مطر غارقٌ في الحبّ
يتعشّق غيمٌ سكرانُ برذاذٍ للقمر
يمسد ضوءه مراكب البحر ويعرّي الموجات المنتشيات
ليفضحنا
نلملم صدف الشاطئ الغيّور غيظةً به
أتأمله
أقول على الرمل لا أطيب من مذاقهما
شفتاكِ: قصاصُ اللغة من الكبرياء
وجّهتُ قلبي صوب فراشةٍ تعاقر الندى المعتّق
على كتف وردةٍ تنزف وحدتها وحدها
ورميتُ جسد الأرض عن روحي
اصطدمنا بقبلةٍ خفيفة أغوتْ شراراتٍ في الأفق
كلّ ذلك كان في مساء جاثم
كجثّة على الأريكة تتابع التلفاز من نافذة الجيران
نزعتُ قبّعتي عن رأسي وحبستُ الفراشة
لا لأخنقها مثلما فعلوا بي في المدرسة
بل لأنقذ جناحيها من مطرٍ غزيرٍ
وشى الحنين به
فجاء ينفث الدخان من شفتيه
ومن عينيه يقدح الشرر
أسامة محسن