تلفزيون لبنان
أمراض السياسة والرئاسة ومالية الدولة غطى عليها مرض h1n1 ووزير الصحة أكد اربع حالات وشكوك في حالتين. وكأنّ اللبنانيين ينقصهم البلاء الجديد والمهم حصر الداء وتأمين الدواء.
لنا عودة الى هذا الشأن بعد الاشارة إلى انّ مجلس الوزراء سيستأنف غدا اليوم مناقشة مالية الدولة وسط المخاوف من عدم التوازن بين الانفاق والايراد.
وقد أقرّ مجلس الوزراء تثبيت متطوّعي الدفاع المدني وفق مباراة محصورة كما أقرّ اعتماداً لشراء ذخائر للجيش.
وفي لقاء الاربعاء النيابي تشدّد من الرئيس بري على الانتخابات البلدية وعلى البتّ بالمراسيم التطبيقية لقانون النفط.
وغداً اليوم يجري نائب وزير الدفاع الفرنسي محادثات في بيروت حول التعاون العسكري ومراحل الهبة السعودية للجيش اللبناني.
وفي باريس استقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ليشغل منصب رئيس المجلس الدستوري. وقد اتهم فابيوس روسيا بتسعير المعارك في سورية في ظلّ صمت اميركي.
واعلنت المعارضة السورية عن عدم اشتراكها في محادثات جنيف المقبلة إلا إذا توقفت الغارات الروسية وفك الحصار عن البلدات والمدن.
وبينما تسعى قوات النظام بمواكبة الغارات الروسية الى حصار حلب يدرس الحلف الاطلسي في بروكسل امكان فرض قرار لوقف اطلاق النار في سوريا ويواكبه في ذلك مجلس الأمن.
«أن بي أن»
العنوان اللبناني مالي، والمسار يبدأ بإقرار الموازنة العامة لضبط عملية الإنفاق ورسم الإطار المالي للدولة، وزارة المالية لا تتحمّل المسؤولية، فالوزير علي حسن خليل ادّى كل واجباته قبل انتهاء المهلة الدستورية، وقدّم مشروع الموازنة منذ آب 2015، وفي هذا المشروع ما يسمح للحكومة بالإصدار وفقاً لمرسوم في حال عدم انعقاد مجلس النواب، وايّ تأخير في الصرف المالي يتحمّل مسؤوليته من قاطع وعطل وفرض إدخال البلد في حساباته السياسية.
العرض المالي يضع الاصبع على الجرح اللبناني، فلتتواضع القوى السياسية الممثلة في الحكومة ولتنزل من سقف المزايدات الى أرض الواقع الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي، لبنان يطالب اليوم برجال سياسة حقيقيين لا مزايدين شعبويين.
في مجلس الوزراء انصف رجال الدفاع المدني، فرحب المتطوعون بالقرارت الحكومية، فمتى ينصف اللبنانيون بحل ازمة النفايات من دون اعباء اضافية لا في الضرائب على بنزين ولا على اي سلعة ضرورية؟
الرئيس نبيه بري كان يطلق الدعوة مجددا بان يكون موضوع اصدار المراسيم التطبيقية المتعلقة بالنفط على رأس جدول اعمال الحكومة، لان هذا الملف لا يتحمل المزيد من التأجيل والمماطلة.
في السياسة لا جديد يذكر سوى محاولة يقوم بها النائب اميل رحمة على خط الرابية بنشعي لضمّ التيارين مجدداً الى تضامن سياسي ونيابي يقرّب المسافات املاً باتفاق حول رئاسة الجمهورية.
سورياً… صوت الاعتراض التركي على التقدّم الميداني السوري في ريف حلب لم يسمعه الحلف الروسي الايراني السوري، وبعد سيف النصر السوري المقدّم من البحرين الى الرئيس فلاديمير بوتين يأتي الإعلان عن زيارة الملك السعودية سلمان بن عبد العزيز الى موسكو في منتصف الشهر المقبل، فماذا يطبخ في السياسة بعد تطورات الميدان؟
«ام تي في»
امتصّ مجلس الوزراء غضب الشارع بإقراره آلية تمهّد لتثبيت اجراء ومتعاقدي الدفاع المدني، وامتصّ غضب ناشطي المجتمع المدني بتجنّبه اقرار ايّ زيادة على صفيحة البنزين، وتفادى قنبلة هيئة التنسيق النقابية التي توعّدت بالاضراب، لكن المفارقة ان لا تمويل للإنفاق المستجد، ذاك انّ واقع الخزينة يحتم زيادة في الضرائب لتأمين التغطية.
صحياً طمأن الوزير وائل ابو فاعور المواطنين ان لا انتشار وبائياً لانفلونزا الخنازير، لكنه نصحهم بالابتعاد عن التبويس عشية عيد العشاق.
والأهمّ ان لا ينسحب تكتيك التخدير على الخمسين مليار ليرة التي أقرّها المجلس للجيش لشراء ذخيرة، الصورة على المقلب الرئاسي قاتمة أكثر بعد تطيير جلسة الثامن من شباط، والحركة تتركز الآن على إمكان جمع كلّ فريق شتاته تحت نار التصلب المتبادل.
كلّ هذا ترف والشمال السوري يتعرّض لحرب ابادة وترانسبير حقيقية تقودها روسيا وسط تصاعد التوتر بين الرياض وموسكو اعلن الكرملين عن زيارة للعاهل السعودي الى روسيا منتصف آذار.
«الجديد»
لم يكن على طاولة مجلس الوزراء أيّ زيادة في سعر البنزين ولا أيّ من المحروقات القابلة للاشتعال… لكن مادة سياسة واحدة كانت كفيلة بأن تشعل الحرب بين وزيري التربية والمال… وخرج الوزيران من الجلسة ليحتكما إلى «تويتر». الخلفية المعلنة تربوية… لكن الوزير الياس بو صعب قال لـ«الجديد» إنّ الوزير علي حسن خليل أراد تصفية حسابات سياسية في الملف الخطأ… متحدّثاً عن حقوق الأساتذة المتعاقدين وصرف رواتبهم المجمّدة منذ ستة أشهر، واتهم وزير التربية وزارة المال بعرقلة هذه الحقوق… لكن الوزير علي حسن خليل ردّ عبر «الجديد» أيضا فسأل: من عطل مجلس الوزراء خمسة أشهر؟ موضحاً أنّ زميله رفع كتابه في أيلول عام 2015… لكن تياره اتخذ قرار الاعتكاف وتعطيل الجلسات، ومع انتهاء العام بدأنا سنة مالية جديدة، ما يستوجب إعادة كامل الإحالات من مجلس الوزراء، ردّت الإحالة في 5-1-2016 وأجبت عليها بعد يومين تماماً… لكن الوزير المرافق كان دائم السفر، واليوم جاء بو صعب بها من خارج جدول الأعمال، قدّمها عند العاشرة ويريد إقرارها في العاشرة والنصف.
الموقعة التربوية هذه… ليست سوى انعكاس للحالة السياسية وانبعاثاتها الممتدّة من الرابية إلى عين التينة… وعلم أنّ أجهزة الإطفاء قد بدأت بمدّ خراطيمها لتوقف السجال هنا ومساعي التواصل الأبعد مدى انطلقت على «بساط الرحمة» تيمناً ببساط ريح وليد جنبلاط… إذ جمع النائب إميل رحمة كلا من العميد شامل روكز والوزير السابق يوسف سعادة وطوني سليمان فرنجية في حضور اللواء عباس إبراهيم، وقال العميد روكز لـ«الجديد» إنّ اللقاء هو لتبيث علاقة طيبة هي في الأصل موجودة… وجلسة اليوم امس «قعدة بسيطة وعادية» ولا تحتمل أكثر، لكن صاحب المبادرة النائب رحمة أعلن لـ«الجديد» أيضاً أنه يتطلع إلى رفع آمالها وصولاً إلى مصالحة بين عون وفرنجية. واستنادا إلى الآمال بالمصالحة فإنّ مكوناتها لا تحتمل إلا خياراً واحداً وجرئياً يقدم عليه المرشح سليمان فرنجية بالانسحاب لمصلحة العماد ميشال عون… وعندما تتحد وتتكتل القوى المسيحية على مرشح واحد لن يكون أمام زعيم المستقبل أيّ ذريعة للرفض، فالإجماع المسيحي على مرشح واحد سوف يحرج الحريري! ويحدّد خيارات الكتائب وإنْ صوّتت بالورقة البيضاء… ويدفع وليد جنبلاط إلى الالتحاق بالوحدة، والتي من شأنها أن تدفع رئيس المجلس إلى الانصياع للرأي المسيحي الواحد.. فهذا خيارهم.
«المنار»
بعد احد عشر عاما اكتشف مجلس الوزراء اللبناني المشكلة: انْ لا موازنة… فعلى ايّ موازين يُدار البلد ويجري الإنفاق، ويوعد الناس بحلّ عشرات الملفات؟ كيف ستصدّر النفايات، ويثبّت متطوّعو الدفاع المدني، وتنْتخب مجالس البلديات.. وعلام أجمع اليوم امس مجلس الوزراء؟
يجمع الوزراء اليوم او يختلفون غدا، لكن اللبنانيين مجمعون على أنّ ما يجري هو أخطر محاولات التذاكي السياسي على واقع اجتماعي واقتصادي وبيئي وصحي اكثر من خطير.. فهل يعلمون انّ تضييق الوقت والخيارات، وتزاحم الملفات يدفع ثمنها المواطنون حتى قبل ان يتحدثوا عن فرض الضرائب بل الخوات!
هل يعلم المعنيون انّ الفاتورة الصحية وحدها التي يدفعها المواطنون من أموالهم وارواحهم باتت خيالية بسبب كلّ انواع الاوبئة، وليس آخرها النفايات، وان انكرتْ التصريحات؟ وهل يعلم المعنيون انّ اللعب بمصير الناس على شفا الجرف الهاري لا يتحكم بنتائجه دائما اللاعبون؟
في سورية فقد اللاعبون بأوراق التكفيريين جلّ نقاطهم، فانتقلت عدوى الاتهامات من الارهابيين المهزومين الى رعاتهم الاقليميين والدوليين، وفيما يجهد بعض العرب لعرض العضلات في الميدان تحت مظلة الاميركي، لفت اليوم امس سؤال تركي أطلقه رجب الطيب اردوغان على وقع تقدّم الاكراد في منغ: هل الاميركيون معنا ام مع الاكراد؟
«او تي في»
بعد أشهر على حملات سجالية عنيفة، تحت عنوان رفض التعطيل الحكومي وضرورة تفعيل المؤسسات، تمخّض مجلس الوزراء اليوم عن مرسوم أوّلي لتخدير متعاقدي الدفاع المدني، وعن بحث عمومي في الأزمات المالية المتراكمة… فيما مزاريب هدر المال العام مفتوحة، من الجمارك إلى مرفأ بيروت، ومن المطار إلى وسط العاصمة، ومن القيمة المضافة إلى كلّ القيم الناقصة في شتى المجالات… وبعد نحو عشرين شهراً على شغور رئاسة الجمهورية، وقيام جوقة ندب كاملة على نغمة أنّ ميشال عون هو سبب التعطيل، وأنّ المطلوب هو اتفاق المسيحيين… فجأة عندما اتفق هؤلاء، صار الكلام الوزاري سهلاً مستسهلاً، عن أنّ الفراغ طويل، لأنّ القرار الإقليمي بترئيس منصب ما على جمهوريتنا، لم ينضج بعد… وبعد سنوات على الصراخ تحذيراً من كارثة النزوح السوري… الكارثة إنسانياً أولاً على مليون إنسان، ووطنياً ثانياً على كلّ لبنان… ذهب أردوغان إلى لندن ولطش ثلاثة مليارات دولار باسم بؤساء سورية… فيما ذهب لبنان إلى لندن نفسها، وعاد بخفي حنين وبكلام لا يغني ولا يسمن… كلّ هذا، لأنّ لدينا طبقة من السياسيين، يصحّ فيهم قول الكاتب محمد الماغوط، من أنهم لا يفرّقون بين الخيار الاستراتيجي والخيار بلبن، فتصير السلطة معهم وبالنسبة إليهم، مجرد سلطة… ربما لذلك، صار العالم يسخر منا… وآخر سخريته برنامج تلفزيوني أوسترالي، يصوّرنا مختلفين، أو حتى متخلفين…
«ال بي سي»
لبنان بلد العجائب ففي بلد يسير من دون موازنة للدولة منذ عام 2005 تجتمع الحكومة وتخصص نقاشاتها لدراسة ماليتها.
في جلسة اليوم امس نجا اللبنانيون من فرض ضريبة على صفيحة البنزين، لكن الجلسة نفسها أقرّت نفقات قيل إنها بحاجة الى اعتمادات ليتبيّن ان اعتماداتها مؤمّنة، وكأنّ الدولة فاقدة للرؤية، فيما المطلوب إنقاذ الوضع المالي من خلال وضع موازنة مغيّبة، موازنة لو بحثت في مجلس نواب أقفل الباب على نفسه وفي حكومة حساب خزينتها في مصرف لبنان قيمته ثلاثة آلاف مليار، لكان اللبنانيون اتفقوا على عدم السير بأنفسهم على حافة الهاوية المالية، ولما كان هناك كلام عن فاتورة هدر وفساد بنسبة اثني 32 ، ايّ ما يعادل خمسة مليارات دولار.