اليمن: عشرات القتلى بتفجير استهدف معسكراً في عدن
دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق شؤون الإغاثة الطارئة، ستيفن أوبراين، مجلس الأمن الدولي، إلى «التصدي للكارثة الإنسانية التي تتكشف في اليمن يوماً بعد يوم».
وخلال جلسة مشاورات مغلقة عقدها مجلس الأمن، يوم أمس، حول الوضع الإنساني في اليمن، بناء على طلب روسي، طالب أوبراين المجلس بـ «إقناع أطراف الصراع بالتزاماتهم الدولية، لتسهيل الوصول غير المشروط والمستمر للمحتاجين في أرجاء البلاد كافة، واستئناف محادثات السلام والاتفاق على وقف إطلاق النار» حسبما أفادت «السفير».
وبعد دعوة المجتمع الدولي إلى التحرك في بلد يعاني شعبه منذ نحو عام، كشف منسق شؤون الإغاثة، عن إطلاق الأمم المتحدة في غضون اليومين المقبلين، خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام الحالي 2016، بقيمة 1.8 مليار دولار، لتغطية الاحتياجات الأكثر أهميّة في جميع المحافظات اليمنية.
وقال: إنّ «الصراع في اليمن يقتل ويشوه المدنيين، ما تسبب في معاناة لا حدّ لها، وتدمير المنازل والمجتمعات والبنى التحتية المدنية الأساسية نتيجة القصف العشوائي منذ آذار 2015، والذي أدى إلى مقتل أكثر من ستة آلاف شخص، بينهم 700 طفل، وإصابة نحو 35 ألف شخص آخرين».
وأشار أوبراين، إلى أنّ «الصراع دفع أكثر من 2.7 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم، إضافة إلى معاناة نحو 7.6 مليون آخرين، من انعدام الأمن الغذائي بينهم مليونا طفل».
يذكر أن السعودية وبدعم أميركي وغربي شنت منذ 26 آذار 2015، عدواناً على اليمن مرتكبة أبشع أنواع الجرائم بحق المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ.
واستخدمت فيه جميع انواع الأسلحة بما فيها قنابل عنقودية محرمة دولياً ضد الشعب اليمني، ما أدى إلى سقوط عشرات آلاف الضحايا والجرحى وإلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت والبنى التحتية في اليمن.
من جهة أخرى، بعثت اللجنة الثورية العليا في اليمن برسالة الى مجلس الأمن الدولي الأمم المتحدة تطالب فيها بإيقاف العدوان الذي يشنه تحالف السعودية على هذا البلد منذ أكثر من أحد عشر شهراً، وكذلك رفع الحصار عن الشعب اليمني، وإجراء تحقيق أممي في الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها العدوان في حق الشعب اليمني وإحالة مرتكبيها على المحاكمة.
وأوضحت الرسالة جانباً مما عاناه الشعب اليمني وما تعرض له من قتل وتدمير للبنى التحتية ولمؤسسات الدولة والأحياء السكنية وترويع للأهالي والأطفال، والتجاهل الدولي الذي تعرض له طوال هذه الفترة، كما طالبت الرسالة بالتحرك العاجل والسريع لإنقاذ الشعب اليمني من الوضع الإنساني والمعيشي الكارثي الناتج من جرائم العدوان، وكذلك التأكيد على حق الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه في مواجهة هذا العدوان.
وفي السياق، أكد برنامج الأغذية العالمي أن سفينة تابعة للأمم المتحدة تحمل أجهزة اتصالات منعتها السعودية من دخول اليمن الأسبوع الماضي.
وقالت عبير عطيفة المتحدثة باسم البرنامج: «قوات التحالف طلبت من برنامج الأغذية العالمي إعادة تقديم أوراق العمل الخاصة بأجهزة الاتصالات».
وكانت قوات التحالف الذي تقوده السعودية قد حولت مسار السفينة إلى ميناء جيزان السعودي في 11 شباط، ويقول برنامج الأغذية إن السفينة المستأجرة مينبورت سيدار كانت تحمل مساعدات إغاثة في طريقها إلى ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الحوثيين.
ميدانياً، قتل 14 جندياً من المرتزقة على الأقل وأصيب عشرات آخرون اليوم الأربعاء، بتفجير «انتحاري» تبنته «داعش»، استهدف معسكراً يديره تحالف العدوان السعودي في مدينة عدن جنوبي اليمن.
وقال مصدر أمني: فجر شخص حزاماً ناسفاً وسط تجمع للجنود في معسكر راس عباس غرب عدن، ثاني كبرى مدن اليمن.
وأوضح بأن التفجير الذي وقع أثناء حصة تدريبية للجنود، أدى إلى مقتل 14 منهم على الأقل وجرح عدد غير محدد.
وفيما لم يحدد المصدر هوية القتلى، أكد بأنهم كانوا يتلقون تدريبات «على يد عسكريين من السودان» المنضوي في تحالف العدوان السعودي الذي يدعم الميليشيات الموالية للرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي.
وأكد مصدر طبي رفض كشف اسمه وصول جثث بعض القتلى، في ظل تعتيم أمني شديد، وقال: «حتى الآن، وصلت جثث تسعة جنود على الأقل وعدد من الجرحى إلى المستشفى».
على صعيد آخر، اعتبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أن التحذيرات السعودية للعاملين في المنظمات الانسانية بمغادرة اليمن غير مبررة ولا تعفي تحالف العدوان من التزاماته القانونية بحماية العاملين والمنشآت الإنسانية من الغارات.
ونقل بيان المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، عن المدير القانوني والسياسي فيها جيمس روس قوله إن التحذير ليس مبرراً لغارات غير شرعية، معتبراً أن التحالف السعودي لا يمكنه تحميل المسؤولية لمنظمات إغاثة انسانية تواجه صعوبة في مواجهة أزمة متزايدة.
وطالبت المنظمة الحكومة السعودية بأن تسحب بشكل علني طلبها الالتزام بالقانون الانساني، في اتخاذ كل الخطوات الممكنة للحد من سقوط المزيد من القتلى المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني.