«داعش ليبيا»… قنبلة على ضفة أوروبا
يبدو أن خشية الأوروبيين من تهديد «داعش ليبيا» بات ملفاً ملحاً ينتظر حسماً سريعاً، في ظل بدء التنظيم بتوسيع شبكة مقاتليه وجذب العديد من المتطرفين الأجانب إلى معقله شمال أفريقيا.
هذه المخاوف المتجددة بدأت مع سعي التنظيم إلى إنشاء مركز جديد له في مدينة سرت الليبية خصوصاً بعد الضربات المتتالية التي تشنها دول التحالف بقيادة الولايات ضد التنظيم في سورية والعراق.
وهذا الفرع الناشئ في ليبيا يبدو أنه يجهد لضم مقاتلين أجانب إلى صفوفه، حيث ذكرت مجلة «كناك» البلجيكية أول من أمس أن الشرطة البلجيكية اعتقلت الثلاثاء رجلاً بلجيكياً من أصول مغربية كان في طريقه إلى ليبيا، وهو ما أكده لاحقاً مدعي النيابة العام البلجيكي لوسائل الإعلام المحلية.
وقال مدير وحدة الأمن القومي البلجيكية باول فان تيخيلت للمجلة: «حتى اللحظة ليست لدينا معلومات كافية عن مواطنين بلجيكيين آخرين غادروا مؤخراً متجهين إلى ليبيا، لكننا ندرك إمكانية مغادرتهم إلى السودان ومن هناك يستطيعون الدخول إلى ليبيا بسهولة».
ونقلت الصحيفة عن إحدى أهم المؤسسات الاستشارية في مجال الإرهاب «غلوبال»، تحذيراتها من التهديد المتصاعد في ليبيا من قبل داعش، والذي بدأ بحسب قولها يؤسس لدولة قوية، مشيرة إلى أن هناك ما يتراوح بين 3 إلى 5 آلاف مقاتل من داعش يتمركزون الآن في سرت الليبية.
وأفاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة غلوبال ستار أوليفييه غيتا، بامتلاك المؤسسة لدلائل قوية تشير إلى أن قادة كباراً في داعش وصلوا مؤخراً إلى سرت الليبية، وهو ما يزيد مخاوف أوروبا، حيث لا تبعد ليبيا عن إيطاليا إلا بضعة مئات من الكيلومترات، وهو ما يجعل منها موقعاً استراتيجياً كبيراً لشن هجمات من قبل داعش في أوروبا وبلدان شمال أفريقيا.
ويرى المسؤول أن داعش في ليبيا سيكون أكثر استقطاباً للمتطرفين الأوروبيين من سورية أو العراق، مرجعاً ذلك إلى أن أغلب هؤلاء المتطرفين تعود أصولهم إلى بلدان المغرب العربي، فهم في النهاية أبناء بلاد وثقافة واحدة، بحسب تعبيره.
وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم داعش نجح في الاستحواذ على سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، واستغل فرار سكانها من «ثوار 17 فبراير» الذين تركوا مدينتهم بعد المعارك العنيفة التي انتهت بمقتل القذافي في الـ20 من تشرين الأول 2011.
لكن الغرب متفق على خطر «داعش» على الشرق الأوسط وعلى أوروبا، وعلى حتمية التحرك قريباً لاستئصاله من ليبيا قبل أن يستفحل خطره في العالم وأوروبا بصفة خاصة.
ومن هذا المنطلق، اجتمع ممثلون عن ثلاث وعشرين دولة من التحالف الدولي في العاصمة الإيطالية روما في الـ2 من شباط، لمراجعة خطط مواجهة تنظيم داعش في سورية والعراق وبحث سبل وقف تمدده إلى مناطق جديدة في ليبيا حيث يتخوف المسؤولون الغربيون من استيلاء التنظيم على الموارد النفطية للبلاد ويبسط بذلك «خلافته المزعومة»، ما يسهل جذب الطامعين من صائدي الثروات على حساب أرواح آلاف المدنيين المنهكين من حرب عمرها ناهز الخمس سنوات.