شذرات
سوريانا، يا حباً ينبض في ثنايا روحي. اكتبي لي عهداً على جبين الغد، أصبحيني وامسي أغنيتي. راقصيني على هوى سكرات حياة جديدة. أرجوك يا نبعاً ما عرف النضوب يوماً. خذي بضائع الحاضر إلى سطور تاريخ دوّن عناوين ألمنا وصرخات أوجاعنا بدماء جراحنا. ترّجلت قدماي إلى نافذةٍ، رأت عيناي كل أسود، وباح الصمت بكلّ ظلم. تعالت أصوات الباطل وتناهى إلى ناظري نور شفّاف في نهاية الطريق العاتم. ركضت، أجهشت بالبكاء، انهمرت دموعي، وتجسّدت أشجاراً خضراء أمامي.
عناء الطريق أتعبني، وظلُّ الأشجار أذهلني، مع كلّ خطوة ألقي نظرة إلى الوراء، يا إلهي كم قطعت من المسافات!
الدرب لا نهاية له، لكن كلّ من شرّع سكّينه وأغمدها في قلب محبوبتي له من السكين التي رفعها نصيب. تمّهل أيها الساخر، تعالَ على جذورك، تكبّر، ولا تسأل، إلى أن يأتي يومٌ يُسألُ عنكم. وإذ بالإجابة تنطق «إلى مزابل تاريخٍ أسود».