صحافة عبريّة
نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن رئيس بلدية حيفا يونا ياهف، قوله إنّه يشكر حسن نصر الله، لأنّه بتهديده ضرب خليج حيفا، أعاد إلى واجهة الرأي العام «الإسرائيلي» ما سمّاها بالقنبلة الموقوتة، التي تسببها المواد القاتلة الموجودة في المنطقة. وقالت الصحيفة إنّ نصر الله ضرب على الوتر الحسّاس، الذي يرعب «الإسرائيليين»، خصوصاً أنّه كان هناك عدد من المطالب الرسمية بنقل المصانع الكيماوية من خليج حيفا إلى مناطق أخرى في «إسرائيل» لدرء الخطر عن سكّان المنطقة في حال انفجارها.
ونقلت الصحيفة أيضاً عن عدد من سكّان مدينة حيفا قولهم إنّه يتحتّم على الحكومة «الإسرائيلية» أن تأخذ تهديدات نصر الله على محملٍ من الجّد، لأنّها مقلقة للغاية. وقال أحد سكّان المدينة للصحيفة إنّ التهديد على خليج حيفا، وتحديداً على مصانع الأمونيا، موجود منذ عام 1991، ولكن منذ ذلك الحين وحتى اليوم لم تقم حكومات «إسرائيل» المتعاقبة بعمل أي شيء من أجل إبعاد هذا الخطر عن المنطقة. وأضاف: للأسف الشديد، لدينا يستفيقون من سباتهم فقط بعدما تقع الكارثة. ولفتت الصحيفة في سياق تقريرها إلى البحث الأخير الذي أجري في جامعة حيفا والذي أكّد على أنّ رؤوس الأطفال في حيفا الذي يولدون في الفترة الأخيرة أصغر من المعدل بسبب المواد الخطيرة في خليج حيفا، كما أنّ انتشار مرض السرطان في المنطقة ومحيطها أعلى بكثير من المعدّل في «إسرائيل»، وتابعت قائلةً إنّه إذا كان هذا لا يكفي، جاء نصر الله وألقى القنبلة التي أرعبت السكّان أكثر فأكثر.
«إسرائيل» تتخوّف من استخدام «حماس» طائرات بلا طيار
قال المراسل العسكري لموقع «واللا» الإخباري العبري أمير بوخبوط، إن حركة حماس بدأت تفعيل تهديد عسكري جوّي جديد على «إسرائيل» من خلال طائرات استطلاع مسيّرة بلا طيار ، مهمتها جمع المعلومات الاستخبارية عن أهداف «إسرائيلية».
وسبق أن كشفت كتائب «عزّ الدين القسّام» الجناح العسكري لحركة حماس عن نجاح مهندسيها في صنع طائرة استطلاع مسيّرة، كما نشرت خلال الحرب «الإسرائيلية» على قطاع غزة عام 2014 مقاطع فيديو لمواقع «إسرائيلية» تمكنت إحدى تلك الطائرات من تصويرها.
وأضاف المراسل أنّ طائرات عدة تم تهريبها عبر الأنفاق إلى قطاع غزة ويتم تشغيلها في الآونة الأخيرة على أيدي مقاتلي «حماس» قرب الجدار الحدودي، وهذا ما دفع بضباط «إسرائيليين» في فرقة غزة إلى التحذير منها لأنها تساعد المسلحين الفلسطينيين في عملياتهم.
وأوضح بوخبوط أن مقاتلي «حماس» باتوا يستخدمون طائرات الاستطلاع في التدريبات العسكرية شمال قطاع غزة وجنوبه، على بعد مسافة قصيرة من الجدار الحدودي بين غزة و«إسرائيل»، وعلى مرأى ومسمع من مواقع الجيش «الإسرائيلي» والمزارعين «الإسرائيليين».
وأشار إلى أن جنوداً «إسرائيليين» من فرقة غزة التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية المسؤولة عن القطاع شخّصوا معدّات تصوير داخل الأراضي الفلسطينية في غزة، وما لبثت أن اختفت بعد وقت قصير، وهو ما دفع الجيش «الإسرائيلي» إلى فتح تحقيق ميداني حول الحادث، وبعد مرور عدّة ساعات تأكد الجيش أن هذه المعدّات لم تجتز الحدود «الإسرائيلية».
وأكد أن فرقاً فنية «إسرائيلية» متخصصة باتت تجري فحوصاً أمنية وتقنية حول طبيعة هذه المعدّات التصويرية، لأن الجيش يأخذ كل عمل يحصل في الجانب الثاني من الحدود بغزة على محمل الجدّ، ومثل هذه المعدّات قد تحمل كاميرات تصوير وتساعد منفّذي العمليات المسلّحة في توفير المعلومات الأمنية في الوقت المناسب.
وزعم المراسل أن كتائب «القسّام» نجحت في تهريب طائرات استطلاع مسيّرة في السنوات الأخيرة عبر الأنفاق الواصلة بين غزة ومصر، واستخدمتها خلال حربي 2012 و2014 اللتين شنتهما «إسرائيل» على غزة، بغرض تصوير بعض الأهداف «الإسرائيلية» وشنّ حرب نفسية ضدّ «الإسرائيليين».
يعالون ونتنياهو يتفاخران بعلاقات مع الدول السنّية والأمر معروف وقديم!
كتب تسفي برئيل في صحيفة «هاآرتس» العبرية: كان من الصعب تصديق ما تسمعه الأذن: لـ«إسرائيل» قنوات حوار مع الدول العربية السنّية المجاورة، ليس فقط مع مصر والأردن، إنما أيضاً مع دول الخليج ودول شمال أفريقيا. هذا ما قاله وزير الدفاع موشيه يعالون في مؤتمر الأمن الذي عقد في ميونيخ، بحسب ما كتبه باراك رابيد «هاآرتس، 15/2». وقد سارع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لمشاركة يعالون في جلد الدب. ففي خطابه في القدس في لجنة رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة قال إن غالبية الدول السنّية تعتبر «إسرائيل» حليفاً لا عدوّاً.
ثمة حاجة إلى جرأة كبيرة من أجل نشر قصة كهذه. ففي منطقتنا عقاب شديد لقصص الغرام السرّية لدرجة تصل إلى القتل من أجل الحفاظ على شرف العائلة. ولكن عملياً في هذه الحالة لا حاجة إلى أن تكون بطلاً كبيراً. فقد كانت لـ«إسرائيل» قصص غرام مشابهة: بعد توقيع اتفاق أوسلو بوقت قصير واتفاق السلام مع الأردن، ازدهرت العلاقات أيضا مع دول عربية أخرى كثيرة لم ترغب فقط في إظهار رغبتها بالسلام مع «إسرائيل»، لا بل أقامت ممثليات رسمية لـ«إسرائيل» على أراضيها.
المغرب، تونس، قطر، وموريتانيا قامت بوضع أيديها بيد «إسرائيل» بشكل علني. واتحاد الامارات العربية والبحرين لم تدر ظهرها عند رؤية الممثل «الإسرائيلي»، حتى قبل أن يحلم أحد باتفاق السلام بين «إسرائيل» والفلسطينيين. فقد كان عراق صدام حسين هو الذي فحص إمكانية إقامة علاقات غير رسمية مع «إسرائيل». لكن جميع هؤلاء الأصدقاء الجيدين تراجعوا عن تأييد «إسرائيل» بعدما تبيّن أن أميرة الصف تريد استغلالهم من دون تقديم أرباح سياسية، وأهمها حل المشكلة الفلسطينية.
يستطيع يعالون الصراخ من الصباح حتى المساء أنه لا علاقة بين الازمات الحالية في الشرق الاوسط وبين الصراع «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني، وهو على حق. لكن هناك صلة وثيقة بين الصراع وبين غياب علاقات سليمة مع الدول العربية، لا سيما مع الشعوب العربية. هناك صلة كبيرة بين الصراع وبين تحفظ الدول السنّية التي تنظر إلى محاولة المسّ بالأماكن المقدّسة في الحرم. ولكن من المريح للقيادة «الإسرائيلية» أن تضلّل بأقوال لا أساس لها بأنه اذا أغرق الجيش المصري أنفاق حماس وأن الأردن يخشى من «داعش»، والسعودية تعتبر إيران عدواً، فإنّ هذا يعني أن «إسرائيل» هي الحليفة المفضلة.
مثل «إسرائيل»، يمكن أن يكون للدول العربية، سنّية أو غير سنّية، أكثر من عدو. فـ«الغرام السنّي السعودي» لـ«إسرائيل»، الذي كشفه يعالون، لا يحوّل فلسطين السنّية إلى صديقة لـ«إسرائيل». والأخوان المسلمين في اليمن هم شركاء للسعودية، خلافاً لأقوال يعالون ونتنياهو. ولكن لماذا نسمح للحقائق بأن تشوّش الانجاز السياسي الكبير بمصافحة الامير السعودي تركي الفيصل الذي كان رئيس الاستخبارات والذي يدير الحوارات منذ وقت طويل مع «إسرائيل»؟