الفصائل الفلسطينية تغلق مكاتب «أونروا» وتزور دريان

واصلت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية الفلسطينية، تصعيد تحرّكاتها رفضاً لقرارات وكالة غوث الفلسطينيين في لبنان وتشغيلهم «أونروا» التي من شأنها تقليص الخدمات لا سيما الصحية والتعليمية. وأمس، لبّت هذه الفاعليات دعوة خلية الأزمة المنبثقة عن القيادة السياسية الفلسطينية في إطار مواصلة برنامج التحرّكات الاحتجاجية، ونظّمت عدداً من الاعتصامات في أماكن عدّة، كما زار وفد من قيادات الفصائل الفلسطينية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى.

عين الحلوة

أقفلت اللجان الشعبية ولجان الأحياء مكتب مدير خدمات «أونروا» في مخيم عين الحلوة، تنفيذاً لقرارات خلية الأزمة المنبثقة عن القيادة السياسية الفلسطينية، وفي إطار مواصلة برنامج التحرّكات الاحتجاجية، للضغط على وكالة «أونروا» من أجل التراجع عن قراراتها وسياستها التقليصية.

بيروت

رفع أطفال من اللاجئين الفلسطينيين، من «رياض أطفال المؤسسات الفلسطينية»، شعارات: «من حقّي أن أتعلّم»، «من حقّي أن أعيش بكرامة»، «أين حقّ الطفولة؟»، وغيرها من الشعارات، أمام مكتب «أونروا» الإقليمي في بيروت، لمطالبة الوكالة بالتراجع عن قراراتها.

وساند الأطفال في وقفتهم المطلبية، قيادات الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللجان الشعبية، وأعضاء خلية الأزمة وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، وعدد من المشايخ ورجال الدين، إضافةً إلى لجنة مهجّري مخيم نهر البارد، ونازحين من مخيّمات سورية.

وتحدّثت إحدى معلمات رياض الأطفال عن الظلم الذي لحق وسيلحق مستقبلاً باللاجئين الفلسطينيين، نتيجة القرارات الجائرة التي اتّخذتها إدارة «أونروا»، مطالِبة الفلسطينيين العاملين في «أونروا»، خصوصاً المعلّمين، بالوقوف إلى جانب أبناء شعبهم لنيل حقوقهم التي كفلتها لهم الأمم المتحدة.

وتحدّث عدد من الأطفال بطريقتهم البريئة كلّ بحسب ما يجول في خاطره، مطالبين بالعيش بكرامة مثل باقي أطفال العالم.

وتنفيذاً لبرنامج خلية الأزمة لمواجهة قرارات «أونروا»، تم إغلاق مكتب لبنان الإقليمي منذ ساعات الفجر الأولى، ومُنع الموظفون من مزاولة أعمالهم.

كما قام وفد من أعضاء خلية الأزمة بإغلاق مكاتب مدراء المخيّمات في «أونروا» ومنعوهم من مزاولة أعمالهم.

البداوي

نفّذت الفصائل الفلسطينية في الشمال واللجان الشعبية اعتصاماً أمام مقرّ عيادة «أونروا» في مخيم البداوي، شارك فيه ممثلون عن الفصائل واللجان الشعبية وأهالي المخيم الذين رفعوا لافتات تؤكّد أنّ مخيمات الشمال ترفض سياسة «أونروا» في تقليص خدماتها، وتعتبرها بمثابة إعلان حرب على شعبنا الفلسطيني، وتهدف إلى إنهاء حق العودة.

وألقيت في المناسبة كلمات طالبت «أونروا» بالضغط على الدول والجهات المانحة من أجل تأمين الخدمات للفلسطينيين في دول الشتات على اختلافها، خصوصاً خدمات الصحة والتربية وبدلات الإيجار الشهرية للنازحين، واستكمال إعمار مخيم نهر البارد.

وهدّد المعتصمون بتصعيد تحرّكهم في المرحلة المقبلة في حال لم تتجاوب «أونروا» مع مطالبهم المحقّة.

المية ومية

بدأ الفلسطيني هيثم عبد الله عبد الرازق الغزي منذ أمس، إضراباً مفتوحاً عن الطعام في مخيّم المية ومية، احتجاجاً على تقليص وكالة «أونروا» خدماتها التي زادت من معاناة الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات.

وأغلق المُضرب عن الطعام مكتب مدير خدمات «أونروا» في مخيم المية ومية وجلس هيثم الغزي على الأرض قائلاً: «الموت ولا المذلّة».

عند دريان

إلى ذلك، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وفداً مركزياً من الفصائل الفلسطينية برئاسة أمين سرّ حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، الذي قال بعد اللقاء: «التقيا اليوم في إطار لقاءاتنا وجولاتنا على المراجع السياسية والدينية، بسماحة المفتي ونقلنا إليه بِاسم الفصائل الفلسطينية تحيّات أهلنا في فلسطين في الضفة، في غزة، في القدس، في مناطق 48، وأهلنا في مخيمات الشتات، حيث الانتفاضة والهبّة المباركة مستمرة في مواجهة سياسة التهويل والاستيطان والاغتيالات الميدانية والاستمرار في عمليات استباحة الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية، وخطورة استنساخ تجربة جديدة لما جرى في الخليل واستنساخها في القدس، وخطورة هذا الموضوع في التقاسم الزماني والمكاني بعدما تمكن الاحتلال الإسرائيلي من الاستيلاء على باطن الأرض، يريد اليوم الاستيلاء على ظاهرها، على المسجد الأقصى، وخطورة هذا المكان لكون القدس اليوم هي عاصمة دولة فلسطين والعاصمة الروحية والأبدية لكل العرب والمسلمين».

وأضاف: «القضية الأخرى هي ما يعانيه أهلنا في المخيمات، والتحرّكات القائمة اليوم من اعتصامات وفعاليات في مواجهة سياسة وكالة أونروا التي اعتمدت التقليص التدريجي للخدمات التي تمسّ الواقع الحياتي اليومي للفلسطينيين في لبنان. عام 2015 واجهنا أزمة تقليص الإمكانيات بالنسبة إلى التعليم، وكان موضوع التعليم مهدّداً، إذ إن 35.000 طالب مهدّدون بأن يذهبوا إلى الشوارع، تجاوزنا هذه المحنة بفضل التحرّك بيننا وبين جماهيرنا والقيادة الفلسطينية والدولة اللبنانية، واليوم هناك قرار صدر في 2016 يتعلّق بموضوع الطبابة والعلاج، وهو موضوع مهمّ، أصدرت أونروا قراراً في هذا المجال يمسّ بعملية العلاج بكل أبعادها، ويحمّل اللاجئ الفلسطيني الذي يعاني الأمرّين في المخيمات جزءاً من تكاليف هذه العملية العلاجية».

وتابع: «تحرّكنا مستمر منذ ما يقارب الشهرين ولم نصل إلى نتيجة، لذلك قرّرنا أن نكثّف هذا التحرّك، اليوم نحن هنا في دار الافتاء، شرحنا للمفتي خطورة هذا الموضوع. كذلك، الأمر ليس بالنسبة إلى العلاج فقط وهو قضية مهمة جداً، وهذه القرارات هي كالشعرة التي قصمت ظهر البعير، لكن بالنسبة إلى قضية نهر البارد واستكمال إعماره، وقضية النازحين من سورية التي أوقفت أونروا المساعدة التي كانت تدفعها لهم في مجال الإيواء، وهذا ما يهدّد وجودهم ويصعّد من أوضاعهم. كذلك تطرّقنا إلى مواضيع أخرى تتعلق بتقليصات أونروا إمكانياتها المادية، وهذا يعتبر شبه تخلّ تدريجيّ عن موضوع اللاجئين لكونه قضية أساسية ما زلنا نناضل من أجلها ومن أجل حقّنا في العودة».

وقال: «اليوم سمعنا كلاماً طيباً من المفتي كما عوّدنا دائماً بالنسبة إلى قضية التضامن مع أهلنا في فلسطين وقضية المخيمات، وبالتالي القيام بحملة في هذا الموضوع من أجل أن تعود أونروا عن قراراتها، وأن تجمّد هذا القرار الذي صدر أخيراً بالنسبة إلى الصحة أو تلغيه، وبالتالي نتمكّن من عقد ورشة حوار لمناقشة كلّ الأمور بما يخدم أهلنا الفلسطينيين، والدولة اللبنانية وأونروا لكوننا متمسّكين بخدمات أونروا لأنها المؤسّسة التي تم إنشاؤها من أجل إغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم».

وأضاف: «أريد أن أؤكّد أنّ التحرّك اليوم بلغ أعلى المستويات برسالة أرسلها الرئيس محمود عباس أبو مازن إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، بضرورة أن تفي أونروا بالتزاماتها إزاء اللاجئين الفلسطينيين، وهذا في إطار التحرّكات التي نبذلها من أجل حلّ هذه المشكلة التي تقلقنا جميعاً اليوم وتدفعنا في اتجاه تكثيف تحرّكنا في هذا المجال».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى