هل يضيق ذرع واشنطن من أنقرة والرياض؟

يبدو أن العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وبعض حلفائها في الشرق الأوسط لا تسير على ما يرام كما يروّج المسؤولون من الطرفين. إذ إنّ رائحة امتعاض قوية من الرياض وأنقرة تتسرّب من البيت الأبيض. فهل يضيق ذرع واشنطن من العاصمتين اللجوجتين؟

في هذا السياق نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقرير مشترك لعدد من مراسليها في واشنطن وبيروت ولندن، إن الولايات المتحدة تسعى إلى لجم محاولة حليفتيها، تركيا والمملكة العربية السعودية، القيام بفعل عسكري في سورية، إذا فشل وقف لإطلاق النار في وقف الحرب في سورية. ويضيف التقرير أنه رغم تصاعد الاحباط في المنطقة مما يوصف بموقف واشنطن السلبي خلال خمس سنوات من الصراع السوري، تظلّ إدارة أوباما والقوى الغربية الأخرى تخشى من أن التدخل العسكري المباشر قد يؤدّي إلى تصعيد للصراع وإلى صدام خطر مع روسيا. ويشدّد التقرير على أن أنقرة والرياض تخشيان بشدّة العمل من دون موافقة أميركية، لكنهما غاضبتان مما تريانه فشلاً أميركياً في اتخاذ موقف أكثر قوة ضد حملة موسكو العسكرية لدعم نظام بشار الأسد.

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن تركيا تحدّت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد تحميلها أكراد سورية مسؤولية العمل الإرهابي الذي أودى بحياة 28 شخصاً الأربعاء الماضي في أنقرة. وأشارت الصحيفة إلى أن وحدات حماية الشعب الكردي تعتبر أهم قوة لمكافحة تنظيم «داعش» في سورية بالنسبة إلى واشنطن، مضيفة أن الوضع المزدوج الذي وقعت فيه الولايات المتحدة يعكس مشكلة قديمة للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

إلى ذلك، تساءلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية في تقرير نشرته أمس حول حقيقة مقتل المسلّح الجزائري والقيادي في تنظيم «القاعدة» بلمختار، الذي عرف بكونه أميراً في «الجماعة الإسلامية» المسلحة وقيادياً في جماعة تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب، واشتهر بوقوفه وراء عمليات اختطاف عدد من الأجانب والسيّاح وقتلهم في مناطق الصحراء الجزائرية وشمال أفريقيا.

«فايننشال تايمز»: واشنطن تسعى إلى لجم تدخّل أنقرة والرياض العسكري في سورية

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقرير مشترك لعدد من مراسليها في واشنطن وبيروت ولندن، إن الولايات المتحدة تسعى إلى لجم محاولة حليفتيها، تركيا والمملكة العربية السعودية، القيام بفعل عسكري في سورية، إذا فشل وقف لإطلاق النار في وقف الحرب في سورية.

ويضيف التقرير أنه على رغم تصاعد الاحباط في المنطقة مما يوصف بموقف واشنطن السلبي خلال خمس سنوات من الصراع السوري، تظلّ إدارة أوباما والقوى الغربية الأخرى تخشى من أن التدخل العسكري المباشر قد يؤدي إلى تصعيد للصراع وإلى صدام خطر مع روسيا.

ويشدّد التقرير على أن أنقرة والرياض تخشيان بشدّة العمل من دون موافقة أميركية، لكنهما غاضبتان مما ترياه فشلاً أميركياً في اتخاذ موقف أكثر قوة ضد حملة موسكو العسكرية لدعم نظام بشار الأسد.

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين رفيعين قولهما إن تركيا تريد خلق منطقة محايدة على امتداد حدودها مع سورية تمتد إلى عدة كيلومترات في العمق السوري، بما يسمح لأنقرة مراقبة توسع الميلشيات الكردية، التي تشكل همّ تركيا الأساس في سورية.

ويوضح تقرير الصحيفة أن هذه الخطوة ستعطي مساحة محتملة لـ«المعارضة السورية المعتدلة» للتنفس جنوباً، على رغم الضربات الجوّية لروسيا والقوات التابعة للرئيس الأسد.

وتشير الصحيفة إلى أن عدداً من قادة «المعارضة السورية المعتدلة» قد التقوا مسؤولين عسكريين في أنقرة واسطنبول. وتقول جماعات «المعارضة السورية» إن هدف ذلك، العمل على التخطيط لإمكانية تشكيل «تحالف إسلامي» ينتشر شمال سورية.

ويقول التقرير إنه بالنسبة إلى حلف شمال الأطلسي الناتو، يبدو قيام إحدى الدول الأعضاء فيه بنشر قوات في منطقة محتقنة تنتشر فيها قوات روسية أمراً مقلقاً.

وتقول الصحيفة ذاتها في تقرير من مراسليها في أنقرة واسطنبول إن تركيا حذّرت روسيا من أنها ستحمّلها مسؤولية الهجمات الإرهابية التي جرت على أرضها، عشية التفجير الذي تعرضت له العاصمة التركية أنقرة وتزايد التوتر الدولي في شأن الحرب في سورية.

وتنقل الصحيفة تصريح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن المفجّر الذي نفّذ الهجوم الانتحاري الأربعاء الماضي، يدعى صالح نجار، وهو كردي سوري الجنسية، وأحد أعضاء وحدات حماية الشعب الكردي التي تعدّها أنقرة منظمة إرهابية.

كما تنقل تحذيره لموسكو بقوله في تصريح بثه التلفزيون التركي: «أحذّر روسيا مرة أخرى»، وتشديده على أن إدانة موسكو للهجوم ليست كافية، «إذا استمرت هذه الهجمات الإرهابية سيكونون مسؤولين كما وحدات حماية الشعب الكردي».

وتنفي روسيا أيّ صلة لها بمثل هذه الهجمات والنشاطات الإرهابية.

«نيويورك تايمز»: أنقرة تتحدّى واشنطن بتحميل أكراد سورية مسؤولية التفجير الأخير

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن تركيا تحدّت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد تحميلها أكراد سورية مسؤولية العمل الإرهابي الذي أودى بحياة 28 شخصاً الأربعاء الماضي في أنقرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن وحدات حماية الشعب الكردي تعتبر أهم قوة لمكافحة تنظيم «داعش» في سورية بالنسبة إلى واشنطن، مضيفة أن الوضع المزدوج الذي وقعت فيه الولايات المتحدة يعكس مشكلة قديمة للسياسية الأميركية في الشرق الأوسط.

وأوضحت «نيويورك تايمز» أن منطقة الشرق الأوسط تشهد عدداً من التقلبات والتغيّرات، لكن واشنطن ركّزت على محاربة «داعش» فقط، ما يؤدّي إلى تقليص فرص الإدارة الأميركية للمناورة.

وأضافت الصحيفة أن ذلك يوضح لواشنطن اقتصارها في تعليقها على أنه من السابق لأوانه الحديث عن مسؤولية أكراد سورية عن العمل الإرهابي في أنقرة.

وأكدت الصحيفة أن التحدّي الجديد من قبل أنقرة يؤكد أهمية السؤال الذي وجّهه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن حول الجهة التي تدعمها بالفعل في المنطقة، مطالباً إياها بالاختيار بين تركيا أو الأكراد الموالين لحزب «الاتحاد الديمقراطي».

وكان رئيس الوزراء التركي داود أوغلو قد قال الخميس: «يمكننا أن نقول بالتأكيد إن أعضاء تنظيم وحدات حماية الشعب الكردي المرتبط بتنظيم حزب العمال الكردستاني الانفصالي الإرهابي يتحملون مسؤولة الهجوم».

هذا، وشهدت العاصمة التركية أنقرة مساء الأربعاء تفجيراً بسيارة مفخّخة استهدف حافلة عسكرية تقلّ جنوداً أتراكاً في ساحة «كيزيلاي»، راح ضحيته 28 شخصاً على الأقل، وأصيب 61 آخرون.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: عمر العلاقات الروسية ـ السعودية تسعون سنة

يصادف يوم 19 شباط ذكرى مرور 90 سنة على إقامة العلاقات الروسية ـ السعودية. حول هذه العلاقات، كتبت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية مقالاً جاء فيه: يصادف يوم 19 شباط ذكرى مرور 90 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا السوفياتية والمملكة العربية السعودية. فبعد انتهاء الحرب الأهلية أبدت روسيا السوفياتية رغبتها في إقامة علاقات مباشرة مع دول شبه الجزيرة العربية. وفي نهاية عام 1922، أثناء مؤتمر «لوزان»، التقى غريغوري تشيتشيرين وزير خارجية الاتحاد السوفياتي آنذاك ورئيس الوفد السوفياتي ممثل الحجاز حبيب لطف الله، واستناداً إلى الاتفاق الذي تمّ خلال هذا اللقاء تمّ افتتاح قنصلية سوفياتية في الحجاز عام 1924، وأوّل قنصل سوفياتي كان الدبلوماسي كريم حكيموف، وبعدها اتفق الطرفان على إقامة علاقات دبلوماسية.

كان الاتحاد السوفياتي أول دولة تعترف بالمملكة السعودية، وبين عامَي 1926 و1928 كان حكيموف سفيراً فوق العادة للاتحاد السوفياتي لدى مملكة نجد والحجاز التي شكلت في عام 1932 المملكة العربية السعودية. كان حكيموف الذي أطلق عليه العرب لقب «الباشا الأحمر» على اطلاع واسع على الدين الإسلامي لأنه درس في مدرسة دينية وكان يعزف جيداً على آلة الكمان، ما جعله يحظى بصداقة مؤسس المملكة السعودية عبد العزيز آل سعود الذي اعتبره صديقه الشخصي.

نظّم حكيموف كسفير للاتحاد السوفياتي لدى المملكة عمليات تصدير البضائع والمواد الغذائية من الاتحاد السوفياتي إلى المملكة. كما كان يستدعي الأطباء إلى المملكة لتقديم الخدمات الطبية لمواطنيها.

كتب أحد سفراء الاتحاد السوفياتي لدى صنعاء في تسعينات القرن الماضي عن الجهود التي بذلها حكيموف لتوطيد العلاقات فقال: «من الصعوبة تقييم ما حققه هذا الإنسان كدبلوماسي. لأنه نتيجة للجهود التي بذلها تم وضع الأساس لعلاقات الدولة السوفياتية الفتية مع العالم العربي. وبفضل معرفته جيداً بتاريخ العرب وتقاليدهم وعاداتهم وكيفية كسب ودّ الناس، حصل على حبّ اليمنيين والسعوديين واحترامهم. كان حكيموف يتحدث العربية بطلاقة حتى أن العرب كانوا ينبهرون من أسلوبه في التعبير عن أفكاره باللغة العربية».

حلّ نذير تورياكولوف محل حكيموف كسفير للاتحاد السوفياتي لدى المملكة، حيث تمكّن من استخدام حبّ المملكة واحترامها لسلفه في مجال تطوير العلاقات بين البلدين، ولكن كليهما تعرّض في نهاية ثلاثينات القرن الماضي للاعتقال والاضطهاد على إثر اعتقال السفيرين «الباشوين الأحمرين» سلبياً في مزاج الملك السعودي. لذلك، أرسل الملك عبد العزيز عند افتتاح السفارة السوفياتية في القاهرة في عام 1943 مستشاره الشخصي عبد الله للاستفسار عن مصير السفيرين المستشار عبد الله كان مستشرقاً ومسؤولاً بريطانياً اسمه سينت جون فيلبي، اعتنق الإسلام وتزوج ثانية من جارية، وعاش فترة طويلة بين قبائل البدو. هذا المسؤول هو والد كيم فيليبي الجاسوس السوفياتي المشهور، الذي لعب دوراً مهماً في الانتصار على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية .

عام 1938 أغلق مكتب البعثة الدبلوماسية السوفياتية في جدّة وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لغاية كانون الأول عام 1991 حيث عادت كاملة على مستوى السفراء.

وإننا نفتح حالياً صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، رغم الاختلافات الموجودة في المواقف ووجهات النظر في شأن الأزمة السورية، حيث أعلن قادة البلدين نيّتهما تطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات. ولقد أصبحت الاتصالات السياسية أمراً دورياً ومنتظماً بين المسؤولين في البلدين، ويحتمل جدّاً أن تشهد السنوات المقبلة نمواً كبيراً في العلاقات الاقتصادية بينهما.

«إندبندنت»: هل قُتل بلمختار حقاً؟

تساءلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية في تقرير نشرته أمس حول حقيقة مقتل المسلّح الجزائري والقيادي في تنظيم «القاعدة» بلمختار.

وكان بلمختار، الذي عرف بكونه أميراً في «الجماعة الإسلامية» المسلحة وقيادياً في جماعة تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب، قد اشتهر بوقوفه وراء عمليات اختطاف عدد من الأجانب والسيّاح وقتلهم في مناطق الصحراء الجزائرية وشمال أفريقيا، ومن أشهرها مهاجمة موقع للغاز في عين أميناس في جنوب شرق الجزائر واحتجاز العاملين الأجانب فيه.

وقد ظلّ بلمختار، بحسب تقرير الصحيفة، عصيّاً على محاولات قتله أو القبض عليه عبر مناطق شمال أفريقيا والساحل لسنوات عدّة، حتى أعلنت قيادة العلميات الخاصة المشتركة في حزيران الماضي تمكّنها منه في غارة شنّتها مقاتلتان أميركيتان من نوع «أف 15».

وقد قصفت المقاتلتان منزلاً ريفياً وقتلتا خمسة مسلحين يعتقد أن بلمختار بينهم، بعد ورود معلومات عن مشاركتهم في اجتماع للجماعة قرب مدينة أجدابيا شرق ليبيا.

ويأتي هذا التساؤل بعد إعلان جماعة «أنصار الشريعة الإسلامية» الجزائرية أسماء سبعة من مسلّحيها قتلوا في الغارة الأميركية لم يكن بلمختار من بينهم.

وتضيف الصحيفة أن عدداً من الجماعات الإسلامية الأخرى قد نفى مقتل بلمختار.

ويؤكد تقرير الصحيفة أنه على رغم مرور ثمانية أشهر على الغارة، ما زال الجيش الأميركي والوكالات الاستخبارية غير متأكدين تماماً من مقتل بلمختار،

وتنقل عن أحد المسؤولين الأميركيين من دون ذكر اسمه قوله: «لقد رمينا، ولكننا لا نستطيع أن نؤكد مصرعه».

ويخلص تقرير الصحيفة إلى القول إنه على رغم اقتراب مدة نهاية حكم الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلا أن الشكوك ما زالت تُثار في شأن محدودية المعلومات الاستخبارية التي تعقب الضربات الجوّية التي تمثل معلماً رئيسياً في استراتيجية أوباما في الردّ على الأخطار الخارجية. إذ يميل أوباما إلى التقليل من استخدام القوات العسكرية على الأرض واعتماد العمليات الخاصة والغارات والضربات الجوية بطائرات من دون طيار لاستهداف العشرات من الجهاديين منzجنوب آسيا إلى أفريقيا في السنوات الأخيرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى