لافروف وكيري يتّفقان على ضرورة وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات للمحاصَرِيْن
أكّد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري خلال اتصال هاتفي أمس، على ضرورة التوصّل إلى وقف لإطلاق النار وضمان الوصول الإنساني للمناطق المحاصرة في سورية.
وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية، تعليقاً على المكالمة: «ركّزت المحادثات على التسوية السورية في ضوء الاجتماع المقبل لمجموعة دعم سورية يوم 11 شباط في ميونيخ».
وتابع البيان: «أعرب الطرفان عن موقف مشترك حول ضرورة العمل من أجل وقف إطلاق النار في سورية في أقرب وقت، وضمان الوصول الإنساني إلى كافّة البلدات المحاصرة، كما أنّهما بحثا احتمال تنسيق اتفاقات بهذا الشأن في سياق تطبيق القرار الدولي رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن».
كما أكّد الوزيران خلال المكالمة أنّ أحكام القرار الدولي المذكور حول صيغة المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، لا تسمح بطرح أي شروط مسبقة.
على صعيدٍ آخر، أكّد لافروف أنّ بعض الدول لا تُخفي نيّتها المراهنة على الحلول العسكرية في سورية، في حال فشل المفاوضات السلمية.
وقال لافروف في مقابلة مع صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس»، نُشرت أمس: «يبدو أنّ هناك المراهنة على الحل العسكري، في حال فشل المفاوضات أو منع انطلاقها. وتؤكّد ذلك بشكل علني بعض الدول التي تنطلق، كما أفهم، من الكراهية الشخصية تجاه الرئيس السوري بشار الأسد».
وأكّد الوزير أنّه يشاطر المستشرق الروسي البارز فيتالي نعومكين تقييمه، الذي اعتبر فيه أنّ هناك 3 سيناريوهات لتطوّرات الأوضاع في سوريا، وهي: توصّل الأطراف إلى حل وسط خلال المفاوضات في جنيف، أو إحراز الجيش السوري انتصاراً عسكرياً، أو اندلاع حرب كبيرة بمشاركة عدد من الدول الأجنبية.
وأعاد لافروف في هذا الخصوص إلى الأذهان أنّ موسكو وواشنطن كانتا تصرّان دائماً، كما أيّدتهما في هذا الإصرار الدول الأوروبية، على إدراج عبارة تقول إنّه لا حل عسكريا للأزمة السورية بقرار دولي حول سورية. لكن بعض حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط رفضوا هذه الفكرة قطعياً.
وأضاف لافروف: «أصبح هذا السيناريو سيناريو المراهنة على الحل العسكري واقعياً، ونحن نسمع الآن تصريحات عن خطط لإرسال قوات بريّة إلى سورية».
وكان وزير الخارجية الروسي أكّد أنّ أهم أولويات موسكو هو تشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأشار لافروف خلال احتفالية بمناسبة يوم «الدبلوماسي الروسي» إلى أنّ العملية الروسية في سورية تهدف إلى مكافحة الإرهاب. وقال إنّ «غارات سلاح الجو الروسي موجّهة لتغيير الوضع، ولضمان هزيمة تنظيم «داعش» وجبهة النصرة، وغيرها من الجماعات الإرهابية».
وتابع الوزير الروسي، أنّ اللجوء للحل العسكري كوسيلة وحيدة لتسوية الوضع في سورية أمر مستحيل. وأضاف من الضروري الجمع بين العمليات العسكرية والتسوية السياسية للصراع وإعادة التأهيل الاقتصادي للبلدان التي عانت من الإرهاب.
وفي السياق، أكّد مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف ألكسي بورودافكين في مقابلة مع صحيفة «Tribune de Geneve»، أنّ أكراد سورية جزء لا يتجزّأ من الشعب السوري، ولهم الحق في المشاركة بتقرير مصير بلادهم. وأضاف: «علاوة على ذلك يحارب أكراد سوريا تنظيم «داعش» بشكل مكثّف».
واعتبر بورودافكين أنّه بلا مشاركة الأكراد، من المستحيل إحراز تقدّم بشأن أي من بنود أجندة المفاوضات.
وأردف قائلاً: «إنّنا نأمل في أن يصحّح المبعوث الأممي هذا الخطأ بحلول موعد استئناف المفاوضات، ولا يجوز أن تصبح الأمم المتحدة والمجموعة الدولية لدعم سورية رهينتين للدولة الوحيدة التي تمنع مشاركة الأكراد في العملية التفاوضية».
من جهته، أكّد الأمين العام لـ»حزب الإرادة الشعبية» قدري جميل لقناة RT، أنّ مصدر المعلومات عن التهديد الذي تعرّض له أثناء تواجده في سويسرا أوروبي، وليس روسياً.
وكانت صحيفة «السفير» نشرت السبت 6 شباط تحت عنوان «مؤامرة تركية» لاغتيال معارضين سوريين في جنيف، أنّ الأجهزة التركية قد تكون وراء تدبير محاولة اغتيال معارضين سوريين في جنيف.
وقال جميل «السلطات السويسرية أبلغتنا أنّ هناك تهديداً أمنياً، وقامت مشكورة بإجراءات أمنية».
وأضاف جميل «يوم لقائنا مع دي ميستورا الجمعة الماضي، بلّغونا ونحن في اللقاء، أنّ مستوى التهديد الأمني أصبح عالياً جداً، وهم مضطرون لاتخاذ إجراءات مطابقة لهذا التهديد، وقاموا بكل ما يلزم لحمايتي وحماية الوفد».
وكانت موسكو سمحت لممثليّة أكراد سوريا بافتتاح مكتب لها، لتعزيز العلاقات بين الكرد وروسيا.
ووصفت سينا محمد، ممثّلة ما يسمى بـ «غرب كردستان» في دول أوروبا وأميركا، افتتاح الممثليّة بأنّه حدث تاريخي جاء بفضل نضال الكرد المستمر منذ 5 سنوات. وأعربت عن أملها في أن تلعب الممثليّة دوراً مهمّا في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والصلات الأخرى بين روسيا والمناطق ذات الأغلبية الكردية، واعتبرت أنّ هذا الحدث يمثّل الخطوة الأولى على الطريق افتتاح ممثليّات لأكراد سورية في فرنسا وألمانيا والسويد والولايات المتحدة، ودول أخرى.
وحول المفاوضات المرتقبة قال رئيس الهيئة العليا لما يسمى بـ»قائمة الرياض»، رياض حجاب، إنّه يجب أن يتغيّر الوضع على الأرض قبل استئناف المفاوضات في الـ25 من الشهر الجاري شباط.
وقال حجاب خلال مؤتمر صحفي عقده في لندن، أمس، إنّ الوسيلة الأنجع لتخفيف معاناة الشعب السوري تكمن في رفع الحصار عن المناطق المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلين.
وذكر حجاب أنّ خيار الهيئة هو الحل السياسي، مؤكّداً الالتزام بتنفيذ الاتفاقات بشأن الوضع الإنساني.
ميدانياً، يتزامن تقدّم الجيش السوري باتجاه مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي مع تقدّمه في ريف اللاذقية الشمالي، حيث كان قد استعاد بلدة الباشورة مقترباً بذلك من الحدود مع تركيا.
في هذا الوقت، يواصل الجيش السوري وحلفاؤه تقدّمهم بريف حلب الشمالي في شمال البلاد، حيث يشنّون منذ مطلع الشهر الحالي عملية عسكرية واسعة مدعومة بغارات جوية روسية ضدّ الجماعات المسلحة تسبّبت بسقوط 506 قتلى على الأقل، وفق حصيلة نشرها ما يُسمّى «المرصد السوري».
وبحسب «رأي اليوم»، دارت أمس، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والجماعات المسلحة في بلدة الطامورة التي يطلق منها المسلحون صواريخ تستهدف بلدتي نُبُّل والزهراء، اللتين نجحت قوات الجيش في فكّ حصارهما الأسبوع الماضي.
وتواصل وحدات الجيش السوري التقدّم السريع في ريف حلب الشمالي باتجاه الحدود مع تركيا لاستكمال حصارها للأحياء الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون في مدينة حلب.
وفي وقت تُبقي أنقرة حدودها مقفلة أمام عشرات الآلاف من اللاجئين الذين تكدّسوا على الجانب السوري من الحدود، يجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل لدرس طلب مساعدة قدّمته تركيا وألمانيا لمواجهة أزمة الهجرة عبر المتوسط.
هذا، ويعقد ممثّلون عن 17 دولة وثلاث منظمات اجتماعاً غداً الخميس في ميونيخ في محاولة لاستئناف العملية الدبلوماسية بعد فشل محادثات جنيف في نهاية الشهر الماضي.
وأعلنت الأمم المتحدة في نهاية كانون الثاني تعليق المحادثات غير المباشرة بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية حتى 25 من الشهر الحالي.