الحريري: رئاسة الجمهورية أولوية
ترأس الرئيس سعد الحريري في «بيت الوسط» اجتماعاً للأمانة العامة والمكتبين السياسي والتنفيذي في تيار «المستقبل»، تناول خلاله مجمل الأوضاع والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة.
ووصف الحريري حصيلة لقاءاته مع المرجعيات السياسية بـ«الممتازة»، مشيراً إلى «ضرورة الدفع باتجاه النزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية»، وقال: «من جهتنا، نعتبر رئاسة الجمهورية أولوية، وسنواصل الضغط لإنهاء الفراغ وعدم السماح لأحد بتحوير الأنظار عن هذا الموضوع الجوهري في حياتنا السياسية».
وأضاف: «سنشارك في كلّ جلسات مجلس النواب، تحت سقف الدستور والديمقراطية، وليربح من يربح، ولن نعطل، وهذا قرار اتخذناه انسجاما مع نهجنا في الحفاظ على الدولة والمؤسسات وانتظام القانون».
وشدّد الحريري على «ضرورة ألا تؤثر الصراعات الخارجية على الداخل اللبناني، وأهمية تدوير الزوايا لتجنيب البلد أية أزمات جديدة، وحمايته بأي ثمن».
من جهة أخرى، وفي سياق جولة على المرشحين لرئاسة الجمهورية، زار وفد من تيار «المستقبل»، ضمّ النائبين أحمد فتفت وعاطف مجدلاني، عضو اللقاء الديمقراطي النائب هنري حلو في دارته في الحازمية، موفداً من كتلة «المستقبل» والرئيس سعد الحريري.
إثر اللقاء، قال فتفت: «تشاورنا في الأوضاع ووضعناه في جو خياراتنا السياسية المعلنة والواضحة من قبل الرئيس الحريري، الذي يسعى إلى تسوية تحت عنوان تأييد ترشيح سليمان فرنجية، إنما اعتبرنا كذلك وجود مرشحين آخرين، وتحديداً وجود المرشح للرئاسة هنري حلو، رسالة ديمقراطية كبيرة وتحية للديموقراطيين اللبنانيين، وإنّ استمراره في الترشح هو تعبير عن هذه الإرادة الديمقراطية التعدُّدية. وانطلاقاً من هنا، نقول إننا على استعداد للنزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية، بدل تعيين رئيس. كما كانت فرصة تداولنا خلالها في كلّ المعطيات الحالية والأزمة السياسية القائمة وخلفياتها».
وعمّا إذا كان الرئيس الحريري يريد من خلال هذا الحراك السياسي حشد القوى النيابية من أجل تأمين نصاب في جلسة 2 آذار، أجاب فتفت: «قال الرئيس الحريري بكلام واضح جداً، إنّ الحراك السياسي بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية «مات». لذا، قرّر التحرك والقيام بمبادرات جديدة، لأنه شعر بخطر على الدولة والمؤسسات اللبنانية ورئاسة الجمهورية، وكلّ خطوات الرئيس الحريري قائمة على أساس إنعاش الحياة الديمقراطية اللبنانية وإعادة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت ممكن، لأنّ الجميع يدرك أنّ الخطوة الاولى لإعادة إحياء الدولة اللبنانية هي عمل المؤسسات ومجلس النواب والحكومة. وهنا، نرى بعض بوادر التحرك في الحكومة، لكن لا يجب أن تكون البديل عن انتخاب رئيس الجمهورية وتجديد الحياة السياسية».
أما بالنسبة إلى ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، فقال فتفت: «عندما ترشح سليمان فرنجية ولاقى التأييد من بعض الكتل السياسية كان تحت عنوان التسوية، يعني أن أحداً لا ينتقل من فريقه السياسي إلى الفريق الآخر، وسليمان فرنجية كان واضحاً عندما قال من بيت الوسط، إنه يريد أن ينسق مع فريقه السياسي، كما ننسق مع حلفائنا وفريقنا السياسي أي 14 آذار الذي ما زال حياً، وحلفائنا في الحزب التقدمي الاشتراكي وجبهة النضال».
أضاف: «كل هذا الحراك القائم حالياً هو حراك تسووي، وإذا غاب سليمان فرنجية عن الجلسة، نعتبر أنّ غيابه ليس لمصلحة الديمقراطية، ولكن بمنطق التسوية لا نطلب منه أن ينتقل من فريق سياسي إلى آخر».
ولفت حلو، من جهته، إلى «أنّ كلفة الشغور الرئاسي والفراغ الذي يعيش فيه البلاد باهظة، فلا وقت لدينا للانتظار أكثر، خصوصاً أنّ هذا الشغور يمسّ كلّ قطاعات الدولة سواء أكان القطاع الخاص أم العام، ويجب على الجميع الحضور إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن. وأنا بالتأكيد مع الديمقراطية، فنحن اليوم ثلاثة مرشحين معلنين، وإذا كانوا أكثر من ذلك فأهلاً وسهلاً ولتجرِ العملية الانتخابية، وسنذهب جميعاً لتهنئة الرئيس العتيد لمصلحة البلد بالتأكيد».
وكان الرئيس الحريري واصل لقاءاته في «بيت الوسط»، حيث عرض التطورات مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.
كما التقى كلاً من النائب خالد ضاهر، النائب مروان حماده، السفيرة الكندية ميشيل كامرون، سفير ألمانيا مارتن هوث، السفير الكويتي عبد العال القناعي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
من جهة أخرى، ووجه الحريري رسالة إلى وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان مارك آيرولت مهنئاً إياه بمنصبه الجديد.