سلام في ذكرى الحريري: للانخراط في مسيرة استعادة لبنان بنوايا صادقة

دعا رئيس الحكومة تمام سلام، في بيان بمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، «جميع القيادات اللبنانية المسؤولة إلى «التفكّر في ما آلت اليه أمورنا وإلى بذل كلّ الجهود للخروج من الحالة البائسة التي نتخبّط فيها، والانخراط بنوايا صادقة في مسيرة استعادة لبنان بصورته المشرقة التي أرادها رفيق الحريري».

من جهة أخرى، رأى سلام خلال ندوة عُقدت في إطار فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن أنّ «المنطقة تعيش حالة من الفوضى الكبيرة نتيجة تقاعس القوى الكبرى عن إيجاد حلول جذرية للأزمات الراهنة وبخاصة الأحداث في سورية».

ولفت إلى أنّ «القوى الكبرى كانت وما زالت تناور، وما سمعناه من تصريحات بالأمس بعد مؤتمر ميونيخ الأخير عن سورية يؤكد أنّ الوضع لا يدعو إلى التفاؤل بل يزداد سوءاً».

وتطرق إلى مشكلة اللاجئين السوريين في أوروبا، وقال: «ظاهرة النزوح تفاقمت بسبب تجاهل القوى الكبرى في السنوات الماضية هذه المشكلة التي كانت محصورة بدول الجوار السوري، ولو بذل منذ عامين أو ثلاثة أعوام الجهد السياسي والديبلوماسي المطلوب لتسوية الأزمة في سورية لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم».

وعرض «الأعباء التي يتكبّدها لبنان بسببب ملف النزوح السوري»، مشدداً على أنّ «الجهات المانحة لا تفي دوماً بالتعهّدات التي تقدّمها في المؤتمرات المخصّصة لدعم دول الجوار». وأعرب عن «الأمل في تنفيذ التعهّدات التي قطعت في مؤتمر لندن ووصل مجموعها إلى أحد عشر مليار دولار»، داعياً إلى «إنشاء هيئة تكون مهمّتها ملاحقة تنفيذ التعهّدات ومتابعة طرق صرفها».

وأكد أنّ «التعامل مع التطرف والإرهاب في المنطقة يجب أن يتمّ بدعم الاعتدال والمعتدلين، ومفتاح هذا الأمر هو إيجاد تسوية سلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقوم على أساس حلّ للدولتين».

ورداً على سؤال عن الوضع السياسي في لبنان، قال سلام: «إنّ أكبر المشاكل التي تواجهنا اليوم هو الفراغ الرئاسي بسبب عدم قدرة القوى السياسية حتى الآن على اختيار رئيس، ونتيجة لهذا الواقع تدفع البلاد ثمناً باهظاً مع الأسف».

وكان رئيس الحكومة اجتمع في ختام زيارته لألمانيا إلى نظيره الفرنسي مانويل فالس وعرض معه العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي.

واستوضح رئيس الوزراء الفرنسي من نظيره اللبناني عن «الوضع السياسي اللبناني»، فقدم سلام عرضاً للوضع الراهن في «ظلّ الشغور الرئاسي»، موضحاً «التحديات الرئيسية التي تواجهها الحكومة» متوقفاً في شكل خاص عند «ملف النزوح السوري».

وعرض الجانبان نتائج مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن الأسبوع الماضي، وأهمية «التزام الجهات المانحة بالوعود، التي تقدمها خصوصاً لجهة مساعدة المجتمعات المضيفة».

وشدّد فالس، من جهته، على «ضرورة تعزيز وضع لبنان والدول الأخرى المجاورة لسوريا التي تستضيف أعداداً هائلة من النازحين»، معرباً عن قناعته بأنّ «تقديم المساعدة للبنانيين في موضوع النازحين هو مساعدة في تثبيت الاستقرار في لبنان» واصفاً لبنان بأنه «نموذج نادر للتعايش في العالم يجب الحفاظ عليه»، ومؤكداً استعداد بلاده لـ«دعم لبنان في مجال البنية التحتية والتربية وغيرهما».

وفي سياق متصل، تناول الاجتماع الوضع الأمني في لبنان و«الدور الذي يقوم به الجيش والقوى الأمنية في مواجهة الإرهاب في الداخل وعلى الحدود الشرقية للبنان».

والتقى سلام في وقت لاحق وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون در ليين. كما عقد اجتماعاً مع وزير التعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا غيرد مولر الذي أكد «الأهمية التي توليها ألمانيا لدعم الدول المجاورة لسورية لمساعدتها على تحمل أعباء ملف النزوح».

كذلك التقى رئيس جمهورية بولندا أندريه دودا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى