صحافة عبريّة
كشفت «القناة العبرية العاشرة» عن نيّة الجيش «الإسرائيلي» البدء في بناء سياج فاصل جديد حول مستوطنات غلاف غزة، وذلك بعد ثلاثة أشهر من الآن، وسيكون جاهزاً خلال سنتين.
وقالت القناة إن القرار اتُّخِذ في أعقاب ضغط سكان مستوطنات الغلاف مؤخراً، وعلى ضوء المخاوف من استخدام «حماس» أنفاقها العابرة للحدود، كما صرح اسماعيل هنية، في مهاجمة المستوطنات القريبة.
وأشارت إلى أنه بدايةً، سيجري تشييد 20 كيلومتراً من السياج حول المستوطنات القريبة من السياج، في حين سيجري العمل بعد سنة على تشييد باقي السياج حول المستوطنات الأبعد.
ومع ذلك، هنالك مخاوف من تأخر تنفيذ المشروع وذلك بالنظر إلى كونه ذا طبيعة سرية ما يحدّ من عدد العاملين فيه.
أهلاً بكم في الصومال.. نسخة غزّة
رأى محلّل الشؤون العربية في موقع «واللا» العبري، آفي إيسخاروف، أنّ اجتماع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس بعائلات الشهداء الفلسطينيين كانت في غير محلّها، لافتاً إلى أنّه ليس بهذه الطريقة يصنع السلام، وليس بهذه الطريقة يوجّهون رسالة ضدّ العنف والإرهاب. وأوضح: صحيح أنّ السلطة الفلسطينية تقوم بخطوات ضدّ الإرهاب وتمنع عمليات وتقوم باعتقال مشبوهين بنيّة تنفيذ هجمات. ومع ذلك، عندما تكون الرسالة التي تظهر في كل وسيلة إعلام فلسطينية سواء كانت رسمية أم لا، أنّ منفّذي الهجمات هم «أبطال»، في وقت يقوم عباس باحتضان عائلات «الشهداء»، فإنّ ذلك يفسّر في «إسرائيل» والأراضي الفلسطينية أيضاً، أن عباس، مثل أيام ياسر عرفات، يحاول بين حين وآخر الركوب على ظهر النمر بدلاً من التخلّص منه، على حدّ وصفه.
وفي موازاة ذلك، قال إنّه بشكل شبه يوميّ تقوم وسائل الإعلام التابعة لـ«حماس» بنشر توثيق لمعدّات هندسية «إسرائيلية» تقوم بعمليات حفر على الحدود في محاولة للكشف عن أنفاق، لافتاً إلى أنّه بعد أقل من سنتين من الحرب الأخيرة، لم تستعدّ «حماس» جميع قدراتها بعد، وبكلّ تأكيد في كل ما يتعلق بالمنظومة الصاروخية.
إضافة إلى ذلك، حاولت «حماس» أيضاً توجيه رسائل تهدئة واضحة لـ«إسرائيل». وقال أيضاً: في محادثة أجريتها مع مسؤول في «حماس»، سألته سؤالاً بسيطاً: هل تعتزم «حماس» الدخول في حرب مع «إسرائيل»؟ ردّه كان واضحاً: الحركة لا تعتزم الشروع بخطوة هجومية أو حرب. موقفنا واضح، لا نريد حرباً ولا نريد تصعيداً. لا نيّة لدينا في هذه المرحلة أو في المستقبل بالبدء بحرب، ومن وجهة نظرنا هذا الخيار ليس على الطاولة، كما قال المسؤول، الذي أضاف إنّ «حماس» وجهّت رسالة التهدئة هذه إلى «إسرائيل» عبر وسطاء أتراك وقطريين وكذلك لمبعوث الأمم المتحدة نيكولاي مالدينوف، الذي التقى قيادة «حماس» في القطاع. ولكنّ المسؤول حذّر من أنّ الوضع الإنساني في القطاع قد يأتي بنتائج صعبة. وقال المسؤول أيضاً: أحد الأسباب الرئيسة للحرب الأخيرة كان الوضع الاقتصادي في غزّة، و«إسرائيل» تدرك ذلك. الوضع صعب اليوم أيضاً، وربما أكثر. انظر لما يحدث مع البطالة والفقر. صحيح أنّ «إسرائيل» تحافظ على معبر البضائع مفتوحاً وتهتم باستمرار إعادة البناء، ولكن وتيرة إعادة البناء بطيئة جداً وتمارَس علينا ضغوط للقيام بالمزيد.
وتابع: هناك مطالبة من الناس في غزّة للعمل لإحداث تغيير في وضعهم. هنا أشخاص كثيرون من دون بيوت ولم يعودوا قادرين على احتمال الوضع. ومرّة أخرى، أشدّد على أننا لا نريد الحرب، ونُدرك أن معظم الناس يريدون فقط إعادة بناء غزّة وهذا ما نريده، مواصلة إعادة البناء، قال المسؤول للمُحلل «الإسرائيلي». وتابع إيسخاروف قائلاً إنّ الرأي السائد في «إسرائيل» أنّ «حماس» غير معنية بالتصعيد، ولكن يجب الأخذ بالاعتبار أنّه في الحرب الأخيرة أيضاً كان هناك في الذراع العسكرية من أراد توجيه ضربة استباقية من خلال الأنفاق والقيادة في الخارج برئاسة خالد مشعل منعتهم من ذلك.
ولفت إلى أنّ هذه المرة لا يبدو أنّ لمشعل وأصدقائه القدرة على وقف الذراع العسكرية بقيادة محمد ضيف ويحيى سنوار أيضاً، النجم الصاعد في سماء «حماس» في غزّة، وإذا قرّر هؤلاء العمل ضدّ «إسرائيل»، على عكس المصلحة السياسية للحركة أو رغبة الرأي العام في غزّة، فمرة أخرى قد تجد «إسرائيل» نفسها في معركة طويلة أمام «حماس» في غزة.
وقال: يمكن الاتفاق على أمر واحد مع المسؤول من «حماس»، الرأي العام في غزة، الذي منذ «الجرف الصامد» عارض بشدّة استئناف القتال مع «إسرائيل»، وبدأ يُسمع صوت يأس ومعاناة أدّى في الماضي إلى حروب مع «حماس». ونقل المُحلل «الإسرائيلي» عن مسؤول في «حماس» قوله أن لا قدرة لدى الغالبية العظمى على شراء منزل أو بناء منزل. لذلك يعيش الجميع اليوم عند الأهل. 90 في المئة يقيمون عند الوالدين.
وهناك اليوم مكاتب تقوم بتأجير صالات أفراح وتنظيم حفلات زواج وطعام للحفلات، بقروض خاصة، وعلى العريس إرجاع 100 إلى 150 دولار شهرياً. لذلك عدد حفلات الزواج قليل. كذلك نسبة الطلاق ارتفعت بسبب عدم قدرة الرجال على توفير لقمة العيش، على حدّ تعبيره. وتابع المسؤول قائلاً: الماء لا نشربه من الصنبور. في كل منزل هناك برميل كبير يملأون فيه 500 ليتر.
تصل شاحنات مع ناقلات كبيرة ومع موسيقى خاصة، وعندها أعرف أنّ الماء وصل. أسكن في طابق مرتفع. لذلك أقوم برمي حبل، يقوم البائع بربط الأنبوب وأقوم أنا بسحبه إلى الأعلى، وعندها يقوم بفتح التيار وهكذا يصل الماء إلى المنزل. لا ينبغي شرب الماء هنا ولكن الفقراء يفعلون ذلك، قال المسؤول. أمّا المُحلل فقال: أهلاً بكم في الصومال، نسخة غزّة، على حدّ وصفه.
الجيش «الإسرائيلي» يهدّد بمهاجمة أنفاق غزّة
كشف موقع «واللا» العبري النقاب عن أنّ ضباطاً كباراً في القيادة الجنوبية في الجيش «الإسرائيلي»، أعربوا خلال محادثات في القيادة الجنوبية في الأيام الماضية عن خشيتهم من الوضع الأمني على امتداد الحدود مع قطاع غزّة. وقال الضباط إنّ الوضع أصبح أكثر توتراً منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزّة.
وقال ضابط كبير: خلافاً للأيام التي سبقت الحرب على غزة عام 2014، فمن المحتمل أن يبادر الجيش بعملية عسكرية ضدّ الأنفاق قرب السياج الفاصل داخل أراضي القطاع.
وأضاف الضابط أنّ الوحدات المختلفة في الجيش «الإسرائيلي» يجب أن تكون مستعدّة لاحتمال أن يفقد المستوى السياسي في حكومة نتنياهو صبره أو يطلب من الجيش القيام بعملية عسكرية ضدّ أنفاق غزّة. وعلى الجيش «الإسرائيلي» أن يكون على أهبة الاستعداد لمهاجمة الأنفاق، ومن أجل ذلك تقوم وحدات الجيش بتدريبات تحاكي وصول عدد كبير من الجنود إلى نقاط التجمّع في كيبوتسات مغلّف غزّة، كما تم التدرّب على محاكاة إطلاق صواريخ نحو قواعد الجيش.