هل بدأت الخطوات العملية لاجتياح ليبيا؟
بعد إعلان المجلس الرئاسي الليبي تشكيلة حكومة الوفاق الوطني، بدأت الخطوات العملية للتدخل العسكري الأوروأطلسي في هذا البلد للمرة الثانية خلال 5 سنوات.
المجلس الرئاسي الليبي التزم فعلياً بما تم الاتفاق عليه مع الأمم المتحدة، وتم إعلان تشكيل الحكومة في 14 شباط الحالي. وبالطبع يجب دعوة مجلس النواب للتصويت على هذه التشكيلة. كل ذلك تم ليس من دون ضغوط غربية كادت تصل إلى حد التهديد. ومن جهة أخرى، لا تزال تتردد وعود الأطراف الغربية بضروة مساعدة ودعم هذه الحكومة، وإمكانية رفع حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.
وكان مدير وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية الجنرال فنسنت ستيوارت حذر من تزايد وتيرة هجمات تنظيم داعش العابرة لحدود معسكراته سعياً منه لتأجيج صراع دولي.
وربط ستيوارت في خطاب أمام مؤتمر أمني في 8 شباط تحذيره بتمدد التنظيم في أكثر من دولة عبر تأسيس فروع في مالي وتونس والصومال وبنغلادش وإندونيسيا.
وأكد سيوارت أنه لن يندهش إذا وسع التنظيم عملياته من شبه جزيرة سيناء المصرية إلى مناطق أعمق داخل مصر، مضيفاً أنه في العام الماضي ظل داعش متحصناً في ساحات المعارك في العراق وسورية وتمدد على المستوى العالمي ليصل إلى ليبيا وسيناء وأفغانستان ونيجيريا والجزائر والسعودية واليمن والقوقاز.
وتابع ستيوارت القول إن التنظيم سيزيد على الأرجح من وتيرة هجماته العابرة للحدود لأنه يسعى لإطلاق العنان لأعمال عنف وإثارة رد فعل شديد من الغرب ومن ثم تغذي الرواية المشوهة «الحرب الغرب على الإسلام».
وقال ستيوارت إن التنظيم المتشدد لا يصعد الصراع مع الغرب فحسب لكن أيضا مع أقليات مذهبية في المنطقة، مؤكداً أن الشرق الأوسط يواجه الآن تحديا من أكثر الفترات خطورة ولا يمكن التنبؤ بها.
وتأتي تصريحات ستيوارت قبل يوم من قيامه مع مسؤولين آخرين في الاستخبارات الأميركية بتقديم التقييم السنوي للتهديدات في مختلف أنحاء العالم للكونغرس.
وكان المجلس الرئاسي الليبي المدعوم من الأمم المتحدة أعلن مساء الأحد التوصل الى اتفاق حول تشكيلة حكومة الوفاق الوطني المصغرة، على أن تضم هذه الحكومة 18 وزيراً بينهم خمسة وزراء دولة.
وقال المتحدث باسم المجلس فتحي المجبري في مؤتمر صحافي في منتجع الصخيرات المغربي قبيل منتصف ليل الأحد الاثنين بتوقيت ليبيا «تم تشكيل الحكومة وإرسالها الى مجلس النواب من أجل إقرارها واعتمادها».
وأضاف المجبري الذي كان يتحدث والى جانبه رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج وهو أيضاً رئيس حكومة الوفاق المكلف: «نسال الله أن تكون هذه الحكومة فاتحة وبداية نهاية الصراع في ليبيا».
وجاء الإعلان عن الحكومة قبل دقائق قليلة من انقضاء المهلة التي حددها البرلمان المعترف به في مدينة طبرق في شرق ليبيا للمجلس الرئاسي للتقدم بتشكيلة حكومية جديدة بعد فشل التشكيلة الأولى في الحصول على الثقة بسبب كثرة عدد مقاعدها 32 وزيراً .
وتضم التشكيلة الحكومية الجديدة 18 وزيراً، بينهم خمسة وزراء دولة، بحسب قرار تشكيل الحكومة الصادر عن المجلس الرئاسي والذي حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منه.
ومن المفترض أن يعقد البرلمان المعترف به جلسة للتصويت على منح الثقة لهذه الحكومة.
وفي منتصف كانون الأول، وقع أعضاء من البرلمان الليبي المعترف به دولياً والبرلمان الموازي غير المعترف به طرابلس ، اتفاقاً بإشراف الأمم المتحدة في المغرب نص على تشكيل حكومة وفاق وطني توحد السلطات المتنازعة في هذا البلد.