجود خطر على حياة الشرطة، بحسب لجنة أور، فإن عدد القتلى سيكون أضعاف ذلك.
في صحيفة «إسرائيل اليوم» كان العنوان في الصفحة الأولى يوم الجمعة الماضي: «وقاحة أعضاء الكنيست العرب». والحديث عن أعضاء «الكنيست» الذين التقوا مع عائلات ثكلى لمنفّذي عمليات الطعن. هذه العائلات تريد ببساطة المساعدة من أجل دفن أولادها. إذا تجنّد أعضاء «الكنيست» العرب لهذا العمل الإنساني فإنّ الأمر يعتبر في «إسرائيل» تأييداً للإرهاب. ولكن حينما تلتقي وزيرة العدل اييلت شاكيد عائلة أحد المتهمين بتنفيذ الجريمة في دوما، فإن هذا أخلاقي.
في «إسرائيل» ليست العائلات الإرهابية، بل الإرهابيون هم الذين قرب المؤسسة. وها هو زئيف حيفر من الخلايا السرية اليهودية يتجول في أروقة السلطة ويجلس مع من يريد. أما حجاي سيغل، وهو أيضاً من الخلايا اليهودية، فإنه ضيف مطلوب في وسائل الإعلام.
حينما يغيب الخجل، يصبح الإرهابي اليهوديّ ملكاً.