رويار: نأمل حصول اتفاق شامل يعلو فوق المصالح الشخصية

واصل الأمين العام للجنة الدفاع والبرلمان الفرنسي النائب غواندال رويار، جولته على القيادات اللبنانية، فزار أمس النائب ياسين جابر الذي استقبله في مكتبه بالمجلس النيابي بتكليف من رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

وبعد لقاء استمر مدة ساعة ونصف جرى خلاله عرض الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في لبنان، قال جابر: «ركزنا على أهمية لبنان ودوره اليوم في محاربة الإرهاب، وأهمية التسريع بدعم الجيش اللبناني، خصوصاً من موقعه في لجنة الدافع الفرنسية، وهو أبدى حرصه واهتمامه بالوضع اللبناني، وتمنينا عليه من موقعه في لجنة الدفاع الفرنسية أن تسرع عملية تسليم الأسلحة الموعود بها الجيش اللبناني من فرنسا».

أضاف: «طرح علينا مجموعة من الأسئلة حول موضوع انتخاب رئيس الجمهورية وما هي الأسباب التي تحول دون إتمام هذا الاستحقاق، ومدى ارتباطه بما يجري من تطورات في المنطقة، فشرحنا له الوضع الذي نعيشه».

وتابع: «أكدنا له أنّ لبنان اليوم بحاجة إلى دعم من كلّ الأصدقاء في العالم لكي يتمكن من مواجهة كل المشاكل، سواء أكان لمحاربة الإرهاب أو على صعيد التخفيف من عبء النزوح السوري الضاغط على الاقتصاد اللبناني على مختلف الصعد، والذي يتفاقم يوما بعد يوم نتيجة هذا النزوح وتأثيراته على الاقتصاد اللبناني، فضلاً عن الصعوبات التي يواجهها اللبنانيون في بلدان الاغتراب نتيجة تحويلاتهم وما يرافق هذه التحويلات، علماً بأنّ لبنان بحاجة إلى دعم حقيقي وفاعل من أصدقائه في العالم، فكيف بالأحرى من أبنائه المنتشرين في أصقاع العالم».

كما زار رويار رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في دارته في بنشعي.

وفي الصرح البطريركي في بكركي، اجتمع النائب الفرنسي إلى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي.

وأكد رويار «أننا على توافق تام مع صاحب الغبطة على حال الطوارئ المسيطرة على الوضع الراهن»، لافتاً إلى «أنّ الحرب في سورية لا يمكنها أن تستمر». وقال: «يمكنني الاستشهاد بما قاله غبطته حول هذا الأمر بضرورة رفع الأصوات للقول، هذا يكفي. لذلك يجب الإسراع في المفاوضات، وإيجاد حلول سياسية، فالوضع الإنساني إضافة إلى أهمية الحفاظ على الكيان اللبناني، يفرضان وقف الحرب في سورية. من السهل قول هذا الأمر ومن الصعب تنفيذه، ولكنّ الوقت قد حان».

وأضاف: «تطرقنا إلى المسألة الرئاسية في لبنان، وهي أيضاً تمثل حالة طوارئ، سواء بالنسبة إلى الوضع الإقليمي أو بالنسبة إلى الوضع اللبناني الداخلي. فلهذا البلد نقاط قوة استثنائية ولكنه ينغمس في الإهمال وفي الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية. نقول هذا يكفي، وعلى المسؤولين أن يعوا هذا الأمر، وأن يعملوا على حلّ هذه الأزمة وذلك عبر التوجه إلى البرلمان».

وتابع:» نحن نقدر الجهود والمبادرات التي يقوم بها وبشكل مستمر صاحب الغبطة لإيجاد حلّ للأزمة اللبنانية عبر انتخاب رئيس للبلاد. كما أننا ندعم المبادرات التي يقوم بها سيدنا مع المسؤولين المسيحيين وأيضاً مع المسؤولين السنة والشيعة في هذا البلد. ونتمنى حصول اتفاق شامل يعلو فوق كلّ المصالح الشخصية. وهنا يجب الابتعاد عن الحسابات الصغيرة والتعاون من أجل انتخاب رئيس لهذا البلد لكي تستعيد المؤسسات عملها الطبيعي».

وأكد «أنّ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يقدم كلّ الدعم والمساعدة، وفرنسا مستعدة دائماً لمد يد العون وهي إلى جانب الجميع في هذا الوضع الطارئ، ولكن على المسؤولين اللبنانيين على تنوعهم، تحمل مسؤولياتهم».

ولفت رويار إلى أنه بحث مع الراعي أيضاً، وضع المسيحيين في الشرق عموماً وفي لبنان خصوصاً. وقال: «نؤكد تضامننا مع البطريرك الراعي أنّ مستقبل مسيحيي لبنان هو في الشرق وفي لبنان وليس في أوروبا. مستقبل المسيحيين هو هنا في هذا الشرق، وعلينا الحفاظ على هذه الهوية الشرقية مع السنة والشيعة، وبالتأكيد أيضاً مع المسيحيين بتنوعهم وتنوع الكنائس الشرقية».

أضاف: «نحن متفقون، في هذا الإطار، أنّ فرنسا تساعد وعليها المساعدة لكي يبقى المسيحييون هنا، وبالتالي فإنّ فريقاً في البرلمان الفرنسي يتحرك هو أيضاً في هذا الاتجاه من خلال مجموعة النواب الذين يدعمون مسيحيي الشرق والأقليات في لبنان والشرق الأوسط. ونحن كدائرة نعمل على تقديم المساعدة للمسيحيين عبر استقطاب الدعم المادي والمعنوي لهم، وهذا التحرك يجب أن يكون جماعياً لكي لا يكون الأمر مجرد كلام وإنما فعلاً أيضاً».

وكان رويار بحث مع قائد الجيش العماد جان قهوجي الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وعلاقات التعاون بين جيشي البلدين، خصوصاً موضوع تسليح الجيش اللبناني في إطار الهبة السعودية، بالإضافة إلى مهمّة الوحدة الفرنسية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى