التدخّل العسكري البرّي السعودي في سورية… بين التحذير والتشجيع
ما أن أعلنت مملكة الرمال نيّتها إرسال قوّات برّية إلى سورية بحجّة محاربة الإرهاب، ظهرت ردود عدّة كان أبرزها ما قاله وزير الخارجية السوري وليد المعلّم ومفاده أنّ أيّ تدخّل برّي ستتعامل معه الدولة السورية كأنه احتلال، وسيعود منفّذوه إلى بلادهم بصناديق خشبية. فيما رحّبت تركيا بهذه الخطوة، وقرّرت الانخراط في هذه «المغامرة». أما الغرب، فبقي موقفه ضبابياً إلى أيامٍ قليلة خلت، إذ أبدى وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ترحيبه بالخطوة، وكذلك وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون.
هذا ما أشارت إليه صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إذ علّق كيم سينغوبتا على احتمال إرسال السعودية ودول الخليج قوات برّية إلى سورية قائلاً إن الخطوة المصيرية الأولى اتخذتها السعودية لإرسال قوات برّية إلى سورية، تحرّك يثير مخاوف من دخول دول المنطقة في نزاع دموي لا نهاية له.
وينقل سينغوبتا عن كارتر قوله: «أولاً هناك التدريب لكل من الشرطة والجيش على الأرض لمساعدة قوى شريكة، وهو ما تقوم به القوى السعودية، وتحدّثنا عن قوات خاصة».
وإذ يلفت التقرير إلى أن الهدف السعودي المعلن للتدخل في سورية هو محاربة تنظيم «داعش»، فإنّه يذكر أنّ هناك اعتقاداً بأن القوة البرّية السعودية تهدف إلى مساعدة المقاتلين السوريين «المعارضين» لنظام بشار الأسد، الذين يخسرون مواقع لصالح النظام، خصوصاً في حلب.
إلى ذلك، أورد تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أنّ «المعارضة السورية المسلحة» بدأت تتحوّل إلى العمل بتكتيكات حرب العصابات وتتخلّى عن التمسك بالأرض، بعد الخسائر التي لحقت بها مؤخراً في مناطق عدّة من البلاد.
أما ديفيد أغناطيوس، فكتب في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أنّ وزير الخارجية الأميركية جون كيري، قال إنّ الولايات المتحدة تقترب من لحظة حاسمة في الشأن السوري ـ فإما ستحرز تقدّماً في اتجاه تحقيق وقف لإطلاق النار، أو تشرع في التحرّك نحو خطة بديلة، والقيام بأعمال عسكرية جديدة.
«واشنطن بوست»: جهود جون كيري اليائسة في الشأن السوري
كتب ديفيد أغناطيوس في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية: قال وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، في مقابلة حديثة إنّ الولايات المتحدة تقترب من لحظة حاسمة في الشأن السوري ـ فإما ستحرز تقدّماً في اتجاه تحقيق وقف لإطلاق النار، أو تشرع في التحرّك نحو خطة بديلة، والقيام بأعمال عسكرية جديدة.
بالنسبة إلى المعنيين بمراقبة كيري، فإن ذلك يشكل لحظة مألوفة من الوقوف على حافة الهاوية: إنه يبذل دفعة جديدة يائسة من أجل احداث اختراق دبلوماسي مع روسيا وإيران في الاجتماع الذي المقرر عقده يوم الخميس الماضي ، حتى مع أنه يحذر من أن لدى الولايات المتحدة «وسائل أخرى في حال فشلت الدبلوماسية.
مشكلة كيري، كما قد يقول المشكّكون، أن استراتيجيته ما تزال تنطوي على العيوب المنطقية نفسها التي أحبطت ثلاث سنوات من الدبلوماسية في الشأن السوري: لن تتنازل روسيا وإيران عن دعمهما المبدئي لنظام الرئيس بشار الأسد ولن يوافق الرئيس أوباما على تكتيكات عسكرية يمكن أن تقوم فعلاً بتعديل الميزان. وبذلك، تأتي كل نقطة انعطاف دبلوماسية ثم تذهب ـ مع المزيد من البؤس للشعب السوري.
لكن كيري يستمر في الضغط، بإصرار ـ أو كما يقول بعض المنتقدين، بطريقة غير عقلانية ـ وفي المقابلة التي أجريت معه يوم الثلاثاء الماضي، عرض تفسيراً صريحاً ومعلناً لمنهجه.
منذ البداية، أمل كيري بأن روسيا سوف تقرّر أن مصالحها ستخدم أفضل ما يكون بإحداث انتقال سياسي في سورية. وإليكم الطريقة التي عبّر بها كيري عن المخاطر التي تهدّد موسكو إذا لم يتم التوصل إلى تسوية: «التهديد بانفجار الوضع في سورية، والتهديد بالانجرار إلى حرب طويلة جداً، والتي ستبقي روسيا متورطة على الأرض، والتهديد بتزايد أعداد الإرهابيين».
ولكن، وبدلاً من رؤية الكارثة المقبلة، يبدو أن روسيا تعتقد أنها تكسب. وقد عرض جيمس كلابر، مدير الاستخبارات القومية، تقييماً لحوافز موسكو بوضوح يوم الثلاثاء في شهادته أمام الكونغرس: «التورط الروسي المتزايد، خصوصاً في الغارات الجوّية، ربما سيساعد النظام في استعادة أجزاء رئيسة في المناطق ذات الأولوية في غرب سورية، مثل حلب وقرب الساحل، حيث عانى النظام من خسائر لصالح المعارضة في صيف عام 2015».
اعترف كيري بأن «النضوج» أمر حاسم في المفاوضات. إذا كان أحد الأطراف يعتقد بأنه يكسب، فإنه سيتقدّم بمطالبات سيرفضها الطرف الخاسر ـ والمذبحة ستستمر. وقال كيري إنه سيكون من باب «الإهمال الدبلوماسي من أسوأ نوع» عدم بذل المحاولة الأخيرة من أجل وقف لإطلاق النار، والذي يمكن أن يساعد الآلاف من المدنيين في حلب.
وقال كيري: «إن ما نقوم به هو اختبار جدّية الروس والإيرانيين. وإذا لم يكونوا جدّيين، فعلينا أن ننظر عندئذ في خطة بديلة… إنك لا تستطيع أن تجلس هناك فقط وتنتظر».
على الرغم من أن كيري لم يناقش خيارات عسكرية محدّدة في سورية، فإنه عرض فعلاً بعض الخطوط العريضة. سوف يكون الهدف، كما قال، «قيادة تحالف ضدّ داعش، وكذلك دعم المعارضة ضدّ الأسد». وقال إن أوباما وجّه وزارة الدفاع ومجتمع الاستخبارات فعلاً إلى التحرّك بشكل أقوى وأسرع ضدّ متطرّفي «داعش»، بحيث تصبح المجموعة الإرهابية مكبوحة الجماح ومعاقة ومتدهورة ومحيَّدة في أسرع وقت ممكن».
وعندما سئل عمّا إذا كان أوباما سيدعم تطبيق تكتيكات أكثر هجومية لقوات العمليات الخاصة الأميركية، أجاب كيري أن أوباما اتخذ قراراً مسبقاً بإقحام القوات الخاصة، كما اتخذ قراراً باختبار الدليل على المفهوم حول طريقة عمل هذه القوات. وسوف يقول المنتقدون نافدو الصبر أن دليل المفهوم هذا جاء قبل عشر سنوات في العراق، وأن أوباما يماطل.
قال كيري «بالتأكيد»، عندما سئل عمّا إذا كانت الإدارة ستقبل بالعروض الأخيرة من العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بإرسال قوات برّية إلى سورية، ملاحظاً أن إرسال قوات عربية خاصة ربما يعزّز بشكل كبير القدرة على إيقاع ضرر أكبر بقوّات «داعش» وفي وقت أسرع بكثير. ومن المؤكد أن مشاركة عربية عسكرية أوسع سوف تغيّر الرهانات في سورية.
أشار كيري إلى قائمة من الشؤون الدبلوماسية الأخرى التي غطّى عليها موضوع الصراع السوري: من شمال كوريا إلى أوكرانيا، ومن كوبا إلى بحر الصين الجنوبي. وناقش الاتفاق النووي مع إيران، الذي يمكن القول بأنه شكل أكبر إنجاز دبلوماسي له، مشبّهاً معركة البراغماتيين الإيرانيين ضدّ المتشدّدين هناك بمعركته مع الكونغرس.
وقال كيري: «المتشدّدون جعلوا حياة وزير الخارجية محمد جواد والرئيس حسن روحاني صعبة جداً، تماماً كما كان للمتشدّدين في الولايات المتحدة دور يلعبونه أيضاً ـ المعارضون، ولا أسميهم المتشدّدين، أفضل أن أسميهم المعارضين… جعلوا مفاوضاتنا صعبة». لكنه حذّر بشدة من أيّ جهد أميركي لدعم معسكر روحاني في الانتخابات البرلمانية التي ستُجرى هذا الشهر: «لعل أسوأ ما يمكننا أن نفعله هو التدخّل».
قادت دبلوماسية كيري الدؤوبة والعنيدة روبرت ميردوخ، صاحب «فوكس نيور»، إلى أن يقترح في تغريدة على «تويتر» في الأسبوع الماضي أن يرشّح كيري نفسه لمنصب الرئيس إذا أخفقت هيلاري كلينتون. وعندما سُئل عن بالون الاختبار الذي أطلقه ميردوخ، أجاب كيري: «لا أعتقد أن هذه هي الطريقة التي تعمل بها الأمور… ليست هناك حقيقة في ذلك من أيّ نوع… أنا أقوم بعملي، ولن يكون هناك أيّ تغيير». وبدا ذلك أقرب إلى تجنّب الإجابة، بطريقة دبلوماسية.
«إندبندنت»: المخاوف التي ينطوي عليها التدخّل السعودي في سورية
علّق كيم سينغوبتا من صحيفة «إندبندنت» البريطانية على احتمال إرسال السعودية ودول الخليج قوات برّية إلى سورية.
ويقول الكاتب إن الخطوة المصيرية الأولى اتخذتها السعودية لإرسال قوات برّية إلى سورية، تحرك يثير مخاوف من دخول دول المنطقة في نزاع دموي لا نهاية له.
ويضيف سينغوبتا أن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، قدّم خطة بلاده في اجتماع حضره وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر وقادة حلف الناتو في بروكسل، وتحدّث كارتر عقب الاجتماع عن أمور متعدّدة، نوقشت مع السعوديين، تتعلّق بإرسال قوات برّية.
وينقل التقرير عن كارتر قوله: «أولاً هناك التدريب لكل من الشرطة والجيش على الأرض لمساعدة قوى شريكة، وهو ما تقوم به القوى السعودية، وتحدّثنا عن قوات خاصة، مع أنني لا أريد الحديث عن هذا الأمر، وتحدّثنا عن الدعم اللوجستي والمواصلة، وإعادة بناء ما يجب عمله». وأضاف كارتر أن السعودية تقوم بإحياء حملتها الجوية، حيث تقوم وشريكاتها بتحمل المسؤولية في القتال، وفي الأسابيع المقبلة سنرى فرصاً أخرى تتبع بعد عروض اليوم.
وتشير الصحيفة إلى أن السعودية ودول الخليج انسحبت من الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضدّ تنظيم «داعش» في الأشهر الأخيرة بهدف التركيز على الحملة في اليمن ضدّ المتمردين الحوثيين، وأعلن السعوديون مع ذلك عن استعدادهم لقيادة مجموعة ضد تنظيم «داعش» في سورية، في تحالف يضمّ الإمارات العربية والبحرين والكويت.
ويورد الكاتب أن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، الذي التقى الأمير محمد بن سلمان، رحّب بالعرض، وقال: «نرحب بالعرض، والسعوديون جادون وهم يقودون تحالفاً».
ويلفت التقرير إلى أن الهدف السعودي المعلن للتدخل في سورية هو محاربة تنظيم «داعش»، مستدركاً أن هناك مخاوف بأن يفاقم التدخل من الحرب الطائفية التي تجري في سورية.
وتذكر الصحيفة أن هناك اعتقاداً بأن القوة البرّية السعودية تهدف إلى مساعدة المقاتلين السوريين «المعارضين» لنظام بشار الأسد، الذين يخسرون مواقع لصالح النظام، خصوصاً في حلب، مستدركة أن القوات السعودية ستجد نفسها في مواجهة المليشيات الشيعية المدعومة من إيران ومليشيا حزب الله اللبناني.
ويفيد سينغوبتا أن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف حذّر من احتمال حرب دائمة لو تدخلت دول الخليج، وقال ميدفيدف: «على الأطراف كلّها الجلوس على طاولة المفاوضات، بدلاً من إطلاق العنان لحرب جديدة»، ودعا الولايات المتحدة وحلفاءها العرب إلى التفكير مليّاً، متسائلاً: «هل يريدون حرباً؟».
ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة كانت تضغط على حلفائها العرب للانخراط أكثر في الحرب الدائرة في سورية، مستدركاً أن فالون قال إن الدول التي تواجه تنظيم «داعش» تريد قوى من دول الإقليم، بدلاً من الغرب، وأضاف: «أخبرني وزير الدفاع العراقي أنهم لا يريدون قوات برّية، لكنهم يريدون القوات المناسبة، ونرحب بالقوات السعودية».
وتورد الصحيفة نقلاً عن المتحدّث بِاسم وزارة الدفاع السعودية العقيد أحمد العسيري، قوله إن قرار إرسال قوات برّية لا رجعة عنه. وأضاف: «نعم، نعرف أن الإيرانيين هناك، ولكن لا أحد يقاتل تنظيم داعش، وإن أراد الإيرانيون قتال التنظيم فيجب عليهم الانضمام إلى التحالف، بدلا من دعم الإرهابيين».
وتختم «إندبندنت» تقريرها بالإشارة إلى أن العسيري أكّد في بروكسل أن السعوديين وحلفاءهم مستعدّون للمشاركة في عمليات عسكرية، وقال: «لقد اتفقنا على الذهاب إلى هناك، وقدّمنا للولايات المتحدة خطتنا، وسيقرّر الخبراء في ما بعد الأمور الأخرى، مثل عدد القوات ونوعها، وستكون جاهزة للعمليات بحلول آذار أو نيسان».
«وول ستريت جورنال»: «المعارضة السورية» تتحوّل إلى حرب العصابات
أورد تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أنّ «المعارضة السورية المسلحة» بدأت تتحوّل إلى العمل بتكتيكات حرب العصابات وتتخلّى عن التمسك بالأرض، بعد الخسائر التي لحقت بها مؤخراً في مناطق عدّة من البلاد.
ونقلت الصحيفة عن قادة في «المعارضة» قولهم إن استمرار وجودهم يعتمد على تغيير التكتيكات الحالية إلى تكتيك حرب العصابات، وأكّدوا أنهم بدأوا بالفعل في العمل بالتكتيكات الجديدة باغتيالات وكمائن وبالهجوم والفرار في مدينة حلب.
وحكى العضو في قوات «جيش المجاهدين» عبد الفتاح حسين أنهم عندما أُجبرت قواتهم على الانسحاب من بلدة رتيان في محافظة حلب الأسبوع الماضي، «تخلف عشرة من مقاتلينا المسلحين ببنادق أي كي 47 في البلدة، وانتظروا ساعات في خنادق ليست عميقة، وبعد أن تقدّم مقاتلون إيرانيون وأفغان وعراقيون إضافة إلى مسلحين من حزب الله يحاربون مع النظام ودخلوا البلدة، فتحوا النار عليهم وقتلوا عشرات منهم وانسحبوا إلى قرية قريبة تسيطر عليها المعارضة».
وتقول «المعارضة السورية» المسلحة بكل أطيافها إن داعميها العرب والأتراك والغربيين لم يزوّدوها بما يكفي من المساعدات العسكرية التي تحتاج إليها للدفاع عن نفسها ضدّ الغارات الروسية المتزايدة وتدفّق المسلحين الشيعة الأجانب إلى سورية.
وقال أحد القادة السياسيين لـ«جبهة الشام» ـ ويُدعى مصطفى أمين ـ إن مسؤولية «المعارضة» الآن تغيير الأسلوب الذي تحارب به، «إذا لم نحصل على مساعدات كبيرة من حلفائنا، يجب علينا التحوّل إلى حرب العصابات».
وقالت الصحيفة إنه منذ الأيام الأولى «للثورة المسلحة في 2011»، كان الاستيلاء على الأرض هدفاً لـ«المعارضة» التي سيطرت على ضواحٍ في المدن وبلدات وقرى، وأقامت إدارات محلية لإثبات أن هناك بديلاً ممكناً لنظام الحكم القائم.
ونقلت الصحيفة عن أحد القادة الميدانيين لما يُسمى «الكتيبة الأولى في حلب»، ويُنكى بـ«أبي محمود»، قوله إن الحرب ضدّ الأسد قد تغيّرت، «إن الحرب المفتوحة لم تعد في صالحنا بعد التدخل الروسي، سنعتمد منذ الآن على هجمات محدّدة الأهداف وعلى الكمائن».
وأضاف أبو محمود أن هذا التكتيك غير التقليدي سيُتبنّى في جميع أنحاء سورية إذا استمرت الهجمات الروسية «بهذا المستوى من الوحشية، واستمر المجتمع الدولي في خذلاننا».
وقال المتحدّث بِاسم «جبهة الجنوب المعارِضة» في مناطق درعا الرائد عصام ريس، إن «المعارضة» اعتمدت أكثر ممّا يجب على السيطرة على المدن والبلدات، بينما كان يجب عليها أن تركز على هجمات محددة الأهداف منذ بداية «المعارضة المسلحة»، وحدات «المعارضة» المسلحة ليست جيشاً نظامياً، ونظامها ليس نظام جيوش، وبالتالي لا تستطيع الاحتفاظ بالأرض والقتال مثل جيش نظامي.
وأضاف أن الاستيلاء على الأرض يتطلّب أسلحة متطوّرة ونظاماً وانضباطاً أفضل ومقاتلين مدرّبين، وهو ما لا يتوفّر لدى «المعارضة».
وقالت الصحيفة إن حرب العصابات ليست جديدة على «المعارضة السورية» المسلحة، إذ استخدمتها في قلب مدينة دمشق للاستيلاء على بعض الأحياء، وفي مدينة حمص بتفجير السيارات المفخّخة بعدما أُجبرت على الانسحاب من المدينة القديمة عام 2014 بعد حصار طويل من قبل قوات الحكومة، وفي حلب نزلت «المعارضة» تحت الأرض وحفرت أنفاقاً تحت المباني الحكومية ودمّرتها.
ونسبت الصحيفة إلى محلّلين قولهم إن «المعارضة» تأمل أن يساعدها هذا التكتيك على الاستمرار ولو بالحدّ الأدنى، من أجل إضعاف النظام في ريف حلب ومناطق أخرى لكن أن يضمن ذلك استمرار «معارضة» مسلّحة تستطيع تهديد النظام أمر لا يمكن تأكيده.