بغداد: العبادي يدعو إلى تغيير وزاري جوهري

دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى تغيير الوزراء الحاليين الذين اقترحتهم الكتل السياسية وفقاً للمحاصصة، بوزراء تكنوقراط وأصحاب اختصاص للنهوض بواقع البلاد.

وقال العبادي أول أمس، إنّ مجلس مكافحة الفساد المشكّل من قِبل الحكومة سيتّخذ إجراءات صارمة خلال الفترة المقبلة لمواجهة الفساد.

وأشار إلى أنّ الحكومة ستستعين بخبراء من دول مختلفة سيشاركون الخبراء العراقيين في مواجهة الفساد، والنهوض بواقع البلاد من خلال وضع استراتيجيات تنموية.

وفي سياقٍ آخر، استغرب عضو ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود، من دور التحالف الدولي في العراق، متسائلاً هل أنّ واجبهم مقاتلة «داعش» والعصابات التكفيرية أم استهداف القوات الأمنية والحشد الشعبي؟.

وفي حديث لـ»الاتجاه» قال الصيهود، إنّ الأسلحة والأعتدة التي تصل إلى «داعش» عن طريق الأميركيين دليل على وجود تعاون معهم.

وأوضح أنّ هذه التحركّات تُثبت وجود مشروع لتأمين الحماية لـ»داعش»، مبيّناً أنّ وجود القوات التركية داخل الأراضي العراقية هو جزء من هذا المشروع.

من جهةٍ أخرى، استبعد مدير الاستخبارات العسكرية الأميركية فنسنت ستيوارت، استعادة القيادة العراقية لمدينة الموصل معقل «داعش» هذا العام، معتبراً أنّ استعادة الموصل معقّدة.

وجاءت تصريحات اللفتنانت جنرال فنسنت ستيوارت، أكثر تشاؤماً من توقّعات مسؤولين أميركيين وعراقيين في الآونة الأخيرة بشأن الحملة ضدّ التنظيم، وأعرب ستيورات أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ عن تشاؤمه بخصوص هذه المسألة، وقال «لست متفائلاً بأنّنا سنقدر على تنفيذ ذلك في الأجل القريب، حسب رأيي ليس هذا العام بالتأكيد».

وأردف بالقول: ربما يمكننا بدء الحملة والقيام ببعض العمليات حول الموصل، لكن تأمينها أو السيطرة عليها عملية موسّعة، وهي شيء لا أتوقعه في العام المقبل أو نحو ذلك.

وأشار مسؤولون عراقيون كبار في الآونة الأخيرة إلى أنّ تحرير الموصل التي سقطت في قبضة عناصر «داعش» في 2014 سيكون هذا العام.

وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قد وعد في أواخر كانون الثاني باستعادة الموصل بعد مدينة الرمادي بحلول نهاية هذا العام.

ميدانياً، «معركة نموذجية احترافية بالغة الدقة» بهذه الكلمات وصفت وزارة الدفاع العراقية معركة تحرير الرمادي، التي قالت إنّها «استُكملت بعد تحرير محاور المدينة وفتح طريق الرمادي بغداد من منطقة خالدية الرمادي للمرة الأولى منذ عدّة اشهر.. في حوار ارتي اسأل أكثر لهذه الليلة سنناقش أهمية وديمومة هذا التقدم، سنبحث العوامل التي ساهمت في تحقيقه، وهل يمهّد هذا التطور بالفعل كما أعلنت القوات العراقية لتحرير الموصل معقل تنظيم «داعش»، أم أنّ للواقع والميدان قول آخر؟».

وأمس، أعلنت القيادة العسكرية العراقية تحرير المناطق الواقعة شرق الرمادي، وإعادة فتح الطريق العام الذي يربط كبرى مدن محافظة الأنبار بالعاصمة بغداد. كما سيطرت القوات العراقية على منطقة جويبة شرق مدينة الرمادي بعد معارك عنيفة مع مسلّحي جماعة «داعش» الإرهابية.

أحكمت القوات الأمنية المشتركة سيطرتها على منطقة جويبة شرق مدينة الرمادي غربي البلاد، بعد معارك عنيفة عالجت القوات بعدها المنازل المفخّخة ورفع العبوات الناسفة التي خلّفها مسلحو «داعش» الإرهابي، فضلاً عن إنقاذ 2500 من أهالي المدينة كان «داعش» يستخدمهم دروع بشرية.

وقال العميد حيدر التميمي، قائد قوات الاقتحام لمراسل قناة العالم: إن «القطاعات العراقية تتمركز في منطقة جويبة القريبة، ونشرف حالياً على منطقة الحصيبة الشرقية القريبة»، موضحاً أنّه «خلال عملية التقدّم تمّ إخلاء أكثر من 2500 عائلة إلى مناطق آمنة باتجاه المنطقة السياحية».

فيما قال جندي آخر: «خلال تمشيط منطقة الجويبة بعد تحريرها من الإرهابيين، تمّ اكتشاف معمل تفخيخ لجماعة «داعش» الإرهابية يحوي على مادة «تي إن تي» الشديدة الانفجار بعد خلطها مع مادة «السي فور» لصنع العبوات الناسفة».

المواطنون من جانبهم عبّروا عن سعادتهم بتخليصهم من بطش الجماعات المسلحة التي عاملتهم بقسوة، وحرمتهم من أبسط مقوّمات الحياة.

وقالت إحدى الناجيات لمراسلنا، إنّها كانت تحتمي بالقبور، وروت المعاناة التي كانت تعانيها جرّاء العصابات الإرهابية التي تحرمهم من رغيف العيش، واصفةً العوائل المحرّرة بالسعداء، مشيرةً إلى أنّ عدد الأهالي الذين تمّ إجلاؤهم أكثر من ثلاثة آلاف.

فيما قالت مواطنة ناجية أخرى، إنّ الأهالي كانوا مسجونين في بيوتهم، ويدعون ليلاً ونهاراً للخلاص من هؤلاء المسلحين، وعانوا من الجوع والقهر.

وتستمر القوات الأمنية المشتركة بتقدّمها إلى مناطق جزيرة الخالدية وحصيبة الشرقية لتتمكّن من وضع خط التماس مع القوات الأخرى المتمركزة في محيط الفلوجة. هذه المدينة تشهد استعدادات كبيرة لتحريرها من «داعش» خلال المرحلة المقبلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى