بروكسل: عقبات أمام القمة مع بريطانيا وتأجيلها مع تركيا
قال رئيس البرلمان الأوروبي أمس إن البرلمان لن يوافق على منح بريطانيا معاملة خاصة فيما سعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى إبرام اتفاق مع الزعماء الأوروبيين يمكن أن يقنع به الرأي العام البريطاني للبقاء داخل الاتحاد.
وقال مارتن شولتز: «من المؤكد أنه لن يصوت أحد في البرلمان الأوروبي لصالح منح بريطانيا معاملة خاصة»، مضيفاً أن هناك شرطين ينبغي تحقيقهما قبل التوصل إلى تسوية. وذكر أنه يجب ألا يكون هناك انقسام بين دول منطقة اليورو والدول التي لا تنتمي لتلك المنطقة داخل الاتحاد حتى لا يكون مستوى الإشراف والرقابة على البنوك في لندن أقل منه في فرانكفورت أو باريس أو برشلونة.
وأضاف شولتز أنه ينبغي عدم التمييز ضد مواطني الاتحاد الذين يعملون في بريطانيا عندما يتعلق الأمر بالحصول على مزايا الرعاية الاجتماعية مضيفاً أنه متفائل بأن القادة سيتوصلون إلى اتفاق إذا تم تنفيذ هذين الشرطين.
رئيس البرلمان الأوروبي كان يتحدث بعد أن أمضى كاميرون معظم الليل وهو يناقش شركاء الاتحاد الأوروبي في بروكسيل الذين عقدوا العزم على الحد من التنازلات التي ستساعد في بقاء بريطانيا في التكتل المؤلف من 28 دولة.
وفي وقت سابق ناشد كاميرون قادة الاتحاد مساعدته في حسم مسألة عضوية بريطانيا بالموافقة على اتفاق ذي مصداقية يمكنه أن يقنع به الرأي العام البريطاني.
لكن مساعدين عبروا عن قلقهم بسبب عدم تقديم تنازلات كافية من الشركاء الذين يشعرون بالقلق من محاولة كاميرون لتجاوز قواعد الاتحاد الأوروبي وتقليص الهجرة. وقال مسؤول بريطاني للصحافيين: «يمكنني القول إن المحادثات تسير بشكل صعب. ستكون ليلة طويلة».
وتابع قوله: «رغم أن الكثير من الدول قالت إنها تود المساعدة وتود ضمان بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي فإنه لا توجد مؤشرات كبرى على كيف تخطط تلك الدول لذلك بشكل عملي. لا يوجد مجال كبير للمناورة».
من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن زعماء الاتحاد الأوروبي يريدون التوصل إلى اتفاق للمساعدة في إبقاء بريطانيا في الاتحاد رغم أن مثل هذا الاتفاق سيكون صعباً لدول كثيرة.
وأبلغت ميركل الصحافيين بعد أول يوم لقمة الاتحاد الأوروبي في بروكسيل «الرغبة موجودة لإبقاء بريطانيا كعضو في الاتحاد الأوروبي… أصبح واضحاً أن اتفاقاً لن يكون سهلاً للكثيرين لكن الإرادة موجودة».
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي إنه أصبح أقل تفاؤلاً بعد انتهاء أول يوم للقمة بشأن إمكانية التوصل لإتفاق على شروط جديدة للعضوية لبريطانيا.
وسئل رينتسي إن كان ما زال يعتقد أن اتفاقاً مع بريطانيا سيكون ممكناً فأجاب قائلاً: «أنا دائماً واثق لكنني أقل تفاؤلاً مما كنت عندما وصلت إلى اجتماع القمة ».
وفي السياق، قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي إنه ما زال يتعين إنجاز الكثير في المحادثات بين زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن طلبات بريطانيا لإصلاحات لوضعها داخل الاتحاد لكن بعض التقدم تحقق في أول يوم للقمة.
على صعيد متصل، سيعقد الاتحاد الأوروبي قمة خاصة مع تركيا حول أزمة الهجرة في بداية آذار، وأعلن مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن من المخطط أن تعقد القمة في الخامس من الشهر المقبل. وأشارت أنغيلا ميركل أمس إلى أن الدول الأعضاء ألقت بثقلها على خطة مشتركة للاتحاد وتركيا لتقييد تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وقالت: «المهم اليوم هو أننا لم نؤكد من جديد خطة عمل الاتحاد الأوروبي- تركيا فحسب، بل قلنا إنها أولوية».