النصر الثالث على «إسرائيل» آت والمعركة الحاصلة قد تقلب الموازين بين المقاومة والعدو الجلسة التشريعية بانتظار التوافق وموقف الحريري اليوم
جسّد خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد الضمير الوطني والإحساس بالمسؤولية الوطنية تجاه خطورة التحديات التي تواجهها سورية. وعكس ارتباط سورية بالقضية الفلسطينية منذ اللحظة الأولى لبدء الصراع العربي ـ «الإسرائيلي».
فعلاقة سورية بفلسطين هي علاقة مصيرية ثابتة لا تتغير وعندما تتخذ موقفاً من العدوان «الإسرائيلي» على غزة فإنه نابع من قناعتها وليس استناداً إلى مواقف بعض الفصائل الفلسطينية التي لم تكن موجودة أصلاً عندما أخذت سورية موقفها من القضية الفلسطينية.
على أن الموقف العربي الرسمي من العدوان على غزة مؤلم وصادم، فيما الاحتلال يشعر بالعجز والفشل تجاه المقاومة، فالعدوان وعلى رغم شراسته لن يتمكن من كسر عزيمة وإرادة المقاومة.
ولهذا فإن النصر الثالث على العدو «الإسرائيلي» آت لا محالة، والصراع مع العدو هو صراع وجود. والمقاومة في فلسطين مرتاحة وقادرة على الاستمرار وتحقيق الانتصار، ويبدو ذلك من خلال إصرار المقاومة على تلبية شروطها للتهدئة، والتي تشمل فك الحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح، والمعركة الحاصلة في فلسطين المحتلة قد تؤدي إلى قلب الموازين بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو «الإسرائيلي»، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار التطور النوعي في أداء المقاومة، والذي جعل الأراضي المحتلة كافة تحت مرمى نيران صواريخ المقاومة، وهذا التحول النوعي سوف يوصل «إسرائيل» في لحظة معينة إلى وضعها على سكة الانهيار لأن «الإسرائيلي» ليس لديه القدرة على تحمل توازن الرعب وقدرة المقاومة على التدمير وشل الحركة في الكيان الصهيوني والنزف المتولد عن ذلك.
على أن مصر إذا ما أرادت العودة إلى بوابة العروبة فإن المدخل إلى ذلك هو الموقف من قضية فلسطين وتحديداً مما يجري اليوم في قطاع غزة، لأن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم من الوضع في غزة يجعلنا نترحم على زمن حسني مبارك، فعلى مصر اليوم التمييز في موقفها بين حماس وفلسطين.
على صعيد آخر فإن الوضع الداخلي في لبنان ما زال في حالة من السجال حول موضوع عقد جلسة تشريعية لإقرار السلسلة وإجازة بإصدار سندات اليورو بوند، على أن المطلوب الفصل أيضاً بين موضوع رواتب الموظفين في القطاع العام والمواضيع السياسية العامة.
والتأكيد أن إقرار السلسلة سيؤدي إلى تصحيح الامتحانات الرسمية. وعلى نواب كتلة المستقبل أن يتحدثوا عن ضرورة التوافق بين الأفرقاء على جلسة تشريعية لإقرار هذه القضايا الضرورية، فيما هم بانتظار موقف الرئيس سعد الحريري اليوم.