خطاب النصر
حضور السيد حسن نصر الله في خطابه كان حضوراً ميدانياً في ساحة القتال التي شارفت على إغلاق أبوابها في وجه الأعداء، برسم بدايات جديدة لأصحاب القضية بأولوياتها كافة، الجغرافية والسياسية والعسكرية وبمراحلها كافة.
فشل المشروع الصهيوني في المنطقة صار حقيقة واضحة استبينتها الوقائع التي لم تعدّ معلقة على احتمالات. ولم تعد مجرّد توقعات وتحليلات وشبهات تلوح بضبابيتها في المدى البعيد مهما طال الانتظار.
الثقة بالنصر القادم كانت ثابتة في كلّ عبارة نطق بها السيد. فقد حاكى السياسة حنكة وإبداعاً، هدّد الأعداء وأشعل قلوبهم بنار تحرقهم وتكويهم حيرة وجمراً. فالهلع والحذر لم يعودا ينفعان أمام جبروت وصلابة ما أرادوا تحطيمه وتفتيته. صحيح أننا شعوب لا نصنع الحروب. ولكن مخطئ كلّ من اعتقد أننا سنهزم. ومخطئ كلّ من أبحر في أوهامه وساقته أحلامه إلى الاعتقاد أن خيمة المقاومة سينهار عمودها السوري، وسيتوقف وجودها عند حدود.
نحن أهل المقاومة ونحن شعبها، وإذا نسي العدو ذلك فنحن من سنذكّره. شهداء وجرحى ومقاتلين أشداء. وإذا استشرى المرض «الداعشي» في الأجساد الواهنة فنحن ما زلنا أصحاء وسنستأصله فالأمر محسوم. والمسألة لفكفكة كل ما تمّ تركيبه بكافة الأوجه المرسومة والتي يحاولون التخطيط لرسمها، مسألة وقت لا أقل ولا أكثر.
حماك الله يا سيد المقاومة. فالروح هي من كانت تصغي لخطابك الذي لم يكن مجرّد كلمات فوق السطور. فامتلأت وانتفضت المشاعر الوطنية ثورة وحماسةً وصرخت فخراً: لبّيك نصر الله، لبّيك قضية المقاومة الحقة في كلّ مكان وزمان.
سناء أسعد