دمشق ترعى الفنّانين ومعارضهم الفوتوغرافيّة والتشكيليّة
افتتح معرض الصور الضوئية للفنان هاكوب وانيسيان تحت عنوان «حلب حضارة ورماد» في دار الأسد للثقافة والفنون، وتقيمه وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الثقافة.
يضم المعرض عشرات الصور الفوتوغرافية التي توثق بعضاً من المعاناة التي يتعرض لها الأطفال والنساء والشيوخ في مدينة حلب وحجم الدمار الذي طال الحجر والشجر وتعكس إصرار المواطنين على الاستمرار بالحياة والوقوف في وجه الإرهاب.
وزير السياحة بشر يازجي قال إن ما تتعرض له حلب سيبقى في ذاكرة التاريخ وسيكون شاهداً على همجية وبربرية العدوان الذي تتعرض له سورية، مشيراً إلى أن رمزية احتضان دار الأسد للثقافة والفنون لهذا المعرض تعبر عن وحدة وجع الشعب السوري وإصرارهم على الانطلاق نحو البناء لتعود حلب وسورية قبلة للشرق. وبيّن الوزير يازجي أن الوزارة تنسق مع وزارة الثقافة ليوم سياحي سوري حول العالم سيتم خلاله عرض صور ضوئية من مختلف المدن السورية توضح حجم المعاناة والمأساة التي تسبب بها الإرهاب للسوريين.
وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح اعتبرت المعرض ذاكرة بصرية لفنان عاشق لوطنه ومدينته حلب ولأهلها وشوارعها وأماكنها السياحية والتراثية والحضارية، ذاكرة توثق لمأساة انسانية حضارية اختلط فيه حزن الحجر بحزن عيون الأطفال الذين سحقتهم آلة الإرهاب التي تتغنى بشعارات يهلل ويكبر لها العديد من دول العالم. وأوضحت أن قيمة هذا المعرض ثلاثية الأبعاد وطنية وتوثيقية وفنية وهو يبرز جوانب قد تكون خافية على المتابعين للحوادث، طالبة من الفنانين بأن يتفاعلوا مع الأزمة، وباتخاذ موقف وطني وإنساني، فالوطن في حاجة إلى جميع الايدي والعقول والضمائر وإلى سائر الإبداعات لإيصال الحقيقة بشكل واضح ومؤثر إلى دول العالم قاطبة.
ترى الوزيرة مشوح أهمية لتجوّل هذا المعرض وغيره من المعارض الفنية في أنحاء الدنيا ليكون شاهداً بصرياً حياً والضمير النابض لبلد جريح ولمدينة شهيدة وشاهداً على ما اقترفته الأيدي الآثمة من دمار في حق الانسان في حلب وسورية والبشرية جمعاء، محملة المجتمع الدولي مسؤولية هذه المأساة وهذا الألم وتبعات ما حدث ومسؤولية بناء الإنسان والمدن في سورية. لافتة إلى وجود خطط واستراتيجيات عمل لتوثيق المدن والاوابد القديمة قبل الأزمة وأثناءها وبعدها، لتتمكن الفرق الفنية المتخصصة من إعادة البناء والترميم.
لفتت الوزيرة مشوح إلى أن الوزارة تكثف نشاطاتها الموجهة للأطفال، خاصة في ظل الأزمة الراهنة، وتتضمن دورات تثقيفية ومسرحاً تفاعلياً ودعماً نفسياً في مراكز الإقامة الموقتة ليعبر الطفل عما يجول في خاطره، إضافة الى النشاطات التي تقوم بها المراكز الثقافية من دورات نحت ورسم وتصوير ضوئي ومسرح تفاعلي ومسرح العرائس والرقص والغناء وتأهيل ودعم لمواهب الطفولة، خاصة الباليه الذي افتتحت فروع له في حماة وحمص واللاذقية، لافتة إلى أن الإقبال الكبير عليها يشير إلى أن الانسان السوري حضاري لا يمكن أن يركن للدمار والقبح وهو يتطلع دائماً إلى الجمال.
من ناحيته، اقترح الأب الياس خوري أن تجمع صور هذا المعرض وترسل إلى السفارة السورية في روما لتسليمها إلى قداسة بابا الفاتيكان فرنسيس، «لعله يرفع وتيرة صوته أكثر مما يفعل حتى الآن».
يقول الفنان وانيسيان إن المعرض يوثق للحظات حقيقية مرت بها مدينة حلب بسكانها وبيوتها وأحيائها ويوضح المعاناة التي يتعرض لها أبناء المدينة كغيرهم من المواطنين في جميع المحافظات، مشيراً إلى أنه لم يعتمد في لوحاته على دلالات كتابية او توضيحية، الصور تعبر بنفسها عن حالة الحزن والمأساة التي تتعرض لها المدينة.
حضر حفل الافتتاح سفراء الفيليبين والهند والسودان وعدد من أعضاء مجلس الشعب وفعاليات دينية وثقافية وشبابية.
الأمل والحب والحياة في معرض جرمانا
أقام المركز الثقافي في جرمانا معرضاً فنياً لمجموعة من الفنانين الشباب قدموا خلالها لوحات فنية تشكيلية مرسومة بألوان مختلفة وأساليب متنوعة، إضافة إلى لوحات في التصوير الفوتوغرافي، وجسد الفنانون من خلال لوحاتهم رؤاهم النفسية والاجتماعية وبعض ما يجول في خاطرهم من مشاعر وطنية وإنسانية، بأسلوب رمزي مزج بين الأصالة والمعاصرة.
حول مشاركتها في المعرض، تقول الفنانة أسماء الدوس: «إن لوحتي التي تحمل عنوان الزمن أردت من خلالها أن أقدم للمتلقي فكرة تحدي الزمن والعمل على جعله لصالح الإنسان كي لا تفوت الفرص وتصل بصاحبها إلى الفشل، من خلال تصويرها لساعات تراثية تتدلى وتتحرك عبر ضوء بسيط».
أما الفنانة أريج نكد فصورت في لوحتها الأمل بالحياة والتجدد من خلال وقوف مجموعة من البشر وراء نافذة مضيئة ومغلقة إشارة إلى قدرة هؤلاء على فتح هذه النافذة متى أرادوا.
وعبر الفنان رامز منزلاوي من خلال لوحته التي تحمل عنوان «زهرة» عن براعته ودقته في التصوير فهي نوع من أنواع التصوير السريع وتحمل ارتداداً لقطرات ماء بعد سقوط جسم على الماء. أما مشاركة الفنانة رهف الجلاد فهي عبارة عن نافذة قديمة يتخللها ضوء يعبر إلى الناس بأمل يرونه بعيداً عنهم ويترقبون وصوله.
«فوضى» هو عنوان اللوحة التي صورها الفنان معتز موعد مستخدماً فيها أسلوب الكولاج الرقمي، مضيفاً لذلك بعض المعالجة الفنية والإلكترونية إلى لوحة صور خلالها البحر في حالة تلاطم أمواجه، وفوق هذه الأمواج تتأرجح مظلة مصممة على البقاء والصمود.
الفنانة هناء العقلة قدمت في لوحتها بالإكريليك امرأة منبثقة من حارات شعبية دمشقية عبرت فيها عن معاني الأصالة ومدى أهمية ارتباطها بالمعاصرة وقدرتها على الحضور والوجود عبر وعيها وثقافتها.
ورسمت الفنانة رنا شعبان بالألوان الزيتية خريطة سورية قلباً تنبثق منه شجرة، مشيرة إلى أن الحياة تنبض من سورية وهي مصممة على الصمود والبقاء.