سلفيّو طرابلس المعتدلون بين انتقادات «أهل البيت» وسياسة الانفتاح
يوسف الصايغ
لم يمرّ اللقاء الذي جمع عضو الهيئة الاستشارية في حركة أمل زكي جمعة مع عدد من سلفيّي طرابلس في منزل مؤسس اللقاء السلفي في الشمال الشيخ صفوان الزعبي مرور الكرام، فقد تعرّض الزعبي لهجوم عنيف من جهات سلفية اتهمته بـ«التشيّع»، ولفتت الى انّ الزعبي ليس سلفياً إنما هو في نظر أهل السنة في طرابلس عامة وأهالي التبانة خاصة شخص مكروه منبوذ في المدينة ظاهَر أعداء الامة عليها».
وإذ اعتبرت تلك الجهات في بيانها «أنّ حركة أمل شاركت في الحرب ضدّ أهل السنة في سورية وبشكل علني»، دعت الى توخي الحذر من هذه الخطوة التي يسعى إليها مشايخ ضرار لكي يجعلوا قلعة المسلمين طرابلس الشام مستباحة لحركة أمل الشيعية بعد ان استباحها حزب اللات بطريقه غير مباشرة».
من جهته هاجم رئيس جمعية «إقرأ» الشيخ السلفي بلال دقماق الزعبي دون أن يسمّيه، واعتبر في بيان له انه «لقيط ومدّعي تمثيل السلفية»، لافتاً الى «أنّ المرجعيات السلفية لا تعترف به»، واصفاً حركته بـ«المشبوهة»، كما اعتبر انّ هكذا إجتماعات تعدّ «بالونات إعلامية».
وفي حديث خاص لـ«البناء» لفت دقماق إلى أنّ بيانه «جاء لتوضيح حقيقة من هو صفوان الزعبي الذي لا يمثل شيئاً، وهو لا وزن له بالنسبة إلى التيار السلفي الذي لا يعتبره في صفه، كما أنّ جماعته قامت بعزله»، وتابع: «نحن نهاجم أيّ شخص يرتكب أخطاء سياسية واجتماعية وما يخصّ العقيدة والمنهج إذا خالف ذلك».
ورأى أنّ «حركة أمل لن تنجح في اختراق الصف السني كما نجح حزب الله الذي يعمل وفق تكتيك ذكي وعقائدي، ونحن لسنا ضدّ الحوار مع أحد ما لم يعتد، لكن نحن نتحاور مع من يمثل فعلاً على الأرض، فكيف يتمّ الحوار مع من هو منبوذ من قبل التيار السلفي الذي لا يملك تمثيلاً موحداً».
وربط دقماق نجاح انفتاح حركة أمل بحال قدّمت مساعدة حقيقية للمظلومية السنية وترك التعاون مع حزب الله في ما خصّ المشاركة بالحرب في سورية، مشيراً إلى أنه ستتمّ مشاورة القيادات السلفية لمعرفة رأيها بخصوص القيام باستعراض الأمور مع الرئيس نبيه بري مباشرة، ومحاولة كسر الجليد وإقناعه بان يكون له دور وطني لا طائفي».
سياسة منفتحة
وفي سياق متصل تشير مصادر إلى أنّ لقاءات تحضيرية وتمهيدية سبقت اللقاء الذي جمع عضو الهيئة الاستشارية في حركة أمل مع عدد من سلفيّي طرابلس، وهو ما يعتبر تطوّراً مهمّاً لا سيما بعد انكفاء عدد من القيادات السلفية المعروفة بمواقفها المتطرفة، ما أفسح المجال أمام قيادات سلفية معتدلة
وفي سياق سياسة الانفتاح زار وفد من مشايخ التيار السلفي في طرابلس ترأسه الشيخ صفوان الزعبي، الوزير السابق فيصل كرامي في دارته في طرابلس، ودار البحث حول الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، لا سيما الأوضاع في طرابلس، وعرض الشيخ الزعبي لمروحة الاتصالات التي يقوم بها على الساحة السنية والحوار الإسلامي ـ الإسلامي، وتحديدا بين تياره وبين قيادات من حركة أمل.
وفي وقت سابق زار الشيخ الزعبي على رأس وفد الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، حيث تمّ التباحث في المستجدات السياسية على الساحتين المحلية والدولية، واعتبر المجتمعون أنّ من واجب الحركات والجمعيات الإسلامية العمل الجادّ والدؤوب لتوضيح الصورة النقية لسماحة الإسلام وعدله ورحمته وانّ الحملة الإعلامية المركزة التي تسعى لتشويه الدين الإسلامي وإظهاره على انه دين التوحش والرجعية ستبوء بالفشل لأنه دين الله وقد تكفل بحفظه.
كما أثنى وفد اللقاء السلفي على جهود الشيخ بلال شعبان في إنهاء الملفات القضائية للموقوفين الإسلاميين والسعي لانصافهم، مقترحاً عليه التعاون في سبيل تقديم الخدمات الاجتماعية والتوظيفية لأهل طرابلس والشمال الذين شهدوا عقوداً من الحرمان والظلم، وانّ هذا الظلم والحرمان لن يرتفع إلا بتكاتف مختلف القوى والمرجعيات السياسية.