الاعتصامات المتضامنة مع الأسير القيق مستمرّة في بيروت والمناطق
من الجنوب إلى الشمال، مروراً ببيروت، ما زال محمد القيق اسماً محورياً في اعتصاماتٍ من ووقفات تضامنية. فهو الصحافي الأسير لدى قوى الاحتلال الصهيوني، والمضرب عن الطعام منذ عشرات الأيام.
فصائل فلسطينية عدّة، وأحزاب وحركات ومنظّمات لبنانية، تتنادى يومياً للتضامن مع الأسير محمد القيق، ومع فلسطين أمّ القضايا.
«المرابطون» و«الجبهة الشعبية»
نظّمت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و«حركة الناصريين المستقلّين ـ المرابطون»، وقفة تضامنية مع الأسير الصحافي محمد القيق والأسير بلال كايد، أمام مبنى «إسكوا» في بيروت، تخللها إضاءة شموع للانتفاضة في فلسطين، وذلك بحضور النائب قاسم هاشم وشخصيات وأحزاب وقوى لبنانية وفلسطينية.
بدايةً، تحدّث أمين الهيئة القيادية في «المرابطون» العميد مصطفى حمدان الذي أكد أن بيروت سيدة العواصم العربية، هي بيروت المقاومة التي كانت وستبقى دائماً مع أهلنا في فلسطين. داعياً أهلنا اللبنانيين عموماً وأهلنا في «تيار المستقبل» خصوصاً إلى التضامن مع فلسطين التي تجمعنا وتحرّرنا من مذهبيتنا وطائفيتنا.
ودعا حمدان إلى نصرة فلسطين، فهناك أرض التحرير والجهاد. مضيفاً أنّ شعب الجبارين الذي نعتمد ونراهن عليه يقدّم الشهيد تلوَ الشهيد منذ عشرات السنوات، فيستشهد الفتى الفارس الفلسطيني على أرض فلسطين لتلد أرحام أمهات فلسطين بين أشجار الزيتون آلاف الشهداء.
وختم حمدان بتوجيه التحية إلى الشاب الفلسطيني الذي مثل أمام الحاكم اليهودي والذي يختصر الواقع النضالي اليومي لأهلنا الفلسطينيين، «هذا الشاب الفلسطيني الذي طعن الجندي الإسرائيلي، حين سأله القاضي اليهودي لماذا طعنت الجندي بالسكين، كان جوابه لأن ظروفي صعبة ولا أملك ثمن مسدس أقاوم به».
بدوره، لفت أمين سرّ تحالف القوى الفلسطينية أبو عماد رامز إلى أنّ دخول الانتفاضة شهرها الخامس دلالة على خيار الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى النصر، فالصراع بيننا وبين هذا العدو هو صراع على الوجود إما نحن وإما هو، فهذا الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة المقاومة والانتفاضة، لغة الحجر والسكين ولغة السيارات التي تدهس المستوطنين.
وأشار النائب قاسم هاشم إلى أنّ هذه الأمة لن تحيا إلا بعودتها إلى البوصلة الحقيقية، لكن التضامن وحده والخطابات والبيانات لا تكفي لتثبيت هوية انتمائنا إلى فلسطين، لأن طريق العروبة يمر من القدس ويستوجب دعم الشعب الفلسطيني من محمد القيق إلى كل حرّ في قافلة الأسرى.
وأضاف: كما استطاعت الأمة أن تحرّر كل شبر من أرضها بفضل قبضات المقاومين، فإن المقاومة في فلسطين ستنتصر بفضل دماء المناضلين وبصبر الفلسطينيين.
وأكد المنسق العام لـ«تجمّع اللجان والروابط الشعبية» معن بشور أن فلسطين تلخّص مِحنة الأمة، فالمشروع الصهيوني الذي بدأ عدوانه على فلسطين ثم انتشر في كلّ أرض عربية، يحاول اليوم تقسيم الدول العربية.
ودعا إلى مواصلة النضال والاستمرار في الكفاح، لأن كلمة فلسطين هي مفتاح نصر هذه الأمة.
كلمة «تجمّع العلماء المسلمين» ألقاها الشيخ ابراهيم بريدي الذي أشار إلى أنه إذا كنّا نتضامن مع الأسير القيق، فالأمة كلّها أسيرة لولا هذا النفح الطيب من النهج المقاوم الذين ينادون بالحق، والحق لا يموت إذا كان هناك من يطالب به.
كلمة «المؤتمر الشعبي اللبناني» ألقاها عضو قيادة المؤتمر كمال حديد الذي أمل أن تصبح فلسطين القبلة العربية وقبلة الاستعداد والجهاد.
كلمة «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ألقاها مسؤول العلاقات السياسية في الجبهة أبو جابر، الذي دعا إلى تصويب البوصلة نحو العدوّ الأساسي ووجوب توحيد الطوائف والمذاهب لقتال العدو اليهودي. متوجّهاً إلى القيادة الفلسطينية والمتحاورين بالقول غلّبوا مصلحة الشعب الفلسطيني على مصلحتكم الشخصية، وغلّبوا الوحدة الوطنية على الانقسام. لأننا بالوحدة الوطنية ننتصر وتنتصر قضية الشهداء وقضية أحمد سعدات ومروان البرغوثي.
«فتح»
أقامت حركة «فتح» في منطقة الشمال، اعتصاماً أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة طرابلس، دعماً للأسير الصحافي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ عشرات الأيام، وتضامناً مع الأسرى في «إسرائيل» ووقوفاً إلى جانب أبطال انتفاضة القدس في تصدّيهم لقوات الاحتلال الصهيوني.
تقدّم الحضور ممثلو الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية والقوى والأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية ومؤسسات وفاعليات من منطقة الشمال.
بدايةً، كانت كلمة لنقيب المحامين في الشمال فهد المقدم، قال فيها: من طرابلس العروبة نتوجه لكم بكل الدعم والتأييد لقضيتكم، قضيتنا المحقة والعادلة. فطرابلس كانت وستبقى الداعم الأول والدائم لقضايا العالم العربي وفي مقدّمها القضية المركزية فلسطين.
وأضاف: واجبنا أن نكون حيث يرتفع صوت من أجلك يا فلسطين، ومن استطاع مدّ يد المساعدة إليك واستنكف فليحرم من شرف النطق بِاسمك. متطرّقاً إلى اعتقال الأسير الصحافي محمد القيق، مؤكّداً أن قيوده سوف تنكسر بفعل إرادته وتحدّيه السجّان الصهيوني وسيكلل جبينك بالغار يوم تعود إلينا عالي الجبين، واعلم أنك في سجنك تقوي ضعفنا وتعلّقنا بتحرير كامل الأرض المحتلة. إنك تستنهضنا من وراء القضبان، والآذان العربية صماء والإرادات الخيّرة تجاه القضية الفلسطينية تتهاوى في انحدار سريع، ونقابة المحامين في فلسطين البارحة قد تضامنت مع قضيتك ونقابتنا نقابة طرابلس، نقابة العروبة تتضامن مع قضايا أمّتها وخصوصاً مع قضية فلسطين وتدعو المجتمع الدولي إلى التحرّك وإنهاء معاناة المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.
وتحدث القيادي في «حركة الجهاد الإسلامي» أبو اللواء موعد، لفت فيها إلى أنّ آلاف الأسرى منهم مئات المرضى وما يزيد عن خمسمئة طفل وقاصر تنتزع منهم حرّيتهم واعترافات مروّعة تحت التعذيب، ويُرغَمون على التوقيع عليها، في مشهد يتنافى مع الأعراف والقوانين والشرائع ولا يمت للإنسانية بِصلة. داعياً مؤسسات المجتمع الدولي إلى التحرك سريعاً لإنقاذ هؤلاء. مطالباً المجتمع الدولي والإسلامي بعدم التعامي عمّا يحصل في فلسطين وبموقف داعم لأهلها.
وألقى جميل صافية كلمة «الحزب الشيوعي اللبناني»، حيّا فيها الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.
وألقى كلمة «حركة فتح» أمين سرّها في منطقة الشمال أبو جهاد فياض، فقال: نلتقي لنتضامن مع أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني وفي مقدّمهم الأسير الصحافي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ عشرات الأيام متحدّياً الجلادين الصهاينة، مدافعاً عن حقه بالحرّية، رافضاً مبدأ الاعتقال الإداري المخالف لكلّ القوانين الدولية. داعياً العالم العربي وكلّ الدول التي تدّعي الدفاع عن الحرّيات وحقوق الإنسان والمؤسسات الدولية إلى أن يقفوا إلى جانب قضية الأسرى والعمل على إطلاق سراحهم وإنقاذ حياة الأسير محمد القيق. معتبراً أنّ انتفاضة القدس تعبير حقيقي عن رفض جرائم الاحتلال الصهيوني ضدّ أبناء شعبنا الفلسطيني.
كما طالب فياض القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبو مازن بالضغط على الدول المانحة من أجل توفير الأموال لـ«أونروا» لتقديم خدماتها، لأن القيادة السياسية في لبنان قرّرت مواجهة سياسة «أونروا» حتى تتراجع عن قراراتها الجائرة بحق أبناء شعبنا البطل.
وفي ختام الاعتصام، سلّم فياض مذكّرة إلى مندوب الصليب الأحمر الدولي ليحملها لرئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماور.