واشنطن تنوي صرف نحو مليار دولار لـ«ردع» روسيا
أكّد جيمس كلابر، مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية «DNI»، أنّ الغارات الجوية الروسية في سورية تُثبت مدى تنامي القدرات العسكرية الروسية، مشيراً أنّ «التدخّل العسكري الروسي في سورية يُعد الحالة الأولى لإبراز القوة العسكرية الاستطلاعية الكبيرة خارج حدود الاتحاد السوفياتي السابق منذ عدّة عقود».
وأضاف كلابر، أنّ هذا التدخُّل دليل على التحسّن الكبير والمستمر للقدرات العسكرية الروسية، وثقة الكرملين في استخدامها كأداة لتعزيز أهداف سياستها الخارجية. وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية، لكن موسكو لا تزال ملتزمة بتطوير قواتها المسلحة.
المسؤول الأميركي أضاف، أنّ «روسيا مستمرة بدفع حرب المعلومات إلى مستوى جديد، وهو تأجيج المشاعر المعادية للولايات المتحدة والمعادية للغرب في روسيا وحول العالم. وتابع، أنّ «موسكو ستواصل الدفاع عن دورها كقوة عالمية مسؤولة لا غنى عنها».
هذا، و لم يستبعد مدير الاستخبارات المركزية الأميركية تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو إلى المستوى الذي كانت عليه أيام الحرب الباردة، وقال: «ربما نسير باتّجاه حال مماثلة للحرب الباردة».
وجاء في التقرير السنوي لمدير الاستخبارات الوطنية الأميركية حول الأخطار التي تهدّد الولايات المتحدة، أنّه «في العام 2016، رغم الصعوبات الاقتصادية، تنوي روسيا متابعة سياستها الخارجية العدوانية».. وأيضاً «استعداد روسيا لاستخدام القوات والتشكيلات العسكرية في الخفاء على أراضي الدول المجاورة مازال يُثير القلق لدى جيرانها بما في ذلك أعضاء في الناتو».
في غضون ذلك، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إنّ بلاده تنوي تخصيص مبلغ 953 مليون دولار من خزينة الدولة لوزارة الخارجية في 2017 لـ «ردع» روسيا، مشيراً أنّ هذه الأموال مخصّصة قبل كل شيء لكل من أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا.
لكنّه ذكر أنّ هذه الأموال، أيضاً مخصّصة في نفس الوقت لدول في آسيا الوسطى، مؤكّداً أنّ هذا النوع من التمويل يهدف بشكل خاص لتعزيز قدرات هذه الدول.
من جانب آخر، عدّد نائب وزير الدفاع الأميركي روبرت وورك خمسة تحدّيات استراتيجية رئيسية لبلاده أثّرت على تشكيل مشروع ميزانية وزارة الدفاع للعام القادم.
وبيّن وورك أنّ وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، طلب خلال إعداد الوثيقة الارتكاز على التحدّيات التي تواجه الولايات المتحدة في المستقبل القريب، أي في غضون 25 عاماً.
وعدّد المسؤول الأميركي التحدّيات التي يأتي في مقدّمتها روسيا، ومن ثم الصين، «التحديات الخمس الأكثر جدّية كانت أساساً لإعداد الميزانية. التحدّيان الأولان يعكسان وجهة نظرنا في مسألة الأمن. وهذا يُعيدنا إلى حقبة المنافسة بين الدول العظمى. اليوم اصطدمنا بنهوض روسيا من جديد ورغبتها في العودة، بالإضافة إلى نمو الصين.. الدولتان تُعتبران قوتين نوويّتين»، مضيفاً أنّ التحدّيات الأخرى هي الخطر الذي يأتي من كوريا الشمالية والاتفاق النووي مع إيران ومحاربة الإرهاب.