منصور يوقّع «الجامعة العربية وسورية… دور باطل ومال قاتل» في مكتبة الأسد

دمشق ـ محمد خالد الخضر وشذى حمّود

نظّمت وزارة الثقافة السورية أمس، حفل توقيع كتاب «الجامعة العربية وسورية… دور باطل ومال قاتل»، لوزير الخارجية اللبناني السابق الدكتور عدنان منصور، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية، بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.

ويرصد الكتاب عبر 376 صفحة من القطع الكبير في 37 فصلاً مراحل الأزمة في سورية منذ بدايتها ومسارها في منظمة الأمم المتحدة والجامعة العربية، ودور الدول الإقليمية وكيان الاحتلال الصهيوني فيها، وعرض تقارير فرق بعثات المراقبين العرب عن حقيقة الأوضاع في سورية، والضغوطات التي مارستها أنظمة عربية ودولية على الجامعة العربية لإصدار قرارات ضدّ سورية.

وقال الدكتور منصور في كلمة له خلال حفل التوقيع إن سورية كانت وما زالت موئلاً للحقّ والحقيقة، ومصدراً للنضال والعنفوان والشموخ من أجل الحقيقة للتاريخ. وقال: «كان كتابي الجامعة العربية وسورية… دور باطل ومال قاتل، في خضمّ الأحداث الدامية والسياسات المدمّرة والصفقات القبيحة والمؤامرات القذرة التي حيكت من قوى الطغيان والهيمنة ومن يدور في فلكها من عبيد وعملاء ومقاتلين ومأجورين آثروا تفريغ غدرهم وحقدهم وتصفية حساباتهم ضدّ سورية».

وأضاف: «رضخت الجامعة العربية لقرارات ظالمة ضدّ سورية صاغتها منذ اللحظة الأولى أياد عكست النوايا الخبيثة التي أفرزها البعض داخل الجامعة، والتي ما كانت إلا لتعبّر صراحة عما يريده الغرب وإسرائيل وأذنابهما في منطقتنا، لينالوا من سورية تحت شعارات مزيّفة كاذبة معنونة بالحرّية والديمقراطية وحقوق الإنسان». مبيّناً أن قرارات الجامعة العربية المنحازة أدّت إلى تدفّق الأموال والمرتزقة والإرهابيين لتُلحق بسورية القتل والدمار وتولّد الإرهاب والتطرّف. معرباً عن ثقته بأنّ فجر سورية سيطلع من جديد لتستعيد دورها وترفع راياتها لتكون درع الأمة وقلبها النابض.

وقال وزير الثقافة عصام خليل إنّ الوزير عدنان منصور صاحب تجربة كبيرة في خفايا العمل السياسي في الجامعة التي لم تكن عربية في دورها، واستُخدمت عتبةً للانطلاق بالعدوان أولاً على ليبيا ثمّ على سورية.

وأضاف خليل: «يكشف الكتاب دور بعض السياسات التي سيطرت على قرار الجامعة وحرفتها عن مسارها، ويؤكّد أن العدوان على سورية كان مبيّتاً منذ اللحظات الأولى. ليغدو الكتاب وثيقة تاريخية تكشف إلى حدّ بعيد طبيعة الانحدار الذي وصل إليه العمل العربي وطبيعة السلطة القائمة في بعض البلدان التي لم تجد غضاضة في أن تكون مطيّة للأجنبي من أجل تمزيق سورية من الداخل، وتحويلها إلى ساحة حرب».

بدوره، قال وزير التربية الدكتور هزوان الوز: «نحن أحوج ما نكون كعرب جميعاً وكمواطنين سوريين إلى هذا الكتاب باعتباره وثيقة سيترك للأجيال الجديدة، لأن المؤلف كان داخل مطبخ الجامعة العربية ويدري ما تم في الخفاء وخلف الكواليس من بعض العربان الذين خانوا ضميرهم وعروبتهم واتخذوا بعض القرارات المجحفة بحقّ سورية».

وأكّد وزير التعليم العالي الدكتور محمد عامر مارديني أهمية توقيع كتاب «الجامعة العربية وسورية… دور قاتل ومال باطل» في دمشق باعتبارها حاضنة للعرب ولقضاياهم، مبيّناً أنّ العرب لا يمكن أن يظهر لهم أثر أدبيّ أو تاريخيّ أو سياسي إلّا من خلال المرور من دمشق الحضارة والتاريخ.

واعتبر مارديني أن هذا الكتاب شاهد على الفضائح الكبرى التي قادتها مجموعة من المستعربين، مشيراً إلى أنّ هذا الكتاب يعدّ شاهداً على العصر، ووثّق بكلّ جرأة وشفافية لِما حيك ضدّ سورية.

من جانبه، قال سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي إنّ كتاب «الجامعة العربية وسورية… دور باطل ومال قاتل» يقدّم الوثيقة على الدور السلبيّ الذي قامت به الجامعة العربية، إذ نعت نفسها عندما قامت بهذا الدور التآمري على دولة هي الضمانة الباقية الوحيدة في التصدّي لكلّ الأطماع في المنطقة والأرض.

وأضاف: «يوثّق الكاتب والمثقف والشاهد الحيّ الدكتور منصور بكتابه لمرحلة كان شاهداً فيها، وفي أشهرٍ منها كان رئيساً لمجلس وزراء الخارجية العرب، وكان مثالاً للموقف المسؤول الذي لا يساوم على قناعاته ولا على كرامة أمّته ولا على الحقيقة». مؤكداً أنّ الكتاب جدير بالقراءة لأنه يكشف مواقف الأنظمة ضدّ سورية، وفي الوقت نفسه يؤرّخ لصمود مقاومين وقادة وقفوا إلى جانبها في مواجهة المال القاتل والدور الباطل للجامعة العربية وللأنظمة التي موّلت هذا الدور.

ورأى رئيس اتحاد الكتّاب العرب الدكتور نضال الصالح أنّ الكتاب يثبت مدى الوعي العربي الذي تجسّد بالمثقّفين الحقيقيين ورغبتهم بقول الحقّ وكشف المؤامرات التي تواجهها سورية. معتبراً أن إقامة هذا الحفل يدلّ على أنّ سورية رغم الحرب عليها، تهتمّ بالثقافة بما يليق بها وبتاريخها الحضاري العريق.

أما الباحث الدكتور علي القيّم فلفت إلى أنّ الكتاب إنجاز تاريخيّ في مجال السياسة ومتابعة ما تعرّض له المجتمع السوري من مكائد ومؤامرات وحروب، فهو يحيط بالواقع بكل جوانبه ويبحث في معطياته.

أما الأديب بديع صقور عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتّاب العرب فقال: «إنّ الكتاب في فصوله يبدأ منذ لحظة اندلاع الحرب في سورية إلى آخر ما حصل عبر خمس سنوات عجاف، والدم السوري يسفح على يد التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، إضافة إلى ما يصرف من أموال وما يُحشد من مرتزقة وسلاح برعاية الجامعة العربية ومن معها من الغرب والصهاينة».

حضر حفل التوقيع عضو القيادة القطرية في حزب البعث العربي الاشتراكي يوسف أحمد رئيس مكتب التنظيم، والدكتورة فيروز الموسى رئيسة مكتب التعليم العالي، ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية، ورئيس اتحاد الصحافيين، وفاعليات ثقافية واجتماعية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى