الأمم المتحدة: 3.5 ألف قتيل من المدنيين في أفغانستان سنة 2015
أودى الصراع المسلح بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بحياة ما لا يقل عن 3.5 ألف مدني سنة 2015، بحسب تقرير للأمم المتحدة نشر مؤخراً.
وذكر التقرير أن نحو 7.5 ألف مدني أصيبوا بجروح مختلفة، كما ارتفع عدد القتلى بين النساء والأطفال في السنة المنقضية، إذ أن 25 في المئة من الضحايا هم من الأطفال، ونسبة 10 في المئة من النساء. هذا وقد انخفض عدد القتلى مقارنة بسنة 2014 بنسبة 4 في المئة وارتفع عدد المصابين بنسبة 9 في المئة.
وقال رئيس بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان نيكولاس هايسوم في بيان أمس «الضرر الذي لحق بالمدنيين غير مقبول تماماً».
وكتب محققون إن الكثير من المدنيين يجدون أنفسهم محاصرين وسط تبادل إطلاق نار مع تصاعد القتال بين قوات الحكومة المدعومة من الغرب وجماعات المقاتلين.
وأوضح التقرير أن الاشتباكات البرية هي السبب الرئيس لسقوط ضحايا من المدنيين إذ سجلت هذه الاشتباكات 37 في المئة، تليها انفجارات القنابل المزروعة على الطرق والتي سجلت 21 في المئة، ثم الهجمات الانتحارية وسجلت 17 في المئة.
وقفز عدد الضحايا الذين سقطوا بسبب قوات الأمن الحكومية إلى 28 في المئة من المجموع العام للضحايا، مقارنة بـ 15 في المئة عام 2014.
وترجع الزيادة بنسبة تسعة في المئة في عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا ضحايا للقوات العسكرية الدولية بشكل كبير إلى الضربات الجوية الأميركية في تشرين الأول على مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود والتي أسفرت عن مقتل 42 شخصاً بين عاملين ومرضى وأفراد عائلات المرضى كما أصابت آخرين.
وكما كانت الحال في السنوات الماضية ألقي باللوم على الجماعات المسلحة مثل حركة «طالبان» في غالبية عدد القتلى والمصابين المدنيين بنسبة 62 في المئة. واتهم المحققون المسلحين باستخدام أساليب ألحقت أضراراً بالمدنيين سواء «بشكل متعمد أو من دون تمييز».
من جهتها، قالت دانييل بل مديرة برنامج حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أفغانستان «يشير التقرير إلى التزامات تقدمت بها كل أطراف الصراع لحماية المدنيين إلا أن الأرقام الموثقة في عام 2015 تعكس تبايناً بين الالتزامات والواقع القاسي على الأرض».
وأضافت: «تٌظهر التوقعات باستمرار القتال خلال الأشهر المقبلة والمعدلات الحالية للضحايا المدنيين الحاجة الملحة لاتخاذ جميع أطراف الصراع خطوات فورية للحيلولة دون إلحاق ضرر بالمدنيين».
في غضون ذلك، قال عبد الرحمن سارغانغ مدير شرطة ولاية هلمند جنوب أفغانستان، إن عدداً من عناصر قوات الأمن الأفغانية قتلوا بهجومين انتحاريين في منطقة سانجين، مشيراً إلى أن مسلحين من حركة «طالبان» شنوا هجومين انتحاريين في الولاية باستخدام سيارتي همفي تابعتين للقوات الأمنية استولوا عليهما في وقت سابق.
وصرح عبد الرحمن سارغانغ أنه، وبعد قتال عنيف خسرت طالبان خلاله 40 مسلحاً، فجر انتحاريان سيارتي همفي أفغانيتين في مقري الشرطة وحاكم الإقليم، مضيفاً أن الشرطة طلبت من سائق السيارة الهمفي الأولى التوقف لكنه تجاهل التحذيرات فأطلقت الشرطة عليه قذيفة صاروخية.
وأشار سارغانغ إلى أن انتحارياً بالسيارة الثانية فجر نفسه قرب نقطة تفتيش تتولى حراسة مقري الشرطة وحاكم الإقليم، مؤكداً أن 4 من رجال الشرطة قتلوا فيما أصيب 7 آخرون، بينما قال متحدث باسم الجيش إن جندياً واحداً قتل وأصيب آخر.
جدير بالذكر أن طالبان استولت على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات من القوات الحكومية الأفغانية بينها سيارات همفي ومركبات أخرى مع تصاعد العمليات المسلحة خلال العام الماضي.