حلّ عُقَدِ ريف حلب الشمالي
علي رضا
أخذت عقدُ الريف الشمالي السوري وتحديداً في حلب تحلُ واحدة تل الأخرى، فالجماعات المسلحة أصبحت إما محاصرة في بضعة مواقع متبقية على شكل الجُزُر المتقطعة أو في حالة اندحار وضياع كبير.
حيث استطاع الجيش العربي السوري وحلفاؤه ولجان الدفاع الشعبية السيطرة مؤخراً على ثلاثة أرباع القرى والبلدات في الريف الشمالي.
العمليات العسكرية الجراحية الدقيقة أخرجت المسلحين كلياً من، باشكوي حردتنين ومعرستة الخان ورتيان وماير وكفين والطامورة وكفرنايا ومسقان.
فشكّل تقدّم الجيش العربي السوري والحلفاء في محيط نبُّل والزهراء صعقة قوية مهّدت الميدان لانطلاق لجان الدفاع الشعبية من عفرين باتجاه الشرق، موسعاً الشرخ الكبير بين الجماعات المسلّحة المتهاوية بين تخبّط داخلي بالضربات الموجعة من قبل القوات السورية بكل أنواع السلاح البري والجوي.
من جهتها سارعت لجان الدفاع للسيطرة على منغ واقتربت من مشارف أعزاز الحدودية الأكثر تعقيداً. وتوازى ذلك بالعديد من العمليات في قطاع ريف حلب الشمالي مع تقدّم الوحدات شرق عفرين ساهم بإسقاط تل رفعت من يد الجماعات الإرهابية بشكل عسكري وناري.
تل رفعت كانت تشكل أهم قواعد المسلحين في الشمال فالسيطرة على تل رفعت وتقدّم الجيش السوري وحلفاؤه باتجاه أحرص ومحيط كفرنايا عزّزت من إمكانية سيطرة لجان الدفاع الشعبية على بلدة الشيخ عيسى التي فتحت الباب على مصراعيه أمام القوات المتقدّمة في مارع القاعدة الكبرى للإرهابيين المهمة شمال البلاد والتي باتت قاب قوسين أو أدنى من السقوط.
ولم يبقَ أمام الفصائل المسلحة سوى طريق واحد من جهتها الشمالية الشرقية لتنفذ عمليات انسحاب كلي من مارع باتجاه أعزاز وحتى الحدود التركية، وحتى هذا الطريق غير آمن ويقع تحت نيران لجان الدفاع الكردية من الغرب وداعش من الشرق.
وجود جبهة النصرة وباقي الفصائل شمال حلب بات فقط في أجزاء من بلدات بيانون وعندان التي أصبحت تحت السيطرة النارية للقوات السورية بشكل شبه كامل.
القوات السورية قطعت طرق الإمداد من الحدود التركية باتجاه البلدات القريبة من حلب المدينة كعندان وحريتان.
وبالعودة إلى أعزاز في الشمال آخر القواعد الاستراتيجية للمسلحين قد تصبح داخل فكي الكماشة خلال وقت قصير. السيطرة على مارع ستسهم في إطباق الطوق حول أعزاز.
وبالسيطرة على أعزاز تُحلّ أبرز عقد الشمال السوري، وتنتقل القوات السورية وحلفاؤها والقوات الكردية لتنفيذ الخطة الثانية ألا وهي طرد داعش من الشمال وتحديداً من مدينتي الباب ومنبج، مما يسهّل في وصل الريف الشمالي مع الريف الشرقي وأطباق حصار خانق على مسلحي المدينة الذين باتوا الحلقة الأضعف في هذه الدوامة، رغم وعود تركية سافرة بدعمهم، إلا أن قطار الجيش العربي السوري والحلفاء كان الأسرع وقطع كل سبل الإمداد التركي عن محافظة حلب فالحلم العثماني الاستعماري لم يتحقق ولن يتحقق أبداً..