بو صعب: إذا أرادوا ضرب التربية بالإفادات «يفتشو عوزير غيري»

قد لا ينتهي العام الدراسي هذه السنة، إذا بقيت هيئة التنسيق النقابية على موقفها، ومضى الأساتذة في مقاطعتهم تصحيح الامتحانات الرسمية حتى تحقيق مطالبهم المحقّة، وعليه فإنّ العام الدراسي الجديد لن يبدأ من دون تصحيح ومن دون إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وعليه يتحمّل المعرقلون لملفّ السلسلة نتيجة ما ينجم عن ذلك من تأخير للطلاب، قد يصل إلى حدّ إضاعة عام دراسي كامل.

عبثاً، حاول البعض الصيد في الماء العكر، وإظهار الأساتذة بأنهم يعملون ضدّ مصلحة طلابهم، الذين اعتصموا أمس تضامناً مع أساتذتهم، مؤكدين رفضهم أن يقوم أحد بتصحيح الامتحانات غير الأساتذة، وعبثاً، راهن البعض على أنّ وزير التربية الياس بو صعب قد يتخلى عن الأساتذة، ويلجأ إلى إعطاء إفادات لكي يتمكن الطلاب من الالتحاق بجامعاتهم في لبنان والخارج، فنزل إلى ساحة الاعتصام أمس في وقفة تضامنية، وموقف وطني لافت، أكد خلاله على أحقية مطالب الأساتذة، مؤكداً أنه في حال لم يبدأ التصحيح خلال 4 أيام «سندخل في المحظور». كما أكد أنّ موضوع إعطاء الإفادات للطلاب أمر غير وارد، وقال: «إذا كانوا يريدون ضرب التربية بالإفادات فليفتشوا على وزير غيري».

ونفذ طلاب الشهادات الرسمية الثانوية والتكميلية اعتصاماً أمام وزارة التربية، بمشاركة لجان الأهل وأعضاء هيئة التنسيق النقابية، ثم انضم إليهم وزير التربية الياس بو صعب.

وألقت الطالبة أروى شميطلي كلمة الطلاب، وطالبت بـ «الإسراع في عملية التصحيح وإعلان النتائج ليتسنى للطلاب الالتحاق بالجامعات وخصوصاً في الخارج، مع ما يترتب على التأخير من تهديد لمستقبلهم، على أن تتم عملية التصحيح على أيدي المعلمين وليس سواهم مع ضرورة إقرار حقوقهم»، محذرة: «من نقل التصعيد إلى ساحة رياض الصلح».

بدوره القى سعيد اللحام كلمة لجان الأهل ودعا: «إلى وحدة الموقف للوصول إلى حلّ سريع لمسقبل الطلاب».

بوصعب

أما بو صعب، فأعرب في مستهل كلمته عن سعادته لوجود لجنة الأهل والطلاب وهيئة التنسيق جنباً إلى جنب، وقال: «كلهم يشكون من الوضع في البلد ومستقبل الطلاب، والمسؤولون عن هذا الوضع هم السياسيون». وأضاف: «من المؤسف أنّ القطاع التربوي أدخل في التجاذبات السياسية التي طاولت كلّ شيء».

واعتبر بو صعب أنّ «عدم إقرار السلسلة سيؤدي إلى عدم حلّ أي شيء، وهناك الكثير من السياسيين الذين يعملون للحل، لكن، في المقابل، هناك سياسيون يعرقلون الحلول». وقال: بعد 4 أيام سندخل في المحظور «إذا لم نبدأ بتصحيح المسابقات لأنّ الطلاب لن يكون في مقدورهم الالتحاق بالجامعات في الخارج، ولن نتمكن من بدء عام دراسي جديد.» وأضاف: «أعتذر من الطلاب عن عدم تمكني من الردّ على آلاف الرسائل التي تطالب بإعلان النتائج وعدم تضييع المستقبل، لكنّ القرار ليس بيدي والمعرقل صار معروفاً وهم «مش سائلين» عنكم، خصوصاً أنّ الأمل في التعليم يتعرض لضربة أيضاً». وتابع: «بعد 5 أيام سنصبح غير قادرين على اللحاق بمواعيد بدء الدراسة في جامعات الخارج وندخل المحظور، في لبنان، يمكن أن نمون على عدد من الجامعات في لبنان لكن في الخارج العالم لا ينتظرنا، أما بالنسبة للإفادات، فإذا كانوا يريدون ضرب التربية بالإفادات فليفتشوا عن وزير غيري».

غريب

بدوره، أعلن رئيس هيئة التسنيق النقابية حنا غريب أنّ «مشروع وضع الأهل والطلاب في مواجهة المعلمين سقط وشبع سقوطاً، وللهيئة مع لجان الأهل والطلاب كلمة واحدة ليقولوا للمسؤولين: أقروا الحقوق لأصحابها». ودعا غريب إلى «بتّ الحقوق وتحييد الملفات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية عن السياسة» مؤكداً «استقلالية هيئة التنسيق وقدرتها على التواصل مع آلاف الطلاب لينزلوا إلى الشارع»، محذّراً من الأيام الخمسة القادمة كمهلة ضرورية للبدء بالتصحيح».

موظفو الإدارة

وفي سياق متصل، نفذ موظفو الإدارة العامة اعتصاماً، صباح أمس، أمام مقرّ التنظيم المدني، بدعوة من هيئة التنسيق النقابية شارك فيه عضو الهيئة حنا غريب، رئيس رابطة موظفي الإدارة العامة محمود حيدر، نقيب المعلمين في القطاع الخاص نعمة محفوض وحشد واسع من المعلمين في القطاعين الرسمي والخاص والموظفين في الإدارات العامة.

وأكد حيدر «أنّ سلسلة الرتب والرواتب أصبحت عنواناً للاستقرار الاجتماعي في البلد وعنواناً لمحاربة الهدر والفساد في الإدارة وعنواناً لتغيير النظام الضرائبي الجائر في هذا البلد، وللحفاظ على مستوى الشهادة الرسمية وصارت عنواناً للاستقرار في البلد». وأضاف: «لذلك فإنّ سلسلة الرتب والرواتب وعبر هذه العناوين تحولت إلى قضية وطنية شاملة بامتياز ولأنها كذلك، واجب على الجميع ليس فقط على هيئة التنسيق النقابية أن تتحمل وزر هذه المعركة، ومطلوب من جميع المواطنين أن يكونوا إلى جانبنا لخوض هذه المعركة الهادفة إلى الحفاظ على دولة الرعاية الاجتماعية وإلى الحفاظ عن القطاع العام والإدارة العامة».

وعلى خط موازٍ، زار وفد من نقابة معلمي المدارس الخاصة برئاسة نعمة محفوظ وزير العمل سجعان قزي وبحث معه في ملفّ سلسلة الرتب والرواتب وبعض القضايا المتعلقة بالنقابة. وأشار الوزير قزي بعد اللقاء إلى أنّ المعلمين «يخوضون نضالاً وطنياً ونقابياً ومهنياً له طابع إنساني لأنهم يطالبون بحقوق ربما تشكل الحد الأدنى مما يجب أن يعطى لهم لو كانت الدولة في حال أفضل». وأضاف: «رغم ذلك لا بدّ من إقرار حقوق هيئة التنسيق التي يقف وراءها ألوف وألوف من أبناء مجتمعنا. ثم تحدث محفوظ واصفاً اللقاء بأنه من أنجح الاجتماعات التي عقدتها نقابة مع وزير عمل. وقال: «لقد طلب منا الوزير قزي التوافق على أي نظام داخلي للنقابة ليوقع عليه، أما بخصوص لجنة المؤشر التي تبحث في تصحيح الأجور وغلاء المعيشة فإنّ هيئة التنسيق النقابية ستبدأ بالمشاركة في هذه الاجتماعات في المستقبل، وبالنسبة إلى تمثيلنا في مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي فنحن من أكبر النقابات في لبنان وهي غير ممثلة في مجلس إدارة الضمان الصحي رغم أنّ مؤسسات لا تسدّد في شكل دوري ما عليها من أموال للضمان». وأضاف: «كما بحثنا في مسألة الضمان للأساتذة المتقاعدين بعد سن الـ 64، وقد أوضح معاليه أنّ لديه مشروع قانون ونحن كنقابة معلمين سنساعد الضمان بعد سن ال 64 لأنّ لدينا صندوق تعاضد».

وتابع محفوض: «أما بخصوص سلسلة الرتب والرواتب التي هي هم كل اللبنانيين هناك 100 ألف طالب ينتظرون الشهادة وهناك طلاب سيسافرون إلى الخارج وطلاب سيلتحقون بالجامعات في لبنان ولذلك فإنه من غبر المقبول أن يطول حلّ هذه الأزمة أكثر، فموقف حزب الكتائب معروف تاريخياً بدعمه الحركة النقابية والوزير قزي أعلن دعمه هيئة التنسيق النقابية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى